القلعه نيوز- كتب المحرر السياسي
رغم ان المسلمين في الصين احرار في القيام بالمشاعر الدينيه الاسلاميه في جميع ارجاء الصين ويمارسون حقوقهم المدنية والسياسية كاملة الا ان الادارة الامريكية لا يعجبها ذلك وتحاول احداث شرخ في العلاقات الحميمية القائمة بين المسلمين وسائرالاقليات في الصين من جهة والحكومة المركزية من جهة اخرى ، بهدف اضعاف الصين وكبح جماح انطلاقتها الاقتصاديه التي تؤهلها حسب خبراء امريكيين الى تسيد العالم اقتصاديا في السنوات القادمة .
تعرف واشنطن جيدا ان المسلمين وسائر الاقليات في الصين يحصلون على امتيازات كبرى لا يحصل عليها غالبية ابناء الامة الصينيه تنفيذا لقرارات القيادة الصينيه احتراما لخصوصيات هذه الاقليات وضرورة تمييزها ايجابيا عن الغالبية العظمى من ابناء الامة الصينيه بامتيازات كبيرة تجعل لهم الاولوية في الالتحاق بالجامعات والتعليم والعمل والاسستثمار ، ودعم الاماكن الدينيه لهذه الاقليات بل وتوفير جميع احتياجاتها على حساب الموازنة العامه للدولة والاقليم الذي يعيش فيه ابناء هذه الاقليات
تدرك واشنطن وجميع اجهزة الاستخبارات في العالم ان الالاف من مسلمي " منطقة شينجيانغ" انضموا الى الحركة الارهابيه العالميه - داعش- وان هؤلاء توجهوا لسوريا عبر تركيا هم وعوائلهم وحصل بعضهم على الجنسية التركيه بدعوى ان اصولهم تركيه رغم ان الواقع يقول خلاف ذلك .
وتدرك واشنطن ايضا ان اقارب واصدقاء هؤلاء الارهابيين الذين تاثروا بافكار داعش بداوا يثيرون الاضطرابات في الاقليم ويمارسون عمليات تهريب المخدرات والاسلحه والقيام بكل ماهو ممنوع ، مما حدا بحكومة الاقليم تنفيذ توجيهات القيادة الصينيه العليا ،ليس بسجنهم كما تفعل غالبية دول العالم ، بل بتاهيلهم من خلال اقامة معسكرات عمل وتثقيف ،يعمل بها خبراء ومهنيون واساتذة جامعات لحماية هؤلاء من الانحراف والانجراف الى العمل الارهابي لحماية العالم من شرورهم .
فقد اصدرت القيادة الصينيه في اب 2019 ما اسمته " الكتاب الابيض" بهدف " تبييض "احوال الاقليه من الايغور ،الذين تاثر بعضهم بافكار داعش ، لينخرطوا في المجتمع الصيني ويعملوا جنبا الى جنب الى جانب الاقليات الاخرى من مختلف الاديان والمذاهب السماوية والارضيه لبناء الصين الجديده التي ستكتسح العالم في السنوات القادمة
يرى الكتاب الابيض ان " الإرهاب والتطرف عدوّان مشتركان للبشرية وأن مكافحة الإرهاب والتطرف تعتبر مسؤولية مشتركة للمجتمع الدولي. ومن أجل مكافحة الإرهاب الذي تعرّضت له شينجيانغ، فقد تمّ تأسيس مراكز للتعليم والتدريب المهنيين لمنع تنامي وانتشار الإرهاب والتطرف الديني "
وجاء في الكتاب :" أن "شينجيانغ "تحتاج إلى التعليم والتدريب بشكل عاجل، وذلك نتيجة سطوة التطرف الديني حيث تمّ تسميم عقول العديد من الناس ".
وجاءت النتائج ايجابيه للغاية اذ توقفت العمليات الارهابيه داخل الاقليم تماما بعد ان ادرك سكان الاقليم ان الحكومة المركزيه وحكومة الاقليم جادة ليس في محاربتهم بل في تاهيلهم لحياة افضل بل والارتقاء بمستوى معيشتهم من خلال هذه المراكز التي انخرط فيها مئات الالاف من ابناء الاقليم لانهم طريقهم الوحيد لمستقبل افضل .. فهم ليسوا معتقلين او محتجزين كما يزعم الاعلام الغربي .
لقد جاءت اجراءت الصين هذه قبل غيرها من دول العالم لان الخبراء فيها راوا ان التعليم والتدريب يمثّلان العلاج الأنجح والأفضل لمقاومة العناصر الإرهابية، وتغيير البيئة التي تساعد في زرع بذور التطرف.
واكد مشاركون في هذه المراكز ان لا احد من المحاضرين او الخبراء المكلفين بتثقيفهم وتدريبهم تعرض الى الدين بل ان هذه المحاضرات والدروس المهنية كانت تبدأ بالتسميه - بسم الله الرحمن الرحيم -
وقالوا حسب خبراء محايدين التقوا معهم : ان هذه المراكز عملت على بثّ الوعي بين صفوف المشاركين ، وخلق شعور أعمق بالمواطنة ،وتوفير التعليم الاكاديمي والمهني والحرفي لهم والارتقاء بوعيهم كي يكونوا محصّنين لرعاية مصالحهم الشخصية والوطنية،
لقد سبقت الصين غيرها كعادتها في تحليل مشكلة الارهاب وبدات علاجها من جذورها من خلال نشر الوعي المجتمعي واستبدال الانتماء الديني بالانتماء الوطني، وتحسين مستوى التعليم والدخل للفئات التي يتمّ تجنيد الإرهابيين من خلالها، وتجفيف تربة الإرهاب حيثما وجدت من خلال إجراءات طويلة ومكلفة لكنها الوحيدة التي تقضي على الإرهاب كفكر وثقافة وليس كأشخاص فقط،
تأتي خطة الصين لمنطقة شينجيانغ جزءاً من الخطة المتكاملة لمكافحة الفقر في الصين والتي تشكل إحدى الركائز الأساسية للخطة الصينية لعام 2030 ولعام 2050 أيضاً
إدعاء الكونغرس والاعلام في الولايات المتحدة حرصهم على مسلمي الإيغور في الصين، ووصفهم الإجراءات الصينية في شينجيانغ منافية لحقوق الإنسان .. امر مثير للاستغراب .. بل ومثير للسخرية .
ان الحرص على حياة وأمن وسلامة المسلمين يستدعي من واشنطن وقف دعمها للدول التي تضطهد المسلمين في كل مكان وفي طليعة هذه الدول اسرائيل التي تمارس انتهاكات يوميه ضد المسلمين في فلسطين بل وتمنعهم من الصلاة في المساجد وتحول اجزاء منها الى اماكن عبادة لليهود كما فعلت في المسجد الاقصى والحرم الابراهيمي في الخليل
إن قرار مجلس النواب الامريكي حول مسلمي الايغور ياتي متوافقا مع نتائج اجتماع حلف الناتو الأخير في لندن في 3 كانون الأول 2019، والذي اعتبر أن الصين خطر صاعد ضدّ الحلفاء الغربيين، وأنّ مستواها الاقتصادي وتطورها الصناعي يعتبر خطراً على جميع الحلفاء، وهذا هو السبب الحقيقي وراء استهداف الكونغرس الأميركي للصين بقراراته الاخيره التي تزعم بان مسلمي الايغور يتعرضون للاضطهاد
ذلك كله يعني أن القانون الصادر عن الكونغرس الأميركي بشأن إقليم شينجيانغ لا علاقة له بالحرية أو بالديمقراطية أو حقوق الإنسان، بل هو محاولة للضغط على الصين التي يعرف الغرب بوضوح انها تصعد اقتصادياً وثقافياً وستنهي تفرد امريكا بالعالم حيث ستحلّ الصين قطباً مرحباً به مؤمناً بالتشاركية والندّية وحقوق الإنسان.
تجربة الصين في شينجيانغ جديرة بأن تُدرّس في كل الدول العاملة على تحصين ذاتها، ويمكن لأعضاء الكونغرس أن يوفروا على أنفسهم عناء اتخاذ قرارات لدعم حقوق الإنسان والديمقراطية فعالم الجنوب اليوم يعكف على وضع نظمه التي تضمن فعلاً حقوق الإنسان كلّ وفق حضارته وموروثه التاريخي ومؤهلات وطموحات شعبه.