الاردن: عشية التعديل الوزاري على الحكومة الأردنية.. هل هو ترقيع وزاري لإحداث تغييرات محدودة على القشرة الخارجية لنهج سياسي واقتصادي ضعيف؟
د. أحمد عبد الباسط الرجوب*
أتناول في مقالي هذا ومضات مشاهدات الدقيقة الأخيرة عشية التعديل الوزاري المرتقب لحكومة الرئيس الرزاز وكل القوم في بلادي ينتظرون هذه اللحظة التاريخية وظهور الدخان الأبيض إيذانا بوقع الاختيار على الذين توسطوا وأرسلوا سيرهم الذاتية وتعدادهم بالألوف (ربما أكون واحدا منهم!!) ويفوق ممن تقدموا لمنصة التشغيل لدى وزارة العمل للباحثين عن عمل في دولة قطر… والسؤال: من سَيُودْعُ سرايا الحكومة على الدوار الرابع في قادم الايام؟ … هل سيكون الوزراء الجدد مثلهم مثل سابقيهم؟ … السابقون الذين فشلوا في مهامهم سوف يسلمون فشلهم لأفذاذ عباقرة يمتهنون السحر في التخلص ما فعله السحرة ركاب قاطرات الحكومات السابقة … وفي هذا السياق فقد هللت الكثير من المواقع والصالونات العمَّانية لطرح أسماء جلسوا في سرايا الرابع في عهد أكثر من حكومة وفعلا كانت انجازاتهم في جلب الخراب والمديونية والمصائب للوزارات التي أصابها الشلل والدمار الشامل من هؤلاء الكتل البشرية التي لا حول لها ولا قوة ولو انه تمت محاسبة البعض منهم لكانوا" خلف القضبان" وهو المكان المناسب جزاءً لصنيع افعالهم المخزية…
ولما سبق دولة الرئيس … في رأينا الشخصي لا بد من التركيز على سيادة القانون في عملية الاصلاح السياسي والاداري للدولة الاردنية ومن خلال تجربتنا السابقة بأن الحكومات دوما تلجأ للمناورات وان الشعب ينتظر دوما قيام الحكومات بإصلاحات كبيرة وعميقة من حيث الاهتمام بإصلاح الإدارة في اجهزة الدولة وفي هذا السياق وحيث انكم مقدمون على عمل تعديل وزاري واسع (ليس كما فعلتم في التعديلات السابقة وكما فعل غيركم من رؤساء الحكومات السابقين بأن امتهنوا الترقيع الوزاري) وليس لإحداث تغييرات محدودة على القشرة الخارجية لنهج سياسي واقتصادي ضعيف انما يتطلب بإخراج وزراء اعتلاهم الصدأ وقد جثموا على صدر وزارت بعينها لسنوات اختبأوا خلف المبهرجات والمحسنات الاعلامية ولم يضيفوا جديدا لأدائهم الا تحميل هذه الوزرات وأثخناها بالقروض والاختباء خلف المدح الاعلامي ناهيك عن تنفيذ المشاريع الفاشلة والتي اذا ما قدر لفتح ملفاتها يوما سيظهر منها العجب العجاب والعبث الإداري وأيضا عدم الاتيان بوزراء ممن سبق وان جربوا في وزارات كانت خلفهم تئن من وطأة سوء ادارتهم وادائهم السيئ لا يخفى على احد وبغير ذلك لن يكون هناك تحسن لان تجربتنا مع وزراء المكاتب كانت فاشلة بامتياز… وفي هذا الصدد نقول إذا لم يوفق الرئيس الرزاز بحسن الاختيار ستعلو الاصوات لإقالة الحكومة ليس من الدوار الرابع بل من العقبة الى عقربا!
*"| راي اليوم " اللندنية