شريط الأخبار
برعاية وزير الثقافة ... المدرج الروماني يحتضن حفلاً فنياً وطنياً احتفاءً بالأعياد الوطنية 9 ملايين وثيقة أردنية يحميها مركز التوثيق الملكي منذ نشأته قبل 20 عامًا وزير الخارجية السعودي: الأولوية الآن هي التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة الشيباني خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي : سوريا ستعمل مع واشنطن لرفع العقوبات منها "قانون قيصر" اندلاع حريق كبير بين مشروع دمر وقصر الشعب في دمشق مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة آخرين جنوب غزة "الأميرة غيداء طلال" تؤكد مركز الحسين للسرطان يواصل رعايته لمرضى السّرطان من غزة الاحتلال يصدر أوامر إخلاء قسري لمناطق في خان يونس إيرلندا تعلن عن 4 ملايين يورو لدعم تعليم الأطفال في فلسطين سفيرة فلسطين في والاتحاد الأوروبي تلتقي رئيس جامعة بروكسل الحرة الهولندية بلدة بالضفة الغربية تتحول "لسجن كبير" بعد أن أحاطتها إسرائيل بسياج وزير دفاع الاحتلال : نعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدنا لماذا لا يُرشح وزير الخارجية الأردني ايمن الصفدي امينًا عامًا لجامعة الدول العربية الشرطة البريطانية تعتقل نحو 2000 شخص في حملة صارمة ضد المخدرات البرلمان العربي يدعو للاستثمار في الشباب العربي لمواجهة التحديات بلدية غزة: استمرار أزمة النزوح وقلة الإمكانيات يفاقمان الكارثة الإنسانية شهداء وجرحى جراء قصف الاحتلال مناطق في قطاع غزة إسقاط طائرة مسيّرة مفخخة قرب مطار أربيل الدولي شمالي العراق الإمارات: الاستفزازات الإسرائيلية انتهاك صارخ للشرعية الدولية الأمم المتحدة: القانون الدولي والميثاق يتعرضان للأنتهاك

الطويل تكتب : كيف تتغذى الروح بالفكر و الثقافة؟

الطويل تكتب : كيف تتغذى الروح بالفكر و الثقافة؟
نسرين الطويل
ما الذي يجعل الروح تتوهج مثل شعلة لا تنطفئ؟ وكيف يمكن للفكر والثقافة أن يكونا الوقود الذي يغذي هذه الشعلة؟ الروح، ذلك السر الإلهي الذي ينبض في أعماقنا، ليست مجرد كيان غامض، بل هي الجسر الذي يربطنا بالكون وبأنفسنا. إنها كالنبتة التي تحتاج إلى تربة خصبة من الأفكار وماء الثقافة لتزدهر، فتصبح قادرة على رؤية الجمال حتى في أكثر اللحظات ظلامًا. كما قال الفيلسوف اليوناني أرسطو: "الروح هي ما يجعلنا بشرًا"، وعندما نربط هذه الروح بالفكر النقدي، كما فعل ديكارت في قوله "أنا أفكر، إذن أنا موجود"، نرى كيف أن التفكير هو الجسر بين الروح والوجود.
أما الثقافة، فهي كما وصفها ت.س. إليوت، "النهر الذي يحمل تراث الأجداد إلى أحفادهم"، مما يجعلها مصدرًا لا ينضب لتغذية الروح.
الفكر هو الشمعة التي تضيء طريق الروح في ظلام الجهل، بينما الثقافة هي المرآة التي تعكس ألوان الحياة وتجعل الروح ترى نفسها في كل شيء. الحواس هي الأدوات التي تربطنا بالعالم، لكنها ليست مجرد نوافذ نطل منها على الخارج، بل هي جسور نعبر من خلالها إلى أعماق أنفسنا. كلما أتقنا استخدام حواسنا، كلما ازدادت قدرتنا على تحويل التجارب إلى معرفة، والمعرفة إلى أفكار إبداعية. الدهشة، تلك اللحظة السحرية التي نكتشف فيها شيئًا جديدًا، هي الوقود الذي يدفعنا إلى البحث والسؤال. أما الحدس، فهو ذلك الصوت الداخلي الذي يرشدنا إلى الحقيقة دون الحاجة إلى أدلة ملموسة، وهو يعتمد على حساسية الروح وقدرتها على التقاط الإشارات الخفية من العالم.
لكي نغذي أرواحنا بالفكر والثقافة، يمكننا اتباع خطوات بسيطة ولكنها عميقة: اقرأ بوعي كتبًا تتحدى تفكيرك، تأمل في الفن من خلال الموسيقى والأفلام واللوحات، حاور الآخرين في نقاشات ثقافية وفكرية، ومارس الإبداع عبر الكتابة أو الرسم. عندما سُئل العالم العربي ابن رشد عن سر عظمته، قال: "لأنني لم أتوقف عن السؤال"، وهذا يلخص دور الفكر في تغذية الروح. في النهاية، الروح ليست مجرد جزء منا، بل هي نحن، والفكر والثقافة هما الأداتان اللتان تحولان وجودنا إلى رحلة مليئة بالمعنى والجمال.
فلنحرص على أن نغذي أرواحنا يوميًا بالمعرفة، ولنجعل من القراءة والتأمل والفن طقوسًا مقدسة في حياتنا، لأن الروح التي تتغذى بالمعرفة هي روح لا تشيخ، ولا تموت، بل تظل متوهجة، كشمس لا تغيب.