شريط الأخبار
مجلس النواب يعيد مناقشة المادة الثامنة من مُعدّل قانون العمل ويتابع باقي مواده الاثنين في خطابه الثاني خلال ايام ... الرئيس السوري : سنحاسب كل من تورط في دماء المدنيين الصفدي: اجتماع دول جوار سوريا بحث أمنها ومحاربة داعش وإعادة البناء وزير خارجية العراق: غرفة عمليات مشتركة لتخطيط العمل ضد داعش وزير خارجية لبنان: الاستقرار في سوريا مهم جدا للاستقرار في لبنان الشيباني: اجتماع دول الجوار أكد وجوب رفع العقوبات عن سوريا وزير الخارجية السوري: لن نتسامح مع فلول نظام الأسد البيان الختامي لاجتماع دول جوار سوريا: أمن سوريا واستقرارها ركيزة لأمن المنطقة وزير الزراعة: إنشاء وصيانة 153 حفيرة وسدا ترابيا الرئيس السوري يشكل لجنة للتحقيق بانتهاكات ضد المدنيين في الساحل السوري رئيس هيئة الأركان يلتقي وزير الدفاع اللبناني انعقاد اجتماع سوريا ودول الجوار في عمان الملك يقيم مأدبة إفطار لكبار المسؤولين مبابي وفينيسيوس يقودان هجوم ريال مدريد أمام فاليكانو وإبراهيم دياز على الدكة ألمانيا.. السكك الحديدية تدفع تعويضات بملايين اليوروهات بسبب تأخر بعض الرحلات وإلغائها ترامب يدافع عن القرارات الأمريكية الأخيرة بشأن أوكرانيا أتلتيكو يهدر فرصة تصدر "الليغا" بخسارة مفاجئة أمام خيتافي العراق يطلق سلسلة مشاريع عملاقة لتأمين الوقود لمحطات إنتاج الطاقة الكهربائية سيارتو: من المستحيل الحديث عن الأمن في أوروبا بمعزل عن روسيا رسميا.. صلاح أفضل هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز

الطويل تكتب : كيف تتغذى الروح بالفكر و الثقافة؟

الطويل تكتب : كيف تتغذى الروح بالفكر و الثقافة؟
نسرين الطويل
ما الذي يجعل الروح تتوهج مثل شعلة لا تنطفئ؟ وكيف يمكن للفكر والثقافة أن يكونا الوقود الذي يغذي هذه الشعلة؟ الروح، ذلك السر الإلهي الذي ينبض في أعماقنا، ليست مجرد كيان غامض، بل هي الجسر الذي يربطنا بالكون وبأنفسنا. إنها كالنبتة التي تحتاج إلى تربة خصبة من الأفكار وماء الثقافة لتزدهر، فتصبح قادرة على رؤية الجمال حتى في أكثر اللحظات ظلامًا. كما قال الفيلسوف اليوناني أرسطو: "الروح هي ما يجعلنا بشرًا"، وعندما نربط هذه الروح بالفكر النقدي، كما فعل ديكارت في قوله "أنا أفكر، إذن أنا موجود"، نرى كيف أن التفكير هو الجسر بين الروح والوجود.
أما الثقافة، فهي كما وصفها ت.س. إليوت، "النهر الذي يحمل تراث الأجداد إلى أحفادهم"، مما يجعلها مصدرًا لا ينضب لتغذية الروح.
الفكر هو الشمعة التي تضيء طريق الروح في ظلام الجهل، بينما الثقافة هي المرآة التي تعكس ألوان الحياة وتجعل الروح ترى نفسها في كل شيء. الحواس هي الأدوات التي تربطنا بالعالم، لكنها ليست مجرد نوافذ نطل منها على الخارج، بل هي جسور نعبر من خلالها إلى أعماق أنفسنا. كلما أتقنا استخدام حواسنا، كلما ازدادت قدرتنا على تحويل التجارب إلى معرفة، والمعرفة إلى أفكار إبداعية. الدهشة، تلك اللحظة السحرية التي نكتشف فيها شيئًا جديدًا، هي الوقود الذي يدفعنا إلى البحث والسؤال. أما الحدس، فهو ذلك الصوت الداخلي الذي يرشدنا إلى الحقيقة دون الحاجة إلى أدلة ملموسة، وهو يعتمد على حساسية الروح وقدرتها على التقاط الإشارات الخفية من العالم.
لكي نغذي أرواحنا بالفكر والثقافة، يمكننا اتباع خطوات بسيطة ولكنها عميقة: اقرأ بوعي كتبًا تتحدى تفكيرك، تأمل في الفن من خلال الموسيقى والأفلام واللوحات، حاور الآخرين في نقاشات ثقافية وفكرية، ومارس الإبداع عبر الكتابة أو الرسم. عندما سُئل العالم العربي ابن رشد عن سر عظمته، قال: "لأنني لم أتوقف عن السؤال"، وهذا يلخص دور الفكر في تغذية الروح. في النهاية، الروح ليست مجرد جزء منا، بل هي نحن، والفكر والثقافة هما الأداتان اللتان تحولان وجودنا إلى رحلة مليئة بالمعنى والجمال.
فلنحرص على أن نغذي أرواحنا يوميًا بالمعرفة، ولنجعل من القراءة والتأمل والفن طقوسًا مقدسة في حياتنا، لأن الروح التي تتغذى بالمعرفة هي روح لا تشيخ، ولا تموت، بل تظل متوهجة، كشمس لا تغيب.