شريط الأخبار
لماذا الثانوية العامة. ... الجيش يحبط محاولة تسلل وتهريب كمية كبيرة من المواد المخدرة قادمة من الأراضي السورية الفايز يستعرض عناصر قوة الدولة الأردنية وصمودها برئاسة كريشان "إدارية الأعيان" تزور مركز الخدمات الحكومية في المقابلين أعضاء مجلس مفوضي العقبة يؤدون القسم القانوني القوات المسلحة تحتفل بذكرى الهجرة النبوية الشريفة ورأس السنة الهجرية ارتفاع تدفق الاستثمار الأجنبي بالربع الأول 14.3% ليسجل 240 مليون دينار الإدعاء العام يستمع اليوم لبيانات النيابة العامة بقضية التسمم بكحول الميثانول الصحة: 57 حالة راجعت المستشفيات بسبب التسمم بمادة الميثانول وزير الأوقاف يفتتح ملتقى الوعظ ويوما خيريا في اشتفينا شهداء وجرحى جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الأمن العام: إحالة قضية التسمم بالميثانول إلى مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى وزير المالية: الاقتصاد الوطني على المسار الصحيح ارتفاع مقلق في إصابات "السحايا" وسط تدهور الأوضاع الصحية في قطاع غزة ارتفاع غرام الذهب في السوق المحلية 70 قرشاً تعليق مثير لتركي آل الشيخ عقب فوز الهلال على مانشستر سيتي ارتفاع غرام الذهب في السوق المحلية 70 قرشاً بالملح والسكر .. وصفات طبيعية لتقشير البشرة في المنزل العناية بالبشرة في الصيف.. 5 خطوات تحمي من الشمس شوربة خضار بالزبدة .. وصفة بسيطة ومغذية!

"أنا أولا" .. شعار الجميع

أنا أولا .. شعار الجميع

سميح المعايطة

العدوان على غزة أكد على درس قديم جديد تمارسه كل الجهات والدول وهو حساب المصالح الخاصة لكل دولة أو جهة في تعاملها مع اي ازمة كبرى.


إيران اكثر الدول صخبا واستغلالا لقضية فلسطين اختارت في فترة العدوان مصالحها الخاصة والتزمت بتفاهم مع الاميركان بعدم توسع الحرب خارج غزة مع هامش من المناورة لميليشياتها الموزعة في الإقليم، وكان شعارها "ايران اولا" اي تجنبت اي صدام او هجوم اميركي عليها وهذا ما تحدث عنه بوضوح حسن نصر الله في اول خطاب بعد العدوان.

إيران اولا كان هو المحرك لتعاملها مع ما يجري في غزة ومعها هامش من التصريحات والتهديد وصواريخ غير مؤثرة من اتباعها العرب في لبنان والعراق واليمن وسورية.
وتركيا التي تملك خريطة مصالح واولويات تعاملت وفق شعار "تركيا اولا" فأعلنت موقفا سياسيا ومظاهرات شعبية وكانت هناك تصريحات من اردوغان قاسية تجاه نتنياهو لكن الموقف كان مثل موقف اي دولة اخرى، ورغم علاقة تركيا بحماس إلا أن الاولوية التركية كانت ملاحقة الاكراد وموقف سياسي ضد العدوان دون دفع ثمن اكبر من ذلك.

والسلطة الفلسطينية او حركات فتح والفصائل الاخرى تضامنت مع غزة وادانت ورفضت العدوان لكن كان شعارها "السلطة وقناعاتها اولا " فكان موقفا سياسيا وتضامنا مثل دول اخرى بعيدة وقريبة.

وحماس صاحبة المعركة تعاملت وفق رؤيتها ومصالحها كتنظيم وأدارت المرحلة وفق حساباتها.

ولو ذهبنا الى قائمة اوسع في دول عربية واسلامية فسنجد ان كل دولة رغم تضامنها مع أهل غزة وادانتها للعدوان إلا أنها تعاملت وفق شعار "أنا أولا" وكل هذا لم يكن غريبا أو غير متوقع، فهناك دول لا تؤمن بما فعلته حماس ولا تتفق مع ما تفعله ولا توافق على المعسكر الذي تعمل معه حماس وفي معركة مثل عدوان غزة كانت الاولوية مساعدة اهل غزة انسانيا، لكن هذه الدول ليست معنية بحماس وبقائها او رحيلها لأن مصالح تلك الدول ليست في بقاء حماس او توسعها.


هذه الوقائع ليست وليدة فترة العدوان الصهيوني بل هي قبل ذلك لكن الحرب أكدت هذه المعطيات، وحتى بعض القوى الشعبية السياسية والاجتماعية التي تؤيد حماس فإن عيونها تتجه إلى تحويل ما يجري في غزة الى نفوذ اكبر لها في دولها في انتخابات او محاصصة او قطف ثمار.

الجميع يتعامل وفق مصالحه وشعار "انا اولا" تمارسه الدول والحركات والتنظيمات وحتى الافراد، لكن البعض يمارسه بذكاء وكثرة صراخ ثوري والبعض الآخر يكون مباشرا فتناله الشتيمة والآخر يتم وضعه في صفوف المناضلين.

ولننظر الى سورية وهي بلد منكوب لكن الرئيس السوري ومنذ ان كان العدوان اي منذ ثلاثة أشهر لم يتحدث إلا مرة واحدة في القمة العربية، لكن سورية التي تصنف من دول المقاومة صامتة وبعض الصواريخ او القذائف التي تطلق من اراضيها هي من ميليشيات ايرانية وهي جزء من الهامش المسموح به ضمن اتفاق ايران واميركا، لكن الدولة صامتة وليس لها اي جهد حتى إنساني، لأن النظام يدرك المعادلة وان شعارها النظام اولا، وربما يقول النظام ان حماس انحازت لمصالحها عندما تخلت عن علاقتها بالنظام السوري وانحازت للمعسكر الإخواني ودول اخرى عندما كان الربيع العربي.

وحتى حزب الله ورغم انه ضمن المعادلة الإيرانية في هذه الحرب الا انه مارس شعار "الحزب وايران اولا" والتزم بالهامش المسموح به، وحتى بعد ان ضربت اسرائيل الضاحية الجنوبية معقل الحزب واغتالت قادة حماس فإن الحزب تحدث عن رد اولي بصواريخ لموقع عسكري وتم تضخيم الاخبار حوله، لكن الامر لم يخرج عن التفاهم.

"نحن اولا" مارسه الجميع حتى داخل البيت الفلسطيني، وكل طرف قدم موقفا وفعلا لا يخرج عن اولوياته ومصالحه تماما مثلما كان الامر مع كل الازمات في هذه الأمة، فلا يندهش احد فهذه المعادلة يمارسها الجميع بمن فيهم المتضررون منها اليوم.

الغد