شريط الأخبار
جامعة البلقاء التطبيقية تستضيف مؤتمر «رؤى التحديث: الشباب محور الاهتمام» جامعة البلقاء التطبيقية تستقبل مستشار الشؤون الثقافية في سفارة جمهورية الصين الشعبية وتبحث آفاق التعاون الأكاديمي والثقافي بعد إفريقيا.. الاتحاد الآسيوي يعلن نيته إطلاق بطولة جديدة للمنتخبات مصر تنفي زيادة رسوم الدخول للسياح الروس الأمم المتحدة تجدد ولاية بعثة حفظ السلام في الكونغو وتطالب رواندا بسحب قواتها "تواصل معه مباشرة بعد المقابلة المثيرة للجدل".. مدرب منتخب مصر يكشف حالة صلاح قبل كأس إفريقيا دعم تاريخي من المصريين في الخارج لاقتصاد بلادهم إيطاليا تعد مشروع مرسوم لمواصلة دعم أوكرانيا في 2026 خبر سار للجزائريين.. قناة مفتوحة تنقل 15 مباراة في كأس أمم أفريقيا ولي العهد يترأس اجتماعا للجنة التحضيرية المعنية بالبرنامج التنفيذي لاستراتيجية النظافة القاضي يلتقي مدير عام "الشؤون الفلسطينية" ورؤساء لجان خدمات المخيمات الملك والرئيس الجزائري يبحثان هاتفيا سبل توطيد التعاون إرادة ملكية بالموافقة على قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2026 الفايز يلتقي رئيس مجلس الشورى القطري في الدوحة رئيس هيئة الأركان المشتركة يلتقي السفير الصيني وزير العدل يبحث مع السفير الصيني تعزيز التعاون القانوني والقضائي الأردن يتقدم 10 مراتب عالميا ويحل رابعا عربيا في مؤشر نضج التكنولوجيا الحكومية 2025 رئيس هيئة الأركان المشتركة يستقبل وفدا عسكريا جزائريا الأمن السوري يلقي القبض على عصابة تابعة لداعش في ريف دمشق البدور: تعزيز الجاهزية الوطنية للأوبئة ضرورة لحماية الأمن الصحي الأردني

بني مصطفى تكتب : فلاتر التطبيقات الذكية والصحة النفسية

بني مصطفى تكتب : فلاتر التطبيقات الذكية والصحة النفسية
د. مرام بني مصطفى / استشارية نفسية وتربوية
جلست سارة أمام مرآتها، تتأمل وجهها الحقيقي بعد أن أزالت المكياج. كانت قد قضت الساعات الماضية تلتقط صورًا وتنشرها على تطبيق السناب شات بين صديقاتها وأقاربها، مستخدمة فلتر يجعل بشرتها أكثر نعومة، عينيها أوسع، وأنفها أجمل وتغيرت ملامحها بشكل كبير. حصلت على عشرات الإعجابات والتعليقات التي تمدح جمالها، لكنها لم تستطع منع نفسها من التساؤل: "ماذا لو رآني الناس بدون الفلتر؟ هل سأظل جميلة في نظرهم؟”

أصبحت سارة تعتمد على الفلاتر في كل صورة، ومع الوقت، بدأت تشعر بعدم الارتياح عند النظر إلى نفسها في المرآة. لم تعد ترى وجهها الحقيقي، بل نسخة أقل بريقًا مما اعتادت عليه في صورها المعدلة. شيئًا فشيئًا، بدأ تقديرها لذاتها بالتراجع، وبدأت تشعر بعدم الثقة في ظهورها دون تحسينات رقمية.

يعاني الكثيرين من الأشخاص من التأثير النفسي للفلاتر، حيث تغير هذه البرامج الرقمية الطريقة التي نرى بها أنفسنا والآخرين. الفلاتر ليست مجرد أدوات لتحسين الصور، ونشعر بالسعادة عند استخدام الفلاتر ونشعر بأننا أجمل وأكثر ثقة بأنفسنا، أصبحت أحيانًا أقنعة تخفي ملامحنا الحقيقية وتؤثر على صحتنا النفسية بشكل كبير.

والفلتر أصبح يؤثر بشكل كبير على الأشخاص سواء إناث او ذكور عند التخلي عن استخدامه على تقدير الذات، الصحة النفسية والثقة بالنفس.

التأثيرات النفسية للفلاتر

1. تعزيز معايير الجمال غير الواقعية

تعمل الفلاتر على خلق صورة مثالية قد لا تعكس الواقع الحقيقي، مما يجعل المستخدمين يقارنون أنفسهم بصور معدلة وغير واقعية. هذا يؤدي إلى عدم الرضا عن المظهر الطبيعي، خاصة بين الشباب والمراهقين الذين يتأثرون بشدة بمعايير الجمال الرقمية.

2. تدني تقدير الذات

عند التعود على رؤية الذات من خلال الفلاتر، يصبح من الصعب تقبل الشكل الحقيقي في المرآة. هذه الفجوة بين الواقع والصورة الرقمية يمكن أن تسبب انخفاضًا في تقدير الذات، حيث يشعر الشخص بأنه أقل جاذبية دون التعديلات الرقمية.

3. القلق والاكتئاب

الاستخدام المفرط للفلاتر قد يؤدي إلى الشعور بعدم الكفاية والقلق بشأن المظهر الشخصي، خاصة عند المقارنة بالمؤثرين والمشاهير الذين يظهرون بإطلالات مثالية. في بعض الحالات، يمكن أن يتطور هذا الشعور إلى اكتئاب بسبب الإحساس المستمر بعدم الرضا عن الشكل الطبيعي.

4. اضطرابات صورة الجسد

يمكن أن تساهم الفلاتر في ظهور اضطرابات مثل اضطراب التشوه الجسمي،حيث يصبح الشخص مهووسًا بتعديلات معينة في شكله، ما قد يدفعه إلى اللجوء لعمليات تجميلية غير ضرورية وهذا الأمر من كل اكبر الدوافع لإجراء عمليات التجميل او قص المعدة او غيرهم من الإجراءات التجميلية،مما يجنب البعض من الظهور أمام الآخرين بدون تحسينات رقمية.

أصبح استخدام الفلاتر في وسائل التواصل الاجتماعي أمرًا شائعًا، حيث توفر هذه الأدوات إمكانية تحسين الصور وإضفاء لمسات جمالية عليها. ومع ذلك، قد يؤدي الاعتماد المفرط على الفلاتر إلى خلق معايير غير واقعية للجمال، مما يؤثر سلبًا على ثقة الأفراد بأنفسهم وصورتهم الذاتية. من الضروري التعامل مع هذه الأدوات بوعي للحفاظ على توازن صحي في استخدامها.

أحد أهم الخطوات لتحقيق هذا التوازن هو تعزيز الوعي الذاتي، إذ يجب إدراك أن الفلاتر ليست انعكاسًا حقيقيًا للمظهر، بل مجرد أدوات تعديل رقمية. الجمال الحقيقي لا يعتمد على التحسينات الخارجية، بل ينبع من الثقة بالنفس وتقبل المظهر الطبيعي. عندما يدرك الشخص أن الفلاتر لا تمثل الحقيقة، يصبح أقل تأثرًا بالصور المثالية التي يراها على الإنترنت.

كما ان الحد من استخدام الفلاتر في الصور الشخصية يمكن أن يكون وسيلة فعالة لبناء الثقة بالنفس. عندما يعتاد الشخص على رؤية نفسه بدون تعديلات، يصبح أكثر ارتياحًا مع مظهره الطبيعي. مشاركة صور غير معدلة تعزز هذا الشعور، كما تساهم في خلق بيئة رقمية أكثر واقعية وتشجع الآخرين على تقبل أنفسهم كما هم. هذه الخطوة لا تعني التوقف التام عن استخدام الفلاتر، بل استخدامها باعتدال دون أن تصبح وسيلة لإخفاء الشكل الحقيقي.

تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير على الطريقة التي ينظر بها الأفراد إلى الجمال، لذا فإن متابعة محتوى إيجابي يشجع على تقبل الذات يمكن أن يكون له أثر كبير على الصورة الذاتية. بدلاً من متابعة المؤثرين الذين يعتمدون بشكل مفرط على الفلاتر، يمكن البحث عن محتوى يعزز التنوع والجمال الطبيعي. رؤية أشخاص يحتفون بمظهرهم الحقيقي دون تعديلات تساهم في تغيير النظرة إلى الذات وتخفيف الضغط الاجتماعي المرتبط بالسعي إلى الكمال.