بعد دخول اضراب المعلمين الاسبوع الرابع يتعقد المشهد على الساحة الى درجة صعوبة التنبؤ بما سيحصل، لكن قد يحصل تغيير درامتيكي، حساباته مختلفة تماما عما يحلم به المستوزرون الذين نشطوا بالفترة الاخيرة في دق الاسافين وتوسيع الهوة بين السلطة والشارع، ولغة التحريض التي استخدموها ضد المعلمين، طمعا منهم في منصب هنا او هناك خصوصا بعد التفاف وتأييد واسع لشريحة كبيرة من المواطنيين لمواقف نقابة المعلمين رغم قسوتها واضرارها بالطلبة
المستوزرون كان همهم الوحيد سرعة الانقضاض على المعلمين وانهاء اضرابهم بأي وسيلة إرضاءً للحكومة ليثبتوا ولائهم المزيف علما بان سيدنا اطال الله عمره تحدث في وقت سابق واشاد بمطالب الحراك السياسي ووصفه بانه الفرصة التي لاحت ليستغلها لتجاوز الحرس القديم واحداث الاصلاح السياسي وتحديث الدولة، وفي لقاء جمع جلالة الملك بالطلبة في الجامعة الاردنية قبل مدة خاطبهم قائلا اضغطوا من تحت حتى نحاصر الفساد، كما دعا جلالته الى كسر ظهر الفساد، وكسر ظهر الفساد لا يمكن ان يتم الا اذا كان هناك حكومة قوية تُخضع الجميع دون استثناء لسيادة القانون دون امتيازات لاحد، وتوحيد كل الاجراءات التي من شأنها تحقيق العدالة الاجتماعية، وانهاء الاحتقان الناتج عن الانقسام الطبقي الحاد الناتج عن سيطرة الطبقة البرجوازية على رأس المال والسلطة بنفس الوقت
المشهد اصبح اكثر ضبابية بعد فشل الحكومة فشلا ذريعا باجراء حوار يلبي طلب المعلمين بالعلاوة كما فشلوا ايضا بتقديم صورة تثبت ان الدولة تمر بأزمة اقتصادية لارتفاع المصروفات الترفية للحكومة وانتشار الهيئات والتنفيعات برعاية الطبقة البرجوازية، مما فتح اعين اللاهثين للحصول على المنصب الذي سيكشف لهم مصباح الثروة السحري فبدلا من ان يرشدوا القرارات ويقولون كلمة خير، صبوا على النار زيتا ليعتلي الدخان وتغيب الرؤيا فيخسر الوطن
ازمتنا الحقيقية ليست مطالب النقابة بل في غياب العدالة الاجتماعية وظهور طبقة انتهازية منافقة تتقرب من الطبقة البرجوازية لتحقيق المنافع الشخصية على حساب الوطن وعلى حساب سيادة القانون وهذه الطبقة لا تظهر الا في مجتمعات العالم الثالث لغياب القيم وتراجعها وغيابها في اغلب الاحيان، وبنفس الوقت غياب الارادة في تطبيق سيادة القانون
اعتقد ان الايام القادمة حبلى بالاحداث المفاجئة فبدلا من تعديل الحكومة ستؤدي الازمة الى تغيير الحكومة وتعيين حكومة وطنية قريبة من الهم الشعبي بعد فشل وزراء الديجتال وفشل خططهم الاقتصادية وخير دليل تراجع ايرادات الضريبة الى حد مزعج بعد ان بشرتنا الحكومة بالسمن والعسل، حكومة الرزاز لم يعد هناك مبرر لوجودها لانها لم تنجح بأي ملف بل زادت المشهد تعقيدا وصعوبة وازمة المعلمين خير دليل، فالحكومة العاجزة عن تأمين مبلغ 10ملايين دينار شهريا كعلاوة للمعلمين تسترجع ثلثه على شكل ضرائب، غير قادرة على نقل موظف يدعمه نائب