القلعه نيوز - فارس الحباشنة
راجعت قبل أيام دائرة حكومية لمقابلة مسؤول كبير للحديث معه في بعض الامور العامة . و كنت مضطرا أن أجلس في مكتب السكرتيرة ، المهم المسؤول كان مشغولا كثيرا . وحاولت بحكم حسي و فضولي الصحفي أن التقط شيئا مما يشغل ا هذا المسؤول موظف داخل وموظف خارج.في فترة مكوثي و انتظاري في مكتب السكرتيرة راقبت بدقة كيف تدير السكرتيرة اعمال وشؤون المكتب . طلب تسجيل موعد مقابلة من نائب سابق .. مر على ثلاثة هواتف لتقييده وتحديده.
في الخلاصة تم و بعد ربع ساعة تحديد موعد لنائب سابق ليقابل المسؤول . السكرتيرة وضعت يافطة على سطح المكتب عبارة مكتوبة بالخط العريض «ممنوع التدخين « ، وخلال نصف ساعة دخنت أكثر من سبع سجاير . لم أسألها لماذا لا تحترم القانون من باب المجاملة سألتها عن نوع دخانها و الذي تبين أنه مستورد اجنبي و لا يباع الا في السوق الحرة .وخلال فترة مكوثي بمكتب السكرتيرة لم يهدأ هاتفها نقل موظفين و اعفاءات طبية ، و كفالات ، و أمور ادارية في الحكومة أول مرة أسمع في تفاصيلها انتدابات ومكافآت وحوافز وما شابه ذلك .
في محصلة وقت الانتظار المحروق ، صابني رد فعل وموقف كنت أريد القول للسكرتيرة فكينا من لقاء المسؤول ولماذا لا اكتفي بلقائك ؟ ومن دون مجاملة السكرتيرة يمكن ما بقي وزارة و مؤسسة حكومية الا و قد اتصلت بها .
العمل الصحفي يفرض التجوال والزيارات المتكررة الى المؤسسات الحكومية واكثر ما احرص عليه توثيق العلاقة بالسكرتير/ات ومدراء مكاتب الوزراء ، فهم خزان معلومات يسربون أسرارا و اخبارا ووثائق و جداول اعمال وغيرها .
لم اقابل المسؤول بعد أزود من نصف ساعة انتظار سألتها لماذا تأخر دخولي على حضرته ؟ فاجابتني : البيك غادر عنده اجتماع في الرئاسة . وقلت لها طيب هل أبغلتيه باني موجود و أن هناك موعدا ، فأجابتني أنها قد نسيت .
لم أَلُم جناب السكرتيرة فهي مشغولة . وطبعا أكثر ما يؤلمك ما تراه من مراجعين قادمين من الكرك والطفيلة و المفرق و اربد ، وحاملين استدعاءات وطلبات توظيف غيرها من نواب و اعيان ، و ينتظرون لساعات مواعيد وهمية ، و يجلبون معهم أملا سرعان ما يتحول الى حسرة و خيبة .