شريط الأخبار
"وزير الثقافة" يكشف عن الهوية البصرية لقرى الكرك " ذات راس " - فيديو إضاءة شجرة عيد الميلاد في إربد أبو غزالة: ثروتي لا تتجاوز 100 ألف والإجازات رشوة الحكومات للشعوب وزير الثقافة : ‏إسدال الستار على ألوية الثقافة لا يعني نهاية النشاط بل يشكّل بداية عمل ثقافي مستمر مندوبا عن وزير الثقافة .... العياصرة يرعى اختتام فعاليات لواء الثقافة الأردنية في المعراض ماكرون يعلن عقد اجتماع للدول الداعمة لأوكرانيا الثلاثاء ترامب: اقتراحي الحالي بشأن أوكرانيا ليس عرضا نهائيا هزة أرضية بمحافظة صلاح الدين شمالي العراق مكتب نتنياهو: قتلنا 5 مسؤولين من حماس في غزة اتهام 4 جنود إسرائيليين بتهريب أسلحة من سوريا الرواشدة يرعى افتتاح معرض "ذاكرة وطن" للفنان أنور الحوراني خرق جديد للاتفاق.. شهداء في غارات شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة الأردن: إسقاط طائرة مسيّرة محملة بالمخدرات في المنطقة العسكرية الجنوبية "السفير القضاة " يبحث مع وزير الدفاع السوري سبل تعزيز التعاون المشترك السعودية: ضبط "زيت زيتون بالمخدرات" قادم من الأردن - صور المومني : القيادة الشابة الواعية ركيزة في بناء المستقبل "الاستراتيجية الإعلامية الثانية".. مُدن للدِّراية وبث الوعي لحماية الحقيقة من التضليل جنوب إفريقيا: المشاركون في قمة "العشرين" سيصدرون بيانا مشتركا رغم معارضة واشنطن حماس تطالب الوسطاء بوضع حد لخروقات الاحتلال ماكرون: مجموعة العشرين "في خطر" و"تواجه صعوبة بالغة" في حل الأزمات

بني مصطفى تكتب : فلاتر التطبيقات الذكية والصحة النفسية

بني مصطفى تكتب : فلاتر التطبيقات الذكية والصحة النفسية
د. مرام بني مصطفى / استشارية نفسية وتربوية
جلست سارة أمام مرآتها، تتأمل وجهها الحقيقي بعد أن أزالت المكياج. كانت قد قضت الساعات الماضية تلتقط صورًا وتنشرها على تطبيق السناب شات بين صديقاتها وأقاربها، مستخدمة فلتر يجعل بشرتها أكثر نعومة، عينيها أوسع، وأنفها أجمل وتغيرت ملامحها بشكل كبير. حصلت على عشرات الإعجابات والتعليقات التي تمدح جمالها، لكنها لم تستطع منع نفسها من التساؤل: "ماذا لو رآني الناس بدون الفلتر؟ هل سأظل جميلة في نظرهم؟”

أصبحت سارة تعتمد على الفلاتر في كل صورة، ومع الوقت، بدأت تشعر بعدم الارتياح عند النظر إلى نفسها في المرآة. لم تعد ترى وجهها الحقيقي، بل نسخة أقل بريقًا مما اعتادت عليه في صورها المعدلة. شيئًا فشيئًا، بدأ تقديرها لذاتها بالتراجع، وبدأت تشعر بعدم الثقة في ظهورها دون تحسينات رقمية.

يعاني الكثيرين من الأشخاص من التأثير النفسي للفلاتر، حيث تغير هذه البرامج الرقمية الطريقة التي نرى بها أنفسنا والآخرين. الفلاتر ليست مجرد أدوات لتحسين الصور، ونشعر بالسعادة عند استخدام الفلاتر ونشعر بأننا أجمل وأكثر ثقة بأنفسنا، أصبحت أحيانًا أقنعة تخفي ملامحنا الحقيقية وتؤثر على صحتنا النفسية بشكل كبير.

والفلتر أصبح يؤثر بشكل كبير على الأشخاص سواء إناث او ذكور عند التخلي عن استخدامه على تقدير الذات، الصحة النفسية والثقة بالنفس.

التأثيرات النفسية للفلاتر

1. تعزيز معايير الجمال غير الواقعية

تعمل الفلاتر على خلق صورة مثالية قد لا تعكس الواقع الحقيقي، مما يجعل المستخدمين يقارنون أنفسهم بصور معدلة وغير واقعية. هذا يؤدي إلى عدم الرضا عن المظهر الطبيعي، خاصة بين الشباب والمراهقين الذين يتأثرون بشدة بمعايير الجمال الرقمية.

2. تدني تقدير الذات

عند التعود على رؤية الذات من خلال الفلاتر، يصبح من الصعب تقبل الشكل الحقيقي في المرآة. هذه الفجوة بين الواقع والصورة الرقمية يمكن أن تسبب انخفاضًا في تقدير الذات، حيث يشعر الشخص بأنه أقل جاذبية دون التعديلات الرقمية.

3. القلق والاكتئاب

الاستخدام المفرط للفلاتر قد يؤدي إلى الشعور بعدم الكفاية والقلق بشأن المظهر الشخصي، خاصة عند المقارنة بالمؤثرين والمشاهير الذين يظهرون بإطلالات مثالية. في بعض الحالات، يمكن أن يتطور هذا الشعور إلى اكتئاب بسبب الإحساس المستمر بعدم الرضا عن الشكل الطبيعي.

4. اضطرابات صورة الجسد

يمكن أن تساهم الفلاتر في ظهور اضطرابات مثل اضطراب التشوه الجسمي،حيث يصبح الشخص مهووسًا بتعديلات معينة في شكله، ما قد يدفعه إلى اللجوء لعمليات تجميلية غير ضرورية وهذا الأمر من كل اكبر الدوافع لإجراء عمليات التجميل او قص المعدة او غيرهم من الإجراءات التجميلية،مما يجنب البعض من الظهور أمام الآخرين بدون تحسينات رقمية.

أصبح استخدام الفلاتر في وسائل التواصل الاجتماعي أمرًا شائعًا، حيث توفر هذه الأدوات إمكانية تحسين الصور وإضفاء لمسات جمالية عليها. ومع ذلك، قد يؤدي الاعتماد المفرط على الفلاتر إلى خلق معايير غير واقعية للجمال، مما يؤثر سلبًا على ثقة الأفراد بأنفسهم وصورتهم الذاتية. من الضروري التعامل مع هذه الأدوات بوعي للحفاظ على توازن صحي في استخدامها.

أحد أهم الخطوات لتحقيق هذا التوازن هو تعزيز الوعي الذاتي، إذ يجب إدراك أن الفلاتر ليست انعكاسًا حقيقيًا للمظهر، بل مجرد أدوات تعديل رقمية. الجمال الحقيقي لا يعتمد على التحسينات الخارجية، بل ينبع من الثقة بالنفس وتقبل المظهر الطبيعي. عندما يدرك الشخص أن الفلاتر لا تمثل الحقيقة، يصبح أقل تأثرًا بالصور المثالية التي يراها على الإنترنت.

كما ان الحد من استخدام الفلاتر في الصور الشخصية يمكن أن يكون وسيلة فعالة لبناء الثقة بالنفس. عندما يعتاد الشخص على رؤية نفسه بدون تعديلات، يصبح أكثر ارتياحًا مع مظهره الطبيعي. مشاركة صور غير معدلة تعزز هذا الشعور، كما تساهم في خلق بيئة رقمية أكثر واقعية وتشجع الآخرين على تقبل أنفسهم كما هم. هذه الخطوة لا تعني التوقف التام عن استخدام الفلاتر، بل استخدامها باعتدال دون أن تصبح وسيلة لإخفاء الشكل الحقيقي.

تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير على الطريقة التي ينظر بها الأفراد إلى الجمال، لذا فإن متابعة محتوى إيجابي يشجع على تقبل الذات يمكن أن يكون له أثر كبير على الصورة الذاتية. بدلاً من متابعة المؤثرين الذين يعتمدون بشكل مفرط على الفلاتر، يمكن البحث عن محتوى يعزز التنوع والجمال الطبيعي. رؤية أشخاص يحتفون بمظهرهم الحقيقي دون تعديلات تساهم في تغيير النظرة إلى الذات وتخفيف الضغط الاجتماعي المرتبط بالسعي إلى الكمال.