شريط الأخبار
حسّان يترأس اجتماع مجلس أمناء جائزة "الحسين للعمل التطوعي" الرواشدة : فخور بوجودي مع كادر وزارة الثقافة في لقاء يفيض شغفًا بالإبداع والفنون الوسطاء يجتمعون في القاهرة لبحث المرحلة الثانية من اتفاق غزة الملكة: بين أبنائي وبناتي في الجامعة الأردنية رئيس الأعيان يُجري مباحثات مع نظيره الياباني في طوكيو الملكة رانيا تزور الجامعة الأردنية وتطلع على مشروع رقمنة التعليم وزير الثقافة وسفير جمهورية جورجيا يبحثان تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين الملك وولي العهد السعودي يبحثان هاتفيا التطورات الإقليمية والعلاقات الثنائية قروض بمليار دولار.. تعاون جديد بين فيفا والسعودية فائض الميزان التجاري السعودي ينمو بأسرع وتيرة في 3 أعوام نتنياهو يتهم حركة الجهاد الإسلامي بخرق الاتفاق بزعم تأخيرها تسليم جثة أسير تسوية تاريخية.. 14 مليون دولار لتعويض جماهير نهائي كوبا أمريكا 2024 وزير المالية الروسي: اقتصادنا تخلّص من الاعتماد على عائدات الهيدروكربونات الدفاع الرومانية: تسجيل اختراق مسيّرتين أجواء البلاد رقصة "التأهل المبكر" تنقلب كابوسا.. واحدة من أغرب اللحظات في كأس العالم للناشئين وزير الثقافة وسفير كوريا الجنوبية يبحثان توسيع مجالات التبادل الفني والمعرفي الملك يدعو لتبني نهج حكومي موحد يسهم في تبسيط الإجراءات وتسهيل رحلة المستثمر الصفدي: الأردن قادر على إدخال 250 شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة الرواشدة يعقد اجتماعًا لمديري مديريات الثقافة ويؤكد ضرورة الاهتمام بالصناعات الثقافية والتراثية وفد من القيادة العامة لشرطة أبو ظبي يزور مديرية الأمن العام

الشرفات يكتب: كي لا تصبح الهوية الوطنية مجرد لون

الشرفات يكتب: كي لا تصبح الهوية الوطنية مجرد لون

د.طلال طلب الشرفات

القلعة نيوز- راقت لي كثيراً مقالة العين الدكتور رجائي المعشر عن الأردنيين المسيحيين وحضورهم الوطني المجرد وإصراره الشديد المدافع عن هوية الدولة الأردنية بعيداً عن اعتبارات الأعراق والطوائف والجهات وتوظيفها المجزّأ، مما يشكّل هذا ترسيخ راقٍ لحماية الواقع المشرق للدولة الأردنية بعيداً عن استحضار الألوان المرافقة، واستدعاء عوامل التقسيم التي تهدم وحدة الكيان الوطني، وتخرق مفاهيم التوحد التي شكلتها الفسيفساء الأردنية الجميلة وحملها البيروقراط الوطني بأمانة وعفوية وإخلاص حتى عهد قريب.


المجتمع الأردني مجتمع محافظ بسواده الأعظم، وبمسلميه ومسيحييه، ومهاجريه وأنصاره، مجتمع متجانس يتشارك بالحب، ويتعاطى الرفعة، وينبذ خيانة مضامين الهوية الوطنية الأردنية بأساليبها المدانة؛ المعلن منها والمشفّر ، ويؤمن بثنائية مقدسة للهوية الراسخة والرسالة النبيلة التي جسدتها تضحيات الهاشميين الأخيار منذ الثورة العربية الكبرى وحتى يومنا هذا.

رسالة الثورة العربية ومشروعها النهضوي أعطت للهوية الوطنية عمقها وصلابتها منذ تأسيس الدولة واستقلالها ونهضتها الباسقة بتوأمة خالدة بين الأردنيين وبناتهم الأوائل والهاشميين الأحرار الذين صانوا هوية الوطن من غدر المستعمر وصلف المحتل، وأخيراً وليس آخراً لاءات الملك المعزز الثلاث التي قطعت قول كل خطيب.

تاريخياً ودون إجحاف؛ كان المحافظون وبعض العقلاء من الفئات الأخرى هم من حفظ للوطن أمنه واستقراره منذ الاستقلال وحتى الربيع العربي، والسبب يكمن في أن الإيمان لا يتغير في حين أن القناعات والصفقات السياسية تتغير وتتبخر وتندثر مع مصالح روادها، والمحافظون الأردنيون باعتبارهم عمق الدولة لن يقبلوا - بالقطع - أن تتحول هويتنا الوطنية الأردنية إلى لون يجسدها بعض المحظوظين والمترفين وشذّاذ النوايا ممن تسلل بعضهم إلى مواقع الحكم فظنوا زوراً أن هوية الدولة إلى فراغ او فراق، أو إزاحتها إلى لون يجاوز لون الدم والعلم بمعطيات مؤقتة فشل الليبراليون الجدد قبل عقود في مصادرتها، وكان مصيرهم يتأرجح بين القضيان والخذلان، وحقائب السفر والاختفاء. تلك الهوية المخضّبة بالدم لن تصادرها الوقيعة والتقية والنكران، هوية لا تنكر الألوان المخلصة، ولكنها لن تأخذ هوية الدولة إلى الاختبار المشين أو الوهم اللعين.

من يخلص للأردن وقيادته نطبع على وجنتيه كل القبل الشريفة أياً كان لونه او ثوته، واقتسام الحلم الأردني منوط بالإخلاص ومغادرة مساحات التقية السياسية الخبيثة، والشراكة الوطنية مشروطة بالنبل والصدق، والنصائح المعلّبة المبتورة ترتد على أصحابها، والمشورة الممهورة بالقلق، والتي لا تستند إلى شرف الموقع وأمانة المسؤولية ستكشف أصحابها طال الزمن أم قصر في هذا الوطن النبيل بشعبه الأصيل وقيادته الشريفة.

يقال ان السياسي لا يكتب كي لا يستثير اعداء الداخل، ولكن الوطني الشريف يهتز " شاربه " كلما أحس بنكران لهوية وطن او خذلان لقيادة جابت الكون من أجل رفعة الوطن ومصالح شعبه، الوطني المخلص، يحذّر دون ان يتهم، ويقرع الجرس دون ان يثير الذعر، ويتمنى صادقاً ان تكون مخاوفه هواجس حرص، فقد بات واضحاً ان شبق السلطة قد اعمى عيون نفر ليس بالقليل عند قدسية القسم وشرف المسؤولية، وبات اكثر وضوحاً عظم المخاطر وجسامة التحديات.

الهوية الوطنية الأردنية هي شمس الحقيقة ومساحات الإيمان الوطني نحو أفق التحديث والتطوير، وقبول الشراكة مع الوان الطيف السياسي الآخر مشروط بخطاب واحد معلن وواضح يؤمن ويلتزم بثنائية الهوية والرسالة دون لبس او ابهام.