شريط الأخبار
لأول مرة .. وضع رئيس كولومبي سابق تحت الإقامة الجبرية وزير الخارجية يتلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الإماراتي المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على واجهتها الحدودية الرمثا يفوز على الوحدات في افتتاح دوري المحترفين الرواشدة : مهرجان جرش في دورته الـ "39" مثل مساحة للإبداع والابتكار المطرب السعودي خالد عبد الرحمن يضيء المسرح الجنوبي بإبداعاته في"جرش39" ‎40 ألفًا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى 83 شهيدًا في قطاع غزة خلال 24 ساعة 1.52 مليار دينار حجم التبادل التجاري بين الأردن والولايات المتحدة في 5 أشهر هيومن رايتس ووتش: قتل إسرائيل الباحثين عن الطعام بغزة جريمة حرب رئيس مجلس الأعيان يلتقي في جنيف رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا متحدثون :جهود أردنية متواصلة لوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات لغزة مصدر حكومي : المفاوضات مع واشنطن أفضت إلى تخفيض الرسوم الإضافية إلى 15% بدلا من 20% أزمتنا..الخلل والمخرج. فرنسا: ستكون هناك 4 رحلات جوية من المساعدات الإنسانية إلى غزة جلسة حوارية بتنظيم من همم والحزب الوطني بالتعاون مع مركز نحن ننهض للتنمية المستدامة هيومن رايتس: نظام المساعدات الإسرائيلي في غزة "مصيدة للموت" البيت الأبيض: الرسوم الجمركية على الأردن ستكون 15% مبعوث ترامب يصل إلى مركز توزيع المساعدات في رفح (فيديو) ألمانيا تبدأ إسقاط مساعدات إغاثة جوا إلى غزة

يحدث في غزة!

يحدث في غزة!

نيفين عبد الهادي

يحدث في غزة، عنوان لملايين التفاصيل، لحقيقة واحدة.. كانت هنا حياة!! شعب لم يعرف الحاجة يوما رغم سنين محاصرته شعب عزّ، لكنه اليوم يموت من الجوع، عنوان لآلاف الجرائم والانتهاكات والظلم والقهر اليومي، عنوان لوجع أعاد غزة للعصر الحجري، عنوان لحرب تجاوزت الخمسة أشهر أبادت عائلات بالكامل ويتّمت ورمّلت ولم تبق عائلة كاملة بكل أفرادها بين شهيد وأسير ومفقود، عنوان لمدينة خارقة الجمال متعددة الثروات باتت اليوم بلون واحد لون الرماد حيث أحرقت أداة الحرب الإسرائيلية كل ما بها.


ربما تبقى الصورة من خلف الشاشات تلفزيونيا وهاتفيا صغيرة، فتنقل ما يحدث على أرض الواقع بحجمها، لكن ما يحدث في غزة أخطر وأكبر من ما نرى ونتابع، فيوميا يصلني رسائل من زملاء وزميلات في غزة ممن ربطتني بهم علاقة استثنائية قويّة جدا بعد السابع من تشرين الأول الماضي، تصلني رسائل تحكي حجم معاناة وقهر وظلم لم تعرف لهم معنى البشرية عبر تاريخها، تتعدد التفاصيل لكنها تلتقي كلها عند حقيقة خطورة الجرائم التي ترتكب من الاحتلال الإسرائيلي بحق بقعة من جغرافيا الكرة الأرضية صغيرة، يقطنها قرابة (2) مليون و300 ألف مواطن، جرائم استخدمت بها إسرائيل أسلحة لم تستخدم بحروب كبيرة شهدها التاريخ، علاوة لخطورة هذه الأسلحة والتي وفق شهادات الغزيين ممنوعة دوليا في معظمها.

رسائل تصلني كما تصل حتما الكثيرين، لكن للأسف تصل الرسالة ويعجز الرد، فما يحدث في غزة قيّد لغتنا، وأسكت ألسنتنا، وتجعل من الصمت سيّدا للموقف، فلا يوجد أمام من فقد عائلته أو عددا من أفرادها، أو هُدم بيته و»تعب العمر»، أو من سيعيش بإصابات سببت له إعاقات دائمة، أو من لا يجد «لقمة» بحرفيّة الحقيقة يُطعم أبناءه، أو طفل بات يعيل عائلة بعدما استشهد والداه، أو وقف في «طابور» الحصول على الطعام لساعات وعاد بالإناء فارغا، أو لطفلة تحمل شقيقها جريحا عشرات الكيلومترات لتصل به وقد استشهد، قد تستمر أسطري لتملأ بهذه الحقائق أوراق العالم ودفاتره وصفحات كتبه، تحكي وجع غزة الذي ضرب خاصرة الإنسانية وغيّب كل معاني حقوق الأطفال والإنسان والبشرية!!!.

وعندما نقول يحدث في غزة، يجب أن نؤكد على ما هو مثير لملايين الأسئلة، وهو ما يؤكد عليه الأردن دوما بأن إسرائيل تضرب بكل القوانين الدولية عرض الحائط، وهو ما يضعنا أمام مفارقات خطيرة بترك واقع الحال يستمر على ما هو عليه، وكما أكد الأردن بأن إسرائيل تواصل مفاقمة الكارثة في قطاع غزة، فإغماض العين وإدارة الظهر لجرائم الاحتلال في غزة من قتل وتجويع واعتقالات وتعذيب وتدمير لا يحتاج دراسات تكشفه، ولا خطط لمعالجته، فالاحتلال وفقا للرؤية الأردنية يدمّر مجتمعا بأكمله يرتكب «جريمة عنصرية لا مبرر لها».

ما يحدث في غزة، يحتاج وقفا فوريا لإطلاق النار كما أكد الأردن بقيادة جلالة الملك على مدى خمسة أشهر، والعمل بشكل حقيقي لإيصال المساعدات وفورا ودون انقطاع لأهلنا في غزة، ومنع الاحتلال من أي إجراءات تحول دون ذلك، فما يحدث في غزة جعل منها تحتاج كل شيء لتبقى على قيد الصمود والثبات، وعلى قيد أدنى متطلبات الحياة، ما يحدث في غزة يحتّم الأخذ بالرؤية الأردنية على محمل التطبيق الفوري بأن المسؤولين عن جرائم الحرب الإسرائيلية على أهلنا في غزة يجب أن يقدموا للعدالة، حتى يتغيّر ما يحدث في غزة لجهة العدالة وإحقاق الحق، ونُصرة الغزيين.

الدستور