شريط الأخبار
8 فيتامينات ومعادن تحمى عينيك من تأثير الجلوس أمام الشاشات هل تشعر بالجفاف حتى بعد شرب 3 لترات من الماء؟ إليك السبب طريقة عمل دجاج مشوي بالكركم والزنجبيل للرجيم السمبوسة بالعسل والجبن كفتة البطاطس بالدجاج صرف الدعم النقدي للأسر المستفيدة خلال 48 ساعة الطاقة: ارتفاع البنزين والكاز وانخفاض الديزل عالميا السير: الوقوف العشوائي والمزدوج أبرز المخالفات بعد الإفطار رحلة فضائية وزفاف فاخر.. لورين سانشيز تعيش حلمها مع ثاني أغنى رجل في العالم بعد عودة دعاء سهيل.. نقابة الأطباء المصرية تؤكد أن ظهور هؤلاء المدعين جرائم ضد المجتمع عبلة كامل إلى الواجهة مجددًا بعد اعتزالها.. هل تدهورت حالتها الصحيّة؟ بنك الإسكان ينفذ مبادرة كسوة العيد بالتعاون مع بنك الملابس منتخب النشامى يواجه نظيره الكوري الجنوبي بتصفيات كأس العالم الثلاثاء وفيات الاثنين 24-3-2025 المنتخب الأولمبي يلتقي نظيره العماني في نهائي غرب آسيا غدا النواب اليوم جلسة رقابية والاستماع لرد الحكومة على 25 سؤالاً بالأسماء ... شواغر ومدعوون للمقابلات لاستكمال التعيين ولي العهد يفتح قلبه لشباب وادي السير: دعم وتمكين في قلب الحدث* . الشيخ توفيق صندوقة يشيد بلقاء سمو ولي العهد مع شباب ووادي السير ولي العهد يحاور شبابا بلواء وادي السير ويشاركهم مأدبة الإفطار

سلوم تكتب : قبلة على الساحل.. !

سلوم تكتب : قبلة على الساحل.. !
هيام سلوم
"صموئيل كولت" عندما اخترع المسدس الذي يحمل اسمه عام 1814 قال جملته الشهيرة : ( اعتباراً من اليوم يستوي الشجاع والجبان) . تغيرت معايير الشجاعة إذ اختزلت تقنياً بضغطة زر، ومثلما ساوت الرصاصة بين الشجاع والجبان ساوى البحر بين زواره ولكن الفرق أن المساواة الأولى ظالمة والثانية عادلة . البحر لم يفرق بين غني وفقير جاهل وعاقل بين كهل وطفل ساوى الجميع بالعطاء.
هذا الإمتداد المترامي الأطراف الذي لطالما جئناه مهمومين نتطلع في أعماقه تختلج أرواحنا مع أنسامه منذ الأزل .
كنت من الذين يمارسون رياضة المشي والتمتع بعطاياه الباذخة التي لم تختزل بقطع المسافات بل أبعد من ذلك .

يزوره الناس كأنهم كرنفالاً ثقافياً تلقائياً دائم الحضور بلا مواعيد ، تتوافد إليه النفوس الهائمة على امتداد البصر من كل الطوائف والأديان . باعةٌ وجوالون وصياديون وعاشقون ومتعبون ومفكرون ، كل يعبر عن ذاته كل له أسلوبه في البوح لهذا المنبع الإلهي السماوي الذي حباه الله للجميع .
هذا يشكي وذاك يبكي، وٱخر يغني كل الحوارات متاحة كل التعابير طيّعة بحضرة قامته الممتدة على مدّ الأحلام . يحمل على أكتافه قصصاً وحكايا وقع خطوات وقهقهات ، يتسع للقادمين بلا مسميات أو انتماءات إلا للبحر ، نقصده بحال ونعود بحال أخرى .
باطنه يدغدغ بواطننا بما فيه من خزائن وخبايا ، وصفحة موجه التي تلامس الأفق بكل شروق وغروب لوحة ربانية الجمال تطل علينا من مكان بعيد من أعماق تائهة الدفق بمخرجاتها التي تتجلى انيناً وحنيناً وكأنها تراتيل صلاة لراهبٍ في محراب. يأخذنا التأمل في صبره الذي لا يكل ولا يمل .
إنها حضارة الفينيق منذ آلاف السنين التي كانت بوابة للسفن وميناء للبضائع .
وظل رغم الحصار والحروب والأوجاع ثابتاً عصيا لا تنال منه العواصف .
مصدراً للراحة والغوص والصيد والارتزاق والقراءة والصلاة والدعاء .
عالم يتسع حضنه للجميع .قهوة هنا ومقعد هناك طاولة هنا وأرجوحة هناك مظلة هنا وشجرة نخيل ،رجل يسبح وطفل يمرح جلسات سمر وضوء قمر .
أحببته مذ رأيته أول مرة عندما كنت بعمر الثالثة وقد سألت أبي كيف امتلأ بالماء ؟
فضحك بحنانٍ مدهشٍ ما زلت أتذكره وهو ينظر إليَّ بعينيه الدافقتين كموج البحر المتطلعتين كأفق النوارس المحلقة عالياً ، ثم أخذني بين يديه وضمني بحضنه وأشار بإصبعه إلى السماء ليمطرني بقبلٍ ما زال طعمها فوق خدودي راسخةً في وجداني وعقلي وضميري منذ تلك اللحظة بل منذ تلك القبلة الساحرة الصانعة للأمل لم أتأخر في الذهاب إلى البحر إنه متنفس المتعبين وبوصلة التائهين .