وقع عالمنا العربي والإسلامي في عصر كبوته الغابر لهجمات بربرية يقودها "حرافيش و زعار " - سفلة الناس - انطلقت من الغرب يقودها زعار ممالك أوروبا ومن الشرق يقودها زعار منغوليا ، وقد كانت من الشراسة بمكان أنها كانت تحصد الأخضر واليابس والعُزَّل من قاطنيها ، لأنها لم تكن تجد في طريقها من يقاومها بداية سوى زعار الطريق الذين كانوا يتعرضون لزعار الشرق والغرب في سبيل السلب والنهب وليس تكريساً لرسالة تحرر وصد المعتدين ، حتى ظهر الأيوبيون بقيادة صلاح الدين ومن بعدهم من تبعوهم المماليك الذين كانوا قد جيشوهم فكانوا نعم خلف للأيوبيين في الحفاظ على ما أنجزوه وأنهوا هجمات "
الحرافيش " شرقيهم وغربيهم ، فتهيأت الظروف للأتراك العثمانيين الذين ازدهرت دولتهم لقرن من الزمان ثم بدأت بالتراجع والهبوط إلى أن أفل نجمها وانتهت بفعل الفساد الذي استشرى بمفاصلها ,وحال دون استمرارها ،
الفساد الذي ورثناه عن الدولة العثمانية ما زال مستشرٍ في جنبات ربوعنا ، فجاء حرافيش الغرب والشرق خاصة حرافيش البيت الأبيض ليكملوا رسالة حرافيش المغول وممالك أوروبا والفرس والصهاينة وأبناء الماسون في امتهاننا والدوس على كرامتنا ، فأذاقونا الأمرين وعبثوا وما زالوا يعبثون في مصائرنا ويذيقوننا الذل والهوان باسم العولمة في إطار الفوضى الخلاقة التي ينكروا فيها حقنا في الوجود ، متخذين من حرافيش الصهيونية معاول هدم لكياناتنا الحالية الأشبه بالأندلسية ولما تبقى لنا من ماض مشرق وتراث وحضارة سادت العالم حين كانت إشعاعاً بشرياً وضعت قوانين المواطنة الحقة وحق البشر في العيش الكريم ونشرت العدالة وأنارت دروب العلم والمعرفة في كل أرجاء الكون.
ما يدفعني لهذا القول أن ما نشهده من قرارات" حرافيشية "متخذة ممن يتسيدون إدارة البيت الأبيض منذ تولي ترامب لمنصبه فيه ، فإنه وفريقه الذي اختاره لإدارة الشؤون الأمريكية والدولية بعيدون كل البعد عما هو متعارف عليه في عرف العلاقات الدولية ويتعارض مع القوانين والشرائع الكونية والدولية وعدالة السماء، وتقود العالم بأسره وليس الشرق الأوسط فقط لفوضى و لعالم المجهول وتتهدده بالدمار والزوال .. وهي بحق تصرفات زعار الصهيونية العالمية الحاقدة التي تسعى لدمار العالم وفنائه. . بدليل تحديات هؤلاء الحرافيش لكل العرب والمسلمين في تواصلهم مع اليمين الصهيوني المتطرف والسعي لتنفيذ أجندات ذلك اليمين المهووس بسفك الدماء بحذافيرها متحدين المجتمع الدولي أجمع ،
فما صدر عن الإدارة الأمريكية ضد قضية العرب والمسلمين الأولى يوحي بأن إدارة ترامب ممثلة بشخصه وفريقه ماضية وبلا تردد على تحدي العالم أجمع بما اتخذته وتتخذه من قرارات ضد القضية الفلسطينية وشعبها وما قامت وتواصل قيامها به حتى الآن أكبر دليل على ذلك فسلسلة القرارات التي اتخذتها منذ تولي ترامب لمهامه الرئاسية في البيت الأبيض تنبئ بشر مستطير لفلسطين خاصة والشرق الأوسط عامة وهي خطيرة وتتلخص بالاعتراف بالقدس عاصمة للدولة العبرية ، تقليص المساعدات للأونروا ، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ، قطع المساعدات كلها عن الأونروا ، قطع كل المساعدات للسلطة الفلسطينية، وقف دعم مستشفيات القدس،إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن
وأخيراً وفق تصريح بومبيو تشريع الإستيطان في القدس والضفة الغربية. صحيح ان المجتمع الدولي ينتصر لفلسطين لكن لا قوانين عدالة في هذا العالم طالما حرافيش " زعار" الصهيونية سادة البيت الأبيض .. ولطالما لا يوجد هناك قوى إقليمية ودولية قادرة على أن توقف هذا التعسف الأمريكي ونصرة الحق الفلسطيني .
* الكاتب : عضو في المركز العربي لحقوق الانسان والسلام الدولي
Abuzaher_2006@yahoo.com