شريط الأخبار
التلهوني: تطوير خدمات الكاتب العدل إلكترونيا لتسهيل الإجراءات على المواطنين زخات مطرية ممزوجة بالثلوج فوق الجبال الجنوبية العالية صباح الأربعاء الملك يبحث مع وزيرة الأمن الداخلي الأميركية سبل تعزيز التعاون الأردن يشارك في مؤتمر الاتحاد من أجل المتوسط بباريس ولي العهد يهنئ أبناء الطوائف المسيحية بقرب حلول عيد الميلاد محكمة فرنسية تلزم باريس سان جيرمان بدفع مبلغ ضخم لنجمه السابق مبابي مصر.. نجيب ساويرس يتخطى شقيقه بقفزة مالية استثنائية الجنود الروس يحررون بلدة في خاركوف وبيلاوسوف يوجه تهنئة لهم فيفا يعلن اسم الفائز بجائزة أفضل حارس مرمى في العالم لعام 2025 مودي: زيارتي للأردن "مثمرة للغاية" وعززت شراكة استراتيجية شاملة أوكرانيا تعلن توصل أوروبا لقرار نهائي بشأن نشر قوات على أراضيها جماهير زاخو تفوز بجائزة فيفا للمشجعين متابعة للقائهم مع الملك ... العيسوي يلتقي متقاعدين خدموا بمعية جلالته وزير العمل: حوار وطني الأسبوع المقبل لتعديلات الضمان الاجتماعي رئيس الوزراء يتفقَّد عدداً من المواقع في مناطق عين الباشا والبقعة وصافوط وأم الدنانير في محافظة البلقاء الأردن والسويد يتفقان على عقد جولة من المباحثات السياسية الأولى العام المقبل الأردن يدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على قانون يستهدف عمل ووجود "الأنروا" الملك يؤكد على ضرورة تكثيف المساعي الدولية لانقاذ اهلنا في غزة اسانيا ووقف تام لاطلاق النار ولي العهد في وداع رئيس الوزراء الهندي الأردن .. أول تساقط للثلوج بالموسم الشتوي فجر الاربعاء

كازينو القمار ..

كازينو القمار ..

عصام العمري -

ذات مرة دعيت لحضور زفاف صديق وبدولة شقيقة ، وكنت اقيم بفندق ضخم وفيه صالة قمار في الطوابق السفلية ، وكنت عائدا بعيد منتصف الليل من جولة مسائية واذا بصديق لي وهو معروف انه " قمرجي " يصر علي أن اكمل سهرتي بمرافقته للنزول للنادي او الكازينو ، مجرد رفيق فقط فهو يعرف أنني لا اشرب ولا ارتكب الفواحش وليس لي بهذه الطوابق اي اقتراب والحمد لله ، ولكنه ربما بدافع التفاؤل بي أراد اصطحابي معه للنزول الى صالة لم يكن دخولي اليها سهلا نظرا للتدقيق والاجراءات والبروتوكول الخاص بدخول هذه الاماكن ، كنت اعتزم العودة ولكن صديقي القمرجي ويبدو انه زبون دائم نجح في اقناع الموظف الجهم بدخولي وبعد اخذ معلوماتي كاملة !


صالة واسعة وبها طاولات كما تلك التي نراها في الأفلام الاجنبية وادركت أنني بوسط صالة قمار حقيقية ، وما ان بدأت باستعادة نفسي إذ لم اكن اتوقع يوما ان ادخل هكذا وكر واطلع على جوانياته بشكل مباشر !
المفاجأة أنني الوحيد الذي كان صاحيا والبقية سكارى " طافيين " والصاعقة كانت حين ادركت انني دخلت المكان الخطأ ، إذ كان في القاعة حوالي اثني عشر شخصا ، احدهم تبين لي لاحقا انه خليجي وآخر عراقي والبقية اردنيون ، ليست هذه الصاعقة بل الصاعقة أنني عرفتهم جميعا ومعظمهم إما رجال دولة او رجال اعمال كبار .


كان احدهم يصرخ معترضا لأن ثمة شك لديه بتواطؤ النادلة شبه العارية مع منافسيه وارتكابها غلطة في حركة دولاب الروليت وعلا صراخه وهو يقول لهم: مئة وعشرون الف دولار خسرتها الاسبوع الماضي ، ولا اقبل بالخسارة مجددا
آخر كان يائسا وهو تائه بعينيه ويبدو انه خسر كل ما معه وعرفته فقد كان مسئولا تقاعد للتو ، وثالث صعقني وجوده وهو من اهل الخير والعطاء ، ورحت في غيابات القلق والحيرة وتذكرت معروف البخيت حين كان يريد ان يلّم القمرجية ولا يسمح بهروب العملة الصعبة خارج البلد ، وقلت بنفسي معه حق !


طبعا كل النشامى خسروا كل ما معهم وكان الصباح قد حل وانا تعبت .
سررت لان احدا منهم لن يدرك أنني رايتهم فهم كما قلت كانوا " بستين نيله وطينه " وخرجت وكثير من الهواجس والخوف والحيرة والألم يعتصرني على وطن يسرب ابناؤه عملته الصعبة التي يجمعونها من دماء وعرق الغلابا والمسحوقين فيصرفونها على موائد القمار الخضراء بفنادق العواصم الأخرى !!!
تجربة كانت فريدة ولكنها غيرت كثيرا من مفاهيم الحياة عندي ونظرتي للأشياء من حولي وحولتني الى ثائر وغاضب على اللصوص والفاسدين الذين لا يهمهم الوطن ولا يرحمون ابناءه