القلعه نيوز : كتبت جميلة عويصي السرحان..
هذا الوقت سيمضي بعزيمة الأردنيين ، وهمّتهم القوية سنقفز عن هذه الأزمة إلى برّ الأمان. فسيعود شمل العائلات ليلتئم من جديد ، ونعودُ بعضنا البعض ، ونجتمع في حوش أبائنا ، ونقطف النعنع من حاكورة جدّنا ونتناول الشاي بمحبةٍ وأُلفة وصغارنا تلعب حوالينا. وستمتلئ شوارعنا بالمراييل الزرقاء والخضراء ذاهبين إلى مدارسهم ، وستصدح اذاعات مدارسنا بالحياة من جديد ، فيفرحُ بها الكبير قبل الصغير ، والأب قبل الأم ، وصاحب المخبز والدكان ومطعم الفلافل التي تعبق بالمكان.
ستفوح رائحة القهوة وهيلها كلّ صباح ، من الدار والديرة وسيتنادى الجيران والأصحاب لإحتساء فنجان قهوة مع نسيم بلادي. حينها سيمضي الموظفون لأعمالهم بعد كلّ فجر ، وهم عائدون إلى بيوتهم سيحملون حلاوة الكنافة لأبنائهم تلك التي اشتاقت لها أرواحهم ، وسيحصد الفلاحون سنابل قمح أرضهم الندية ، وسيطحن منهم طحين الخبز وآخر يحمصّه من أجل (البchيلة) فيفرح بها الصغار والكبار.
وستعود مساجدنا لفتح أبوابها لأحبائها ، وتقام فيها الصلوات فتدمع لها العيون وتخشع لها القلوب حبّاً باللّه وخشية منه ، وستعود جولات المحبين للّه ورسوله وحلقات الدرس وذكر الرحمن ، فتحفّنا السكينة والطمأنينة من جديد.
ستصبح كورونا من الماضي وسنسير إلى شواطئ العقبة وجبال عجلون وسهول إربد الفتية الأبيّة ، في وسط شغب الصغار ولَعْبهم هنا وهناك. وسيفرح الجندي برؤية بنيه ، والطبيب بضمّةِ حبّ لوالديه ، والممرض لعائلته التي تلتف حوله بفرحٍ وحبّ لا مثيل له. وفي لهفٍ تُطلّ عيون المغتربين على ربوع بلادي ، فتضمّهم الأرض شوقاً وحبّاً وحنيناً ، فتجتمع قلوب الأمهات بالأبناء ، والجميع صفّاً بصف وسنغني (عالاد العونه) .
سيسجّل التاريخ أنّ الأردنيين انتصروا على الفايروس بيدٍ واحدة ، فجابهت العدو وانتصرت بدعوات الأنين والحنين من حناجر الأباء والأمهات . وسنتبادل الورود والزهور بأشكالها وألوانها وأريجها إنّا منتصرون إيماناً باللّه وقدرة الوطن ومحبة الأردنيين وقيادة مليكٍ حتى الورد يعشقه.