القلعة نيوز
إليكَ يا وصفي إليكَ إليك في ذكرانا أو ذكراكَ لا فرقَ بينَ العاشقِ والمعشوقِ نبوحُ بكَ وحدَكَ حتى النهاياتِ وحتى آخرِ الكلماتِ كما كنتَ فينا مرجوًّا وكما نحنُ فيك فتيةُ الكهفِ جوعًا ووجعًا.
لكَ الكلماتُ ما زالتْ تحِنُّ ولكَ الصباحاتُ المعتَّقةُ بالندى في خوابينا العتيقةِ قدْ مسَّنَا وأهلنَا الضُّرُّ وجئناكَ بقهرِنَا فأوفِ لنا الغيثَ والهوى أيها العزيزُ قد كنتَ في آبائنَا بيدرًا من حُمرةِ الأرضِ وزُرقةِ السماءِ ورِعْشَةِ الشَّفَق
حسبُكَ ذاكَ الوجدُ مُنْهَلًّا على جفْنَيْك وحسبُنَا ذكراكَ في زوايا الحناجرِ والحشى تتغلغلُ مثلَ وضوءِ الفجرِ خيطًا أبيضَ ليوقظَ السنابلَ من انحناءتِها أمامَ العابرينَ عيونُنا تراكَ كما أنتَ : سيفًا جُذاميًّا يظللُ محاربيهِ في عِفرا وحوران ترتيلةُ الرجالِ أنتَ يا وصفي أو تكبيرةُ الليلِ والنهارِ لا فرقَ بين النارِ والذكرى
وفي القلوب أنينٌ يناديكَ نداءً خفيًّا : أنِ ائِتَ قومَك فقدْ سُرِقَ الصُّواعُ وبِيْعَتِ العيرُ وعَلَتْ ظهورَ ما تبقَّى منَ المطايا فتيةُ أبي رُغَالٍ وأحفادُ العلقمي وينادوننا إنكم لسارقون لكَ وحدَكَ أيها القمرُ المطلُّ : بياضُ سيوفِنا ، احمرارُ عيوننا واخضِرَارُ الأغنيات وما أمحلتْ سحائِبُك بالطَّلِّ في جفونِنا ولكنَّ القذى على أطرافها أنبَتَ الشوكَ والرَّمد أيَا أيهذا الطالعُ منَّا إليكَ كلَّ حينٍ في هذا المدى : صوتُكَ ولفحُهُ ووجهُكَ ونفحُهُ فكنْ مِشْكاتَنا واللظى كي نرى وجهَنا أو يُتْمَنَا أو ما تبقَّى من بقاينا في استدارةِ الرَّحى.