القلعه نيوز د.نواف عواد بين عطيه
يقول أحمد شوقي ، وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي ، فالوطن هو قطعة من القلب ومهجة الروح وراحة الجسد، حبّه فطرة في كل فرد منا، فعلى أرضه عشنا، ومن مائه شربنا، وفي سمائه حلّقت أحلام طفولتنا، رعانا في صغرنا فنذرنا له النفوس في كبرنا .
وطني من لي بغيرك عشقًا فأعشقه ، ولا أحد يلومنا في هذا الحب ، لذا قال الشاعر ابراهيم المنذر لست أدعو إلا لخير بلادي فهي نوري إذا دجى البؤس ، خيم وطني العزيز وفيك كل صبابتي وتدلهي وتولهي وهيامي .
كم عانى هذا الوطن وكم تحمل من أزمات ، فكان دومًا هو الأمل لكل ملهوف والحضن الدافىء للجميع
ونحن نتابع كيف تم إدارة هذه الأزمة من خلال توجيهات جلالة الملك لأجهزة الدولة ، جاء في خاطري مقولة عمر المختار : " نحن قوم لا نستسلم، ننتصر أو نموت"، وانا أقول بكل فخر كما هو لسان كل أردني(نحن قوم لا نستسلم ننتصر أو ننتصر )
أقول هذه العبارة ونحن نرى بما قامت وتقوم به الدولة الأردنية من رأس النظام جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم ورئاسة الوزراء ، والوزراء المعنيين لمواجهة هذه الأزمة ، وساندهم الشعب بتفهمه لهذا الخطر والإستجابة لنداء الدولة ، لقد خلقت هذه الجائحة مدى الوعي الذي يتمتع به الجميع ، وهذا نابع من الحب الكبير لهذا الوطن .
لقد ضرب الأردن قيادةً وشعبًا أجمل وأقوى الدروس في مواجهة هذه الأزمة حتى اصبحت الأردن مثالًا يحتذى لأكبر الدول ذات الإقتصاد العالمي ، فأخذوا من تجربة الأردن كيف قاومت هذا الفيروس الخطير ، في الوقت الذي تفشى في أكبر الدول وخلف الآلاف من الوفيات والمرضى وأثر على إقتصادها ، وأكبر دليل هذه اللقاءات التلفزيونية مع جلالة الملك التي تنم عن إعجابها بهذا القائد الكبير في مواجهة هذه الأزمة بإمكانات متواضعة .
لقد جاءت هذه المواجهة من خلال أمرين ، الأول هو المعالجة المادية والملموسة من خلال الوزراء المعنيين وتتبع الحالات المرضية وحصرها ، حتى أصبحت الحالات لا تتجاوز اصابع اليد ، قابله حالات الشفاء التي تفوق الإصابات ، أما الأمر الثاني كان " معنويًا " من خلال الظهور الرائع لجلالة الملك المفدى بالإطلالة على شعبه من خلال وسائل الإعلام يشجعهم ويبث فيهم روح التفاؤل والثقة والأمل ،
فكانت اولى البشارات أن الأردن سجلت حالة " صفر" حالة ، عقب ذلك ظهرت حالات لأشخاص أصيبوا فلم يزد هذا الأمر الدولة إلا اصرارًا على المواجهة فكان لها النجاح بذلك . ولعل ما يدخل بالناحية المعنوية ايضًا، أن أوامر الدفاع جاءت بانسيابية رائعة وبتأني مدروس كان الهدف معالجة الأمور التي استجدت دون أن تخلق أزمة أو تولد ارباكًا ، على الرغم مما يتسم به هذا القانون من شدة هدفها حماية المواطن ،
ولكن توجيهات جلالة القائد بالتخفيف في تطبيق هذا القانون جعلت الأمور تسير بالإتجاه الصحيح . وليس بعيدًا عن هذا الأمر فقد جاءت مبادرة جلالته من خلال الإعلان عن صندوق " همة وطن" ، الذي أظهر مكنون هذا الحب عند الأردنيون فتدافعوا بالتبرع بما تجود به أنفسهم غنيهم وفقيرهم ، وهو نوع من التضامن والتكافل لم يسبق له مثيل ،
وليس أدل على هذا العطاء من تبرع جلالة القائد السخي لوزارة الصحة .
في النهاية اقول لكل العيون التي ترقب الأردن من قريب أو من بعيد نحن قوم لا نستسلم ننتصر أو ننتصر .
حمى الله الأردن ملكًا وشعبًا وأرضًا ...
---------------------
nwafz@yahoo.com