هبة الصباغ
مع اقتراب موعد انتخابات اللجنة الأولمبية الدولية في مارس، يبرز ترشح الأمير فيصل بن الحسين كخطوة مهمة قد تعيد تشكيل مستقبل الحركة الأولمبية. فبرؤيته الطموحة، التي قدمها خلال خطابه أمام أعضاء اللجنة، وضع الأمير فيصل أسساً واضحة لمرحلة جديدة، تقوم على تعزيز الإلهام، ضمان النزاهة، وتعزيز الشمولية.
أكد الأمير فيصل أن الرياضة قد لا تحل جميع مشاكل العالم، لكنها تمتلك القدرة على جعله مكانًا أفضل وأكثر سلاماً. ومن هذا المنطلق، شدد على ضرورة إعادة هيكلة اللجنة الأولمبية الدولية، مقترحاً إنشاء مكاتب إقليمية لدعم اللجان الأولمبية الوطنية، خاصة تلك التي تعاني من نقص الموارد، بهدف تحقيق استدامة مالية أوسع وتعزيز تأثير الرياضة عالميًا. كما لفت إلى أهمية إشراك الشباب بشكل أكبر، مستندًا إلى حقيقة أن نصف سكان العالم تقل أعمارهم عن 30 عاماً. وأكد أن دمج التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والرياضات الإلكترونية، هو المفتاح لجذب الأجيال الجديدة وتحفيزهم للمشاركة في الرياضة الأولمبية.
وفي إطار التزامه بالحوكمة الرشيدة، دعا الأمير فيصل إلى تعزيز الشفافية والمنافسة العادلة داخل اللجنة الأولمبية الدولية، مؤكدًا أن النزاهة يجب أن تكون حجر الأساس لأي قرارات تتخذها المنظمة. كما شدد على أهمية الاستدامة البيئية، متعهداً بقيادة جهود حقيقية لمكافحة تغير المناخ من خلال الرياضة.
وتبنى الأمير فيصل نهجًا توافقياً في رؤيته، متعهداً بتمكين جميع أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية من لعب دور فعال في صنع القرار. كما أكد التزامه بتحقيق المساواة بين الجنسين، وتعزيز التعاون مع اللجنة البارالمبية الدولية لضمان تكافؤ الفرص لجميع الرياضيين، بمن فيهم ذوو الإعاقة.
واخيرًا سواء فاز الأمير فيصل بالانتخابات أو لم يفز، فإن بيانه الانتخابي رسم ملامح جديدة لطريقة إدارة الحركة الأولمبية، وقد يدفع بقيادات اللجنة الأولمبية الدولية الحالية والمستقبلية إلى تبني إصلاحات مشابهة. لقد حان الوقت لإعادة التفكير في مستقبل الرياضة الأولمبية، والأيام المقبلة كفيلة بتحديد ما إذا كانت هذه الرؤية ستتحول إلى واقع ملموس يقود الحركة الأولمبية نحو عهد جديد.