
مرحلة عض الأصابع...؟!
كتب تحسين أحمد التل: لو نظرنا الى ما يجري من مظاهرات غربية، وعقوبات بدأت تتخذها دول عالمية، ومحاكم تشكلت أو صارت تتشكل ضد إسرائيل، وعزلة متنامية، ومتسارعة تجاه الكيان الصهيوني، وشكاوى مرفوعة، أو ستُرفع على جنود وضباط ارتكبوا أفعال مخالفة للقانون الدولي، عندها سنفهم لماذا بادر الرئيس الأمريكي الى وضع خطة، مكونة من واحد وعشرين نقطة، لكي يخلص إسرائيل من تبعات العزلة، والتخفيف على الحكومة الصهيونية النازية بسبب الضغط الذي يشكله عدد من زعماء الغرب، مثل ألمانيا، وبريطانيا، وإسبانيا، وكولومبيا، وجنوب إفريقيا، وغيرها من الدول التي راحت تتحرك باتجاه معاقبة إسرائيل، وتتهمها بارتكاب إبادة جماعية، بواسطة الحرب، والتجويع بالحصار.
إسرائيل بشكل عام، وحكومة اليمين النازي المتطرف، تواجه ثورة عالمية على المستوى السياسي، ربما لم تواجهها منذ إعلان قيام الدولة على أراضي فلسطين عام (1948)، ثورة ستؤدي الى عزل الدولة النازية سياسياً، وعسكرياً، وتعليمياً، ورياضياً، وسياحياً، ويمكن أن تتشكل محاكم في كل دولة عربية، أو أجنبية، لمحاكمة كل من يثبت عليه ارتكاب جرائم حرب، أو تجويع، أو تدمير، ولن يُغلق ملف حرب غزة على الإطلاق.
ربما تقبل الحكومات الصهيونية القادمة؛ إذا (حُشرت) إسرائيل في زاوية، وشددت دول الغرب الخناق، أن يكون هناك مقايضات، أو تنازلات مقابل الإعتراف بدولة، أو كيان فلسطيني مستقبلي، يكون عاصمته القدس الشرقية، مقابل إغلاق ملف إسرائيل الى الأبد، ووقف المحاكم التي ستُفتح بعد وقف نزيف الدم، نقول ربما... !
المتابع للقضية الفلسطينية منذ بدايتها، سيعرف أن كل ما قامت به الدولة الصهيونية النازية في كفة، وما قامت به منذ الثامن من أكتوبر في ميزان العدالة الدولي، في كفة، إذ من المؤكد أنه سيكون له تبعات، وارتدادات، وملفات لا يمكن أن تُغلق بسهولة، كما أغلقت جرائم سابقة ضد الشعب الفلسطيني، وأصبحت حبراً على ورق في أرشيف الذاكرة العربية، كانت ارتكبتها الصهيونية النازية قبل عدة عقود مضت.
إن مرحلة المفاوضات الجارية الآن تشبه عمليات عض الأصابع، تحتاج الى تمهل، لأن التسرع سيؤدي الى حصول إسرائيل على كل ما تحتاجه من الحرب؛ وما لم يأتِ بفعل الضغط العسكري، يمكن أن يأت بالتفاوض، مع التلويح بالتهديد للعودة الى المعارك، وكأن إسرائيل يمكن أن يضمنها أحد إذا أرادت الإستمرار في الحرب، لأن أمريكا لن تخالف الصهاينة من أجل إرضاء خاطر العرب.
أتمنى على المفاوضين العرب الذين يمثلون القضية الفلسطينية؛ أن يطيلوا أمد التفاوض قدر الإمكان، وأن لا يوافقوا على أي نقطة تفاوضية إلا بعد الحصول على ما يقابلها من ضمانات، ومكاسب، كما يفعل المفاوض الصهيوني، يأخذ ثم يفاوض على مكاسب أخرى، لأن التسرع لن يمنح الطرف الضعيف؛ إلا مزيداً من الضعف والخسارة.