قال رحمه الله في كتابه الشهير (( حراسة الفضيلة )) : أنقلها بتصرف
إنَّ المراهنة على إندثار هذا الدين الإسلامي العريق بشعائره العظيمة و فرائضه ، بل وسننه الثابتة ، مراهنةٌ خاسرة لم تفز يومًا منذ زمن أبي جهل حتى زمن أتاتورك ؛ و لكنكم قومٌ تستعجلون !
واعلم - ثبَّت الله قلبك - أنَّ الإسلام لا يموت ، لكنه يمر بفترات تمحيص ينجو فيها أهل الصدق ، و يسقط فيها مرضى القلوب في أوحال الإنتكاسة ، فاصبر و احتسب ؛ فلستَ خيرًا من بلال ، ولستِ خيرًا من سميَّة و ياسر رضي الله عنهم أجمعين .
واعلم أنه ستمر بك أيامٌ عجاف ، القابض فيها على دينه كالقابض على الجمر ، سيُحزنك الواقع ، وتؤلمك المناظر ، هذه المشاعر عظيمةٌ عند الله جل جلاله ، ودليل خيرٍ وَقَرَ في قلبك ، لا تنحرها بسكين الانتكاسة !
*ويا أخي المؤمن الصالح الصادق لا يغرنَّك في طريق الحق قلة السالكين ، ولا يغرنَّك في طريق الباطل كثرة الهالكين ، أنت الجماعة و لو كنتَ وحدك { إنَّ إبراهيمَ كان أُمَّة } كن غريبًا .. وطوبى للغرباء !
أخيرًا : اِعلم أنَّ خروجك من قافلة الخير لا يضر أحدًا سِواك ! و وجودك فيها فضلٌ من الله عليك ونعمةٌ أنعم سبحانه بها عليك ، و الخروج منها هو الخسران المبين في ثوب مواكبة العصر و الزمن الجديد ! واعلم أنَّ شريعة السماء تسير غير آبهة بأسماء المتخاذلين ، تسقط أسماء و تعلو أسماء { وإنْ تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } .
وسيعود الإسلام باذن الله حاكماً ، والله لا يخلف وعده ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ )
جعلنا الله عز و جل و إياكم من الصابرين الصالحين المُصلحين القانتين