القلعة نيوز:
الحديث الاخرس
رنا ممدوح المساعيد
في عمق الليل الحالك وتحت سقف السماء الدامس، تحررت اصداء الصمت بين طيات الزمن المتناساة، فكانت الافكار تتزاحم في عقل مشبعا باهات الخيبات والسقوط تهمس بإسرار الروح مفسحة الطريق لألغاز الزمن لتهيمن على الذاكرة.
في هذه اللحظات الفارغة، انبثقت شخصيات مجهولة من رفرف الذاكرة، لتعزف على اوتار الحنين تارة وتراقب عقارب الزمن في دائرة مغلقة دون حرك تارة اخرى، تشعر وكأنها تبعث رسالة بلغة الصمت معترضا الحديث طريقها.
في غموض هذه الليلة العاصفة، وجدت افكاري طريقا الى مدى ابعد من حدود العقل، تقاطعت فيه مشاعر الفرح والحزن، وتلاقت احلام اليقظة مع واقع الحياة في رقصة مجنونة تتلعب بعقولنا وتحكم السيطرة على قلوبنا.
فلنحاول التقاط اقل قدر من تلك الالغاز المتسللة التي تملا حياتنا، لعل فك تلك الشِفرات والكشف عن الغموض المتلبس بقناع الوهم هو جوهر الحياة. ففي كل ليلٍ حالك السواد ببريقٍ ضئيل تجد نفسك امام وجهة نظرا اخرى، سؤال يحتمل عدة اجابات او جواب لعدة اسئلة لم تكن تعلم حتى بجودها.
فاذا ما تعمقنا اكثر في رحله البحث عن كل ما هو غامض، قد نجد انفسنا امام ذات النقطة من جديد، حيث تشكل الاحلام مع الواقع مزيجا يجعل المرء في حيرة مما هو فيه حقا، لنسعى لكشف الحقيقة بكل صورها، فالإجابات ليست دائما ما تراه العين، بل في غالب الاحيان تكون مجرد طرف خيط للغز غامض في جوف للاواقع.