القلعة نيوز - لارا احمد
ضجت صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الفلسطينية والعربية خلال الأيام الماضية بالحديث حول الخلاف القائم بين الدولة التركية ممثلة بالرئيس رجب طيب أردوغان، وبين عضو المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي السابق بحركة فتح محمد دحلان، والذي يتزعم "تيار الإصلاحي الديمقراطي" من أبناء حركة فتح،
وقد أصدرت السلطات التركية إعلاناً بجائزة بقيمة أكثر من نصف مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض على محمد دحلان، لصالح الحكومة التركية، التي اعتبرت دحلان ضمن قوائم الإرهابيين والمطلوبين لها،
ويأتي هذا القرار والإعلان التركي بعد أيام من قيام دحلان بالخروج عبر إحدى القنوات التلفزيونية يهاجم الرئيس التركي ويرد على الاتهامات المتكررة التي كانت توجه له من قبل السلطات التركية، كما صرح ببعض المعلومات الأمنية والعسكرية التي تخص الجانب التركي، والتي اعتبرها محللون فضائحاً للنظام التركي ولرئيسه رجب طيب أردوغان.
من جهة شعبية، لاقَى خبر إعلان السلطات التركية عن جائزة لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض على محمد دحلان غضباً من قبل أنصار محمد دحلان ومن قبل عديد من الأطراف الفلسطينية، التي اعتبرت في ذلك تجاوزا لخطوط حمراء، وضرباً لكافة الروابط السياسية والتاريخية بين الشعب الفلسطيني وتركيا،
وشهد قطاع غزة خروج العديد من المسيرات التي هاجمت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كما قاموا بإحراق صوره، ورددوا هتافات تدعم القيادي محمد دحلان في مواجهة "الشر التركي" على حد قولهم، مما يطرح تساؤلاً حول طبيعة موقف حركة المقاومة الاسلامية حماس مما جرى، من حرق صور ومن اعتبار دحلان ضمن قوائم الإرهاب،
حماس تسيطر على قطاع غزة، وهي التي بينها وبين دحلان والتيار الإصلاحي تفاهمات، وبنفس الوقت تربطها علاقات مع الجانب التركي، فهل يعتبر ذلك بداية لضمور العلاقة بين حماس وتركيا ؟
وأفادت مصادر مطلعة داخل حركة حماس عن اختلافات في وجهات النظر داخل كوادر الحركة حول الموقف من الخلاف بين تركيا ودحلان، وأكدت المصادر بأن حماس كانت على علم بأن هناك صورا لأردوغان سيتم حرقها داخل قطاع غزة، وأنها تغاضت عن ذلك الأمر، كما أكدت المصادر على أن العلاقة مع الجانب التركي ليست كما الماضي، وأنها تعيش حالة من الجفاء، وأن ما جرى من تمرير لحرق صور أردوغان هو شيء طبيعي ومتوقع.
ومن جهة أخرى كان رأي الصحفي والكاتب محمد الخطيب، الذي اعتبر ما جرى لا يعدو بداية جفاء بين حماس وتركيا، بقدر ما هو حرص حمساوي على عدم التدخل في هذا الملف، الذي رآه مجرد خلاف يُمكن أن يُحل في أي وقت .
ويرى حماس اليوم تحاول قدر الإمكان أن تحيّد نفسها عن أي خسارة قد تحل بها مع أي طرف كان .اذ ان لحركة حماس علاقة با لنظام التركي الذي طالما قدم الدعم المباشر للحركة، وأيضاً هناك علاقة قائمة بين حماس والتيار الإصلاحي ممثلاً بدحلان، وهي بكل الأحوال ليست مشكلتها.
وتوقع ان تقوم حماس بالمستقبل بمنع أي فعاليات من هذا القبيل، حينما يصل الأمر لمرحلة الحرج مع النظام التركي، ولكن وقتها تكون حماس قد اختارت الأتراك بديلاً عن طرف فلسطيني.
ومن جانبه رأى الناشط محمد التلولي بأن مناصري محمد دحلان قد قاموا بما يكفي في سياق الرد على التصريحات التركية القاضية بمكافأة لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض على دحلان، وأن إحراق صور أردوغان بغزة دليل على أن حماس غير معنية بتدخل بهذا الملف، رغم أنه قد يتسبب لها ببرود بالعلاقة مع الجانب التركي، مما يشجعني - والكلام للكاتب التلولي - على القول بأن حماس ربما ترفض الموقف التركي بخصوص النائب دحلان، ولذلك تغاضت عما ما حدث من إحراق صور وخلافه.
وأضاف بأنه حتى لو كانت حماس لا تريد حرق صور ثانية لأردوغان بغزة، فهي ستوصل الرسالة لتيار دحلان بشكل هادئ، دون الوصول لأي صدام معهم، لأن حماس غير معنية بخسارة علاقتها أيضاً مع دحلان.
وتابع :"نحن بكل الأحوال كنشطاء فلسطينيين نتأمل أن تُحل كافة الخلافات القائمة مع أي طرف فلسطيني، ورغم أي خلافات منهجية أو فكرية مع تيار دحلان، إلا أن يجب على كل فلسطيني ألا يقبل بوضع أحد أبناء شعبه على قوائم الإرهاب بهذه الطريقة، بالأخص حين يكون الخلاف سياسياً".