شريط الأخبار
الرواشدة يحضر فعاليات "صيف الأردن" في الكرك ويشيد بالحراك الثقافي وتنوع الفعاليات مغاوير الديش العربي الاردني يحبطون محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة عمليات تبريد لموقع حريق وديان الشام في جرش الطوارئ السورية: غرفة عمليات لتلبية نداءات المواطنين في السويداء مجموعة السلام العربي تستنكر الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا ولبنان رؤساء الكنائس في القدس يدينون قصف الاحتلال كنيسة اللاتين في غزة رئيس تجمع عشائر الجنوب السوري يحذر حكومة بلاده : إذا لم تضبطوا الأمن سنتولى الأمر بانفسنا إسقاط طائرة مسيّرة مفخخة استهدفت حقلاً نفطياً شمالي العراق أجواء صيفية اعتيادية في أغلب المناطق حتى الأحد البداودة: الحكومة تتعامل بجدية عالية مع ملف النقل الذكي… والتكسي الأصفر جزء من الهوية الوطنية الدفاع المدني وسلاح الجو يخمدان الحريق في أحراش جرش ( صور ) سلوفينيا: بن غفير وسموتريتش شخصان غير مرغوب فيهما طائرات مسيرة تعمل على مراقبة بؤر الحرائق في جرش الاحتلال ينفذ غارة جوية في محيط السويداء أكسيوس: وسطاء يقدمون لإسرائيل وحماس مقترحا محدثا لهدنة في غزة وزارة الزراعة: الفرق المختصة قريبة من السيطرة على بؤر الحرائق في جرش الأردن و10 دول يؤكد دعم أمن سوريا ورفض التدخلات الخارجية واشنطن: لا تغيير في سياستنا تجاه سوريا نتنياهو يعترف لترامب: قصف الكنيسة الكاثوليكية في غزة كان "خطأ" ترامب يعاني من تورم في أسفل الساقين

ابو طير يكتب : عزل الأردن استحالة أم ممكنة؟

ابو طير يكتب : عزل الأردن استحالة أم ممكنة؟

ماهر ابو طير

أعجب كثيرا من أولئك الذين يظنون أن بالإمكان عزل الأردن عما يجري في المنطقة، والانشغال بشؤونه الداخلية فقط، بشكل كامل دون تأثر.


السبب بسيط، أن كل المنطقة تغلي وتتداعى أركانها، ونحن جزء من هذه المنطقة، ولسنا معزولين جيوسياسيا، وليس بقوتنا سوى التخفيف من كلف هذا الإقليم علينا، وسط خرائط مهددة صباح مساء في كل مكان.

ما يمكن فعله فقط، تعزيز التوافق بيننا على أن حماية الأردن، أمر أساسي، بوحدته الداخلية، وإدارة المخاطر، ومنع جره إلى أي حريق أو أزمة داخلية أو خارجية، أمر أساسي، لا مساومة عليه، وهذا لا يعني الانعزال، بل يعني إدارة الموقف، دون الجنوح إلى الفكرة التي تقول إن بالإمكان إغلاق الأبواب والشبابيك، في وجه هذه الأزمات، فهذا كلام لا يصمد أصلا.

امس مثلا، تم قصف مطار اللد بصاروخ يمني، زلزل إسرائيل، وتل ابيب تهدد برد مختلف، والملاحة في البحر الأحمر سوف تتضرر، وهذا سيؤدي الى انفجار أخطار أمنية، واقتصادية، وتوقع ضربة قد تصل الى الاسلحة النووية التكتيكية ضد اليمن، والذي يعنيه ذلك على استقرار المنطقة، وشعوبها، وحتى تدفق البضائع والسلع، وصولا الى كل دول المنطقة التي تشاطئ البحر الاحمر، بما فيها الأردن، ومصر، ودول ثانية.

ما يجري في سورية، ليس بعيدا عنا، من مخططات التقسيم، وتوليد دويلات اسرائيلية على اساس عرقي ومذهبي وطائفي تفصلنا عن سورية، وكلف التقسيم على الأردن، ونشوء دويلات خادمة لتل ابيب، ومخاطر الحرب الأهلية في سورية، واحتمالات حدوث موجات لجوء جديدة، وما يعنيه الكلام عن الجماعات المقاتلة الحالية او تلك التي قد تظهر بمسميات جديدة، قرب حدود الأردن، من كل الأنواع العقائدية، والسياسية، بوجود مقاتلين أجانب ايضا، وجماعات تابعة لدول وعواصم، لكل واحدة أجندتها، إضافة الى كلف المواجهة التركية الاسرائيلية في سورية، ومشاريع إيران والروس، والولايات المتحدة، ودول عربية داخل سورية نفسها.

هذه مجرد أمثلة، لما قد يؤثر علينا في الأردن، ويضاف إلى ما سبق الملفات المعروفة المرتبطة بالاستقرار السياسي والامني في العراق، وهو الذي يجاور إيران وغير مفصول عن السياق الايراني، وما تتعرض له ايران حاليا، وهي الجار الثاني للأردن، بما يعنيه ذلك من احتمالات خلال الفترة المقبلة، وسط هذه الفوضى الخلاقة التي صنعتها اسرائيل التي تتفاخر اليوم بكونها تحارب على 7 جبهات، فيما هي تواجه وضعا غير مسبوق لم تواجهه منذ نشأة الاحتلال، حيث تتورط في غزة منذ اكثر من 19 شهرا، ولا تحسم حربا، ولا تعود بأسير، وتجد نفسها كل يوم تحت وطأة العمليات ضدها في غزة، وصواريخ اليمن، وغيرها من احتمالات مقبلة بما في ذلك نشوب مواجهة من سورية، ولبنان، بحيث أصبحنا أمام أخطار لا تنطفئ، بعد أن فتحت غزة "بوابات النار" على إسرائيل في كل المنطقة.

هذه أخطار يضاف إليها ملف الضفة الغربية والقدس وغزة، وغير ذلك، وهذا يعني أن النار تتمدد الى كل مكان، واسرائيل المدعومة اميركيا تشتبك مع كل هذه الجبهات، فيما هي تخسر على صعيد بنيتها الداخلية، واستقرار الاحتلال، حتى لو انتقمت من كل المدنيين الأبرياء في المنطقة، تعبيرا عن عدم قدرتها على حسم هذه الصراعات، ولا العودة الى ما قبل 7 أكتوبر.

هذا يعني أن تبسيط ما يجري في الإقليم، وافتراض القدرة على عزل الأردن تماما عن منطقة تتفجر فيها البراكين وبدايات الحرب الشاملة، افتراض سطحي جدا، وهو افتراض لا تتبناه كل دول المنطقة، فلماذا يراد تسييله هنا، وكأننا جزيرة معزولة عن كل هذه المنطقة الصعبة.

ما يمكن فعله، ثلاثة أمور، التوافق على سياسة جديدة تخص الداخل الأردني بشكل مقبول ومنطقي وفاعل، بعيدا عن إدارة الأزمات بشكل يومي، وثانيها إعادة قراءة تحالفات الأردن الإقليمية والدولية لتجنيب الأردن كلف الاصطفافات بحيث ننجو قدر الامكان من بعثرة فسيفساء المنطقة، وثالثها تجنب التعامي وتسطيح كلف الازمات علينا، مثلما يتوجب عدم المبالغة ايضا في قراءة كلف هذه الأزمات، وهذا توسط نفتقده بسبب الندرة السياسية في العقول القادرة على النخطيط للمستقبل.

المشروع الإسرائيلي الأكبر ما يزال في بدايته وعلينا توقع كل شيء.

"الغد"