القلعة نيوز - الشؤون الثقافية
أصدرت الدكتورة هناء الشلول من جامعة جدارا – كلية الآداب واللغات ، المعجم الثاني في علم اللغات واللهجات العربية ، معجم قبيلة هذيل اللغوي ، دار نشر: زاد ناشرون وموزعون ـــــ عمان، .
وجاء في مقدمة المعجم :
تعد المعجمات العربية حقلاً ثرًا ، يزخر بثروة لغوية مهمة، ولا يمكن لصاحب اللغة أو متعلمها الاستغناء عنها؛ نظرًا لما تؤديه من عمل مهم في التعريف على مفردات اللغة ومعانيها مع إيرادها شرحًا عنها ، ومن الملاحظ أن معجماتنا العربية القديمة لم تهمل أصول استعمال هذه المفردات في القبائل ؛ فنجد جهدًا فذًا بذله علماؤنا الأولون في الهجرة بين أصقاع البادية العربية ؛ جمعًا لهذه المفردات من متحدثيها، واجتهدوا بردها إلى قبائها الأصلية في مظآن معجماتهم .
ومن القبائل التي شغلت حيزًا مهمًا في رفد ثروة معجماتنا اللفظية، هي قبيلة هذيل ، التي تناثرت مفرداتها في مواضيع متعددة في معجماتنا العربية ، ورغبة من الباحثة في جمع هذه الثروة في معجم واحد وتسليط الضوء عليها بالنحو الذي يسهل العثور عليها من لدن الباحثين والدارسين،
جاء تأليفنا لهذا المعجم؛ ليكون جامعًا لها ، وقد اتبعت الباحثة الترتيب الهجائي في إيرادها الألفاظ،وارتأت الاعتماد على معجم لسان العرب لابن منظور ( ت 711 ه ) لأنه من المعجمات الجامعة لما تقدمه من معجمات .
و قالت الدكتورة هناء الشلول عن سبب تأليف معجم قبيلة هذيل:
عندما بدأتُ رحلة المعاجم واللهجات العربية وجدتُ عناوين كثيرة لتأليفها بعد معجمي الأول : ( معجم ابن الأعرابي ، دار النشر نور – ألمانيا ) ، لكن و أنا أقلب بصفحات معجم لسان العرب ، استوقفتني شاعرة من هذيل اسمها " جنوب_الهذلية " ، لم أجد لها إلا بيتًا واحدًا ، في الشاهد اللغوي : " قالت جَنوبُ الهُذَليَّةُ:
وكـــــلُّ قَـــــوْم، وإنْ عَـــــزُّوا وإنْ كَثُــــروا، يَوْمـــــاً طَريقُهُـــــمُ فــــي الشــــَّرِّ دُعْبــــوبُ "
فقلت في ذهني : ما دام هناك امرأة يشاد بلغتها ، لتكون شاهدًا على لهجة قومها ، فهذا قد عزز فكرتي بتأليف معجم لغوي لبني هذيل لعل وعسى أن أجد لجنوب أبيات شعرية بين الشواهد اللغوية "عتى" أعثر على المزيد من قولها، لكن انتهى المعجم ولم أجد سوى ذلك البيت لجنوب الهذلية ، فكانت سببًا لإحياء لغة قومها، لأصنع اليوم أول معجم لبني هذيل يرصد ويتتبع الألفاظ والمفردات والأبيات الشعرية ضمن المادة اللغوية – الجذر اللغوي ،
الدراسات السابقة عبر العصور والسنوات الماضية كانت تدرس وتهتم بتاريخ هذيل قبل الإسلام وبعده أو تدرس سيرة الشعراء الهذليين أو النسب أو دور هذيل في القراءات القرآنية أو الأحاديث النبوية أو الدواوين الشعرية، ومن هنا تكمن أهمية هذا المعجم ( هذيل اللغوي ) الذي قمتُ بجمعه من لسان العرب لأنه لم يدرس من قبل
تعد هذه الدراسة الأولى للألفاظ الوارد والشاهدة على رفد اللغة العربية وإثراء مفرداتها ؛ فساهمت قبيلة هذيل بدور عظيم في رفد المعاجم العربية بكثير من الدلالات والاستخدامات للجذر اللغوي ،
فمن باب الأولى والأوفى أن تجمّع في معجم خاص لها ولجهدها العظيم بدلاً من أن تبقى شذرات لغوية متفرقة في أمهات المعاجم ، فاحتوى هذا المعجم على ترتيب المادة اللغوية هجائيًا من الألف إلى الياء و توثيقها حسب المادة اللغوية المأخوذة من معجم لسان العرب ، لماذا لسان العرب ؟! لأن مؤلفه ابن منظور اعتمد على تجميع المادة اللغوية من كافة المعاجم اللغوية ؛ مثل : معجم العين للفراهيدي و تهذيب اللغة الأزهري و المحكم لابن سيده ، الصحاح لجوهري، ..... الخ .
فمنهج التأليف المعجمي منهجًا معتمدًا وإن اختلف في الظاهر إلا أنه واحد في الجوهر المنهجي ، فقد سار معجم بني_هذيل على منهج أمهات المعاجم في البحث والتنقيب لتكوين مادة معجمية مستحدثة .
وجاءت مقدمة المعجم بقلم شيخ من شيوخ هذيل الشيخ أحمد محمد بني هذيل في وصف تاريخ قبيلته عبر العصور الشاهدة والممتدة في التسلسل التاريخي قبل الإسلام وبعده .
هذيل : ليس مجرد تاريخ بل حضارة عريقة .
رحلتي مع معجم هذيل ... اكتملت مع نهاية 2022