شريط الأخبار
وزير الاتصال: الأردن حافظ في جميع مواقفه على خطاب وازن عاقل متوازن غوتيريش: هناك فرصة لتقوية المؤسسات وبسط سلطة الدولة اللبنانية على الأرض المنتدى الاقتصادي يناقش الواقع السياحي في مدينة البترا الأثرية قطر: بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة الساعة 8.30 صباح غد الأحد رؤية التحديث الاقتصادي خارطة طريق ومسار لتحويل الأردن إلى وجهة عالمية وزارة العدل تدخل مئويتها الثانية متدرجة في تطوير مهامها وأتمتة الخدمات الأونروا تعتزم مواصلة عملها في غزة والضفة رغم الحظر الإسرائيلي الاتحاد الأوروبي يحقق مع منصة إكس بسبب خرق قوانين الإشراف على المحتوى المومني يرجع ارتفاع الرضا الشعبي عن الحكومة لكثافة عملها الميداني ولطبيعة قراراتها أجواء باردة نسبيًا في اغلب المناطق حتى الثلاثاء مسلح يغتال قاضيين أمام المحكمة العليا في طهران وزارة العدل تدخل مئويتها الثانية متدرجة في تطوير مهامها وأتمتة الخدمات الحكومة الفلسطينية تتم استعداداتها لتولي المسؤولية في غزة الاحتلال يعتزم منع الاحتفالات باطلاق سراح أسرى فلسطينيين المومني: كل أردني فخور بموقف الأردن تجاه الأهل في ‎غزة و‎الضفة الغربية اللواء المتقاعد مخلد السحيم يكتب : الأردن ... نبض القضية الفلسطينية وحارس غزة الأبية عاجل : الدكتور موسى بني خالد يكتب لـ خليل الحيه : كفانا أننا شعبٌ ، متأصل في دينه وأخلاقه ووطنيته وقوميته ماكرون: مؤتمر دولي قريب في باريس"لإعادة إعمار" لبنان رسمياً .. الكابينيت الإسرائيلي يقر صفقة وقف إطلاق النار مباحثات في القاهرة لتنفيذ وقف النار وإدخال المساعدات لغزة

هذه بوصلة الأردنيين وخياراتهم

هذه بوصلة الأردنيين وخياراتهم

حسين الرواشدة

‏أنت أردني؟ من حقك، إذاً، أن تسأل : هل يوجد دولة، في محيطنا العربي والإقليمي، تسمح لأحد- مواطنا أكان او مقيما - أن يسيء إليها، ويشكك في مواقفها، ويجرح رموزها، ويفتري عليها ؟ هل سمعت عن نخب سياسية تهرب من قضايا بلدها، ثم تستقوي عليه، وتحتشد خلف أي أجندة خارجية، فتصبح قضيتها الأولى، وتحاول أن تدفع الدولة إلى ‏تبنيها والانصهار فيها ؟ هل خطر في بالك أن تصبح متهما او موسوما بالعار، إذا قلت كلمة تدافع بها عن وطنك، وتُحذر من الذين يتسابقون لاغراقه بالفوضى، أو من الآخرين الذين يريدون أن يقحموه في أُتون الحروب المستعرة؟


‏أكيد، تشعر بالقلق والمرارة حين تبحث عن «مساند» وطنية تقف مع الدولة لمواجهة الأخطار التي تستهدف زعزعة أمنها واستقرارها، فلا تجدهم ولا تسمع لهم صوتا، أو حين تدقق في رحلات المسافرين إلى الخارج، فتكتشف وجهاتهم، وتعرف الخزانات التي عبأتهم بالمعلومات الجاهزة، ثم تتفاجأ (هل تتفاجأ حقا؟)، بصراخهم على الشاشات الوطنية، وهم يلقون دروسهم ومواعظهم على البلد، ويضعونه أمام خيارين : إما أن يكون معهم على جبهة النضال، واما أن ينتظر «حفرة « أعمق من «حفرة» غزة.

‏أنت أردني؟ لا أحتاج لتذكيرك بتاريخك الوطني المشرف، بالآباء والأجداد الذين بنوا البلد بدمائهم وتضحياتهم وعرقهم وتعبهم، بجيشك العربي وبطولاته وشهدائه، بالنشامى الذين يحرسون أمنك ويحافظون على حياتك وكرامتك، كل هذا تعرفه، ويجري في عروقك، أُذكرك، فقط، أن أمانة الوفاء للأردن، ولهؤلاء كلهم، تفرض عليك أن تفتح عينيك على ما يدور حولك، وأن تستيقظ من نعاس الشعارات التي يحاول البعض أن تبقى غارقا فيها، لكي يستفردوا بك، و يأخذوك إلى دروب مجهولة، جربنا بعضها فيما مضى، ونرى نسخها الأخرى، الآن، ماثلة أمامنا على هيئة دمار وخراب،

‏أنت أردني؟ اضبط ساعتك وبوصلتك وكل حركة فيك على عنوان واحد اسمه» الأردن»، لا يوجد أي عنوان آخر يمكن أن تذهب إليه، أو أن يفتح أبوابه لاستقبالك، تحرر من كل الأساطير التي يروج لها الانتهازيون للصعود على ظهرك إلى حيث حساباتهم ومصالحهم، حين يقولون لك : «اركب معنا»، قل لهم : هذا الوطن العزيز ليس مطية لأحد، ولا قاربا للعبور إلى ‏الخنادق والبنادق والفنادق التي نعرفها، ولا نريد أن نستدعيها لذاكرتنا المتعبة من الخيبات، او نسمح لزبائنها أن يكرروا ‏ علينا رواياتها المسمومة.

‏أنت أردني؟ وعربي ومسلم، أيضا، وإنسان، لكن لا يمكن أن تشعر بكرامتك الا في دولة ووطن ؛ دولة تحرص على أن تكون قوية، وترفض أن يستضعفها أي احد، لا بأس أن تنتقد أداء اداراتها، وتنصح المسؤولين فيها، وتكشف أخطاءهم، لكن إذا دقت الأزمة اجراسها، لا يجوز أن تنهش جسدها، أو تنحاز لغيرها، أياً كان، ‏أما الوطن فهو سر وجودك، ومصدر عزيمتك، ومثواك في الحياة والممات، لا شيء يستحق التضحية سوى الوطن، ولا احد يعرف قيمة الوطن اكثر من الذي افتقدوه، وضربوا خيامهم في الغربة، فاحذر أن يُغرينك احد، تحت أي عنوان، بالانضمام إلى هذه القوافل المكلومة.

‏أنت أردني؟ دعهم يقولون عنك أي شيء؛ عنصري لا بأس، رجعي لا بأس أيضا، لقد قالوها سابقا، ولم يستدرجوك للعبة محاور الصمود، وتحالفات الممانعة، التي خربت الأوطان، وغدرت بالحلفاء، أُثبت على طريقك، وخلف قيادتك، ومع الأردنيين الذين ما باعوا، ولا اشتروا الأكاذيب، لتحافظ على الأردن الذي ما زال ‏صامدا أمام «حفرة الانهدام»، الأردن الذي ما خان ولا هان، ولا تخاذل عن نصرة أخ مظلوم، او شقيق منكوب، ولم ينتظر شكرا أو امتنانا، هذه هي بوصلة الأردنيين، وهذه خياراتهم أيضا.

الدستور