لم تعترف هذي الدروب لليلنا
أن المدائن كالعذارى
تحمي دماء الضائعين من الغياب
تغزو قلوب العابرين بلذةٍ
تشدو لتغسل خوفهم
بكلامهم
أو ليلك الحاراتِ
حيث يكون للشوق اللئيم بجلدهم
صوت و أنياب تُدارى
قد ترحلُ الآهات قبل سباتهم
للواقفين على الشبابيك السخية بالسؤال
لا تحتملْ
هذا محالْ
هل يعلم الأمس المرتب في فمي
أن الجرائد كالزجاج
تسجل البعد انشطارا
حتى الدكاكين
التي كانت تصر
على اتخاذ المتعبين ملامة
صاغت كفوف الطيبين ملامح
تقسو جهارا
ما عاد للشرق المخزن في رفوف الطين
أن يمنح المعنى
انبهارا
ما كان لي
حين اقترضت الأخضر المنفي عن دمنا
أن أُمنح المجد المشتتَ
بعض أحلام السهارى
تحبو وتعبثُ بالمطر
فلعلها تنجو
وتأوي للذي قال الشراعُ هزيمةٌ
فلعلها تهديه بعض حقيقة
لحكاية مأهولة بالماء
أو شمسا بلون الأثرياء
لا باب فيها للضياع
وللرجوع بغير رمش الواصلين لرحمة
ضمت بقية حلمنا
لمت غماما حولنا
لنعود يا كل المعابر وحدنا
بردا ونارا.