القلعة نيوز... نزهة الإدريسي
مضان آخر في ظل كورونا ، أرغم المغاربة على التخلي عن الكثير من العادات و التقاليد التي كانوا يستمتعون بها خاصة بلياليه المباركة التي كانت تناغم بها الأجواء الروحية مع الترفيهية التي لا تخلو من نفحات دينية حيث تتعالى الأمداح النبوية التي يزخر بها فن الملحون والطرب الأندلسي إضافة لبعض الاهازيج و الانشودات الشعبية التراثية ومنها انشودة " عودا " الشهيرة والتي تقول كلماتها :
واحد اليوم في جنان
كان الخوخ والرمان
وبلا ما تفطن عودا
اكلت في رمضان
اما بطلة الأنشودة التراثية فهي عودا الوزكيتية والدة السلطان احمد المنصور السعدي والتي تتحدث الأنشودة التراثيه عن ظروف بناءها للمسجد الذي يحمل إسمها " مسجد للا عودا " والكائن بمدينه مكناس المغربية . الحكاية التي يتداولها الأجيال ويتغنون بها مع قدوم رمضان تقول ان عودا كانت تتجول في حديقة قصرها الغناء باشجار الفواكه الشهية في يوم من أيام رمضان، وفي لحظة سهو تذوقت بعض الفاكهة وهي صائمة وتكفيرا على ذلك قررت بناء مسجد ثم استقر رأيها على توسعة وترميم مسجد كان قائما وقد تعرض لكثير من الأضرار ليسمى باسمها " مسجد للا عودا "
و تجدر الإشارة ان هذا المسجد أنشئ ضمن القصبة المرينية سنة 1281 م. و حمل اسم لالة عودة الوزكيتية والدة أحمد المنصور السعدي، لأنها أمرت بالتوسيعات والإصلاحات على نفقتها.
ويمتد هذا المسجد على طول 160 مترا وعرض 48 مترا ، ويتكون من صفوف ورواقين جانبيين، يتوسطه صحن فسيح به نافورة من المرمر، وبهذا الصحن قبتان الأولى في الجهة الشمالية طولها 11 مترا، أما الثانية فتوجد في الجهة الجنوبية طولها 7أمتار وعرضها حوالي 6أمتار.
وللمسجد ثلاثة أبواب ويحتوي أيضا على مدرسة وبجانبها صومعة المسجد والتي يبلغ ارتفاعها حوالي 35 مترا يصعد إليها بسلم من 111 درجا.
كما يوجد خلف هذه المدرسة صحن خارجي يتصل مباشرة بساحة
مازالت الأنشودة تتردد عزفا على " النفار " وهو عبارة عن مزمار طويل من النحاس يعزف عليه عازفه لحنا مميزا يذكر بهذه الحادثة التي تقترب من الاسطورة مبشرا بقدوم شهر الصيام و كذلك يستمر بالعزف في ليالي رمضان لايقاظ النيام عند السحور ثم بعد مغرب اخر يوم في رمضان مبشرا بالعيد السعيد
ان استطاعت كورونا إسكات بعض ما كنا ننتشي به في ليالي رمضان ففم الزمان لن تثنيه النوائب عن عزف وانشاد ما حفر على ذاكرته..
نزهة الادريسي
المملكه المغربية