شريط الأخبار
معلم في إحدى مدرستي إربد استأجر "مطعم التسمم" قبل اسبوع الغذاء والدواء: عينات تسمم إربد اظهرت وجود تلوث برازي وبكتيريا اي كولاي الأردن يُطلق الاستراتيجية الوطنية لسلامة المرضى 2024 – 2030 وزير التربية يفتتح المبنى الجديد لمدرسة الهاشمي الشمالي الأساسية بدعم من الحكومة الألمانية إطلاق مشروع لدعم تطبيق نماذج الأعمال الدائرية في القطاع الهندسي الأردني صندوق التنمية والتشغيل في اربد يمنح قروضا بقيمة 2.3 مليون دينار شركات صناعية: المعارض الدولية بوابة لترويج الصادرات الأردنية تخفيض "سعر الفائدة الرئيسي" للبنك المركزي وبقية أسعار فائدة أدوات السياسة النقدية بمقدار 25 نقطة أساس الجامعة الأردنية الأولى محليا وضمن الفئة 251-300 عالميا بماجستير إدارة الأعمال التايمز: بريطانيا ستعترف بالدولة الفلسطينية بعد انتهاء زيارة ترمب الرسمية لها انقضاء المهلة التي حددتها الأمم المتحدة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذهب يتراجع مع صعود الدولار بعد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي وتعليقات باول سيميوني يواجه مشجعا بعد هدف الفوز لليفربول ويوضح سبب غضبه في ذمة الله الطيار المقاتل الأردني الذي أسقط طائرة اسرائيلية ناشط إيطالي يؤدي أول صلاة في حياته متأثرا بالأذان في "أسطول الصمود" 118 مليون دينار حجم التبادل التجاري بين الأردن وقطر بوتين يكافئ اللاعبتين الروستين الوحيدتين اللتين صعدتا إلى منصة التتويج في أولمبياد 2024 طقس مناسب للرحلات خلال إجازة نهاية الأسبوع واشنطن وراء “أفظع الجرائم” وأوروبا ملت الأكاذيب.. والخليج: “فرصة ترامب الأخيرة” الجنسيات الأجنبية ترفع استثماراتها في بورصة عمان.. والهند تتصدر القائمة

أبو رمان يكتب : واقع مختلف .. استراتيجيات جديدة

أبو رمان يكتب : واقع مختلف .. استراتيجيات جديدة

د. محمد أبو رمان

لم تعد التحولات التي تجري في المنطقة فردية أو ثانوية أو طارئة، بل أصبحت واقعاً جيو- استراتيجياً جديداً بالكلية يفرض مراجعات عميقة وإعادة تفكير أردنية، ليس فقط على المدى القصير أو اليومي لمتابعة ما يحدث في الضفة الغربية والقدس أو غزة أو حتى جنوب سورية واليمن وجنوب لبنان، بل على صعيد سؤالين رئيسين كبيرين مترابطين؛ الأول يتعلّق بإعادة تعريف المصالح الاستراتيجية والأمنية والاقتصادية الأردنية في الإقليم، والثاني في مراجعة أنماط الأدوار الإقليمية وتطوير مفهوم واقعي عملي للدور الإقليمي الأردني بتناسب مع هذه التغيرات والتطورات.


هذا الإدراك الاستراتيجي الجديد ليس بعيداً بالضرورة عن مفاهيم وتصورات وقراءة دوائر القرار في عمان، حتى لو يكن ذلك على الصعيد النظري، فإنّ ذلك يتمثل بالواقع العملي الذي يتعاملون معه، إلاّ أنّه من المهم، بل الضروري والبديهي أن يكون هنالك تصورات استراتيجية نظرية أو فكرية تؤطر السياسة الخارجية وتساعد الدبلوماسية الأردنية في ربط الخيارات اليومية والواقعية بمنظور أبعد مدى وأكثر عمقاً من الناحية النظرية، وهذا يقع – بالضرورة- على كاهل مراكز الدراسات والخبراء والباحثين الأردنيين في هذا المجال، وهو الأمر الذي نرى فيه فجوة واسعة وكبيرة؛ وإن كانت هنالك بعض المحاولات، ومنها أنّ العدد الأخير من المجلة الأردنية للسياسة والمجتمع JPS خصص العديد من المقالات لبحث سؤال الدور الإقليمي الأردني في بيئة استراتييجة متغيرة، استناداً لنظريات الدور في حقل العلاقات الدولة وصناعة السياسة الخارجية.

يتفرع عن أسئلة المصالح والأمن والدور جملة كبيرة من الأسئلة والتساؤلات؛ ما هي الأولويات الاستراتيجية الأردنية في السياسات الخارجية؟ ما هي مصادر التهديد الرئيسية للأمن القومي الأردني؟ كيف يمكن قراءة التحولات الاستراتيجية العميقة في السياسات الدولية وتأثيرها على الدور الإقليمي الأردني؛ العلاقة مع الولايات المتحدة، روسيا، بريطانيا وأوربا؟ كيف نقيّم علاقة الأردن – اليوم- بكل من العراق والسعودية وقطر والإمارات؛ ما هي جوانب الاتفاق والاختلاف مع هذه الدول؟ ما هي السيناريوهات المتوقعة للحالة السورية؟ وما هي الأجندة الإسرائيلية؛ وما هي الخيارات الأردنية في التعامل مع تلك السياسات؟

أمّا السؤال الأكثر أهمية مرتبطة بالسياسات الإسرائيلية في الضفة والقدس؛ مع بزوغ ساعة الحقيقة؛ لا حل للدولتين؛ تهويد القدس؛ ضم الضفة الغربية؛ تفكيك السلطة الفلسطينية أو اختزالها بجوانب محددة؛ ضوء أخضر أميركي للمشروع الإسرائيلي في الضفة الغربية؛ الاحتمالات والسيناريوهات وانعكاسات ذلك كلّه على الأردن؛ هل ما يحدث هناك أمر ثانوي لنا لا يمس صُلب الأمن القومي؛ أم نعرّفه بأنّه تطورات خطيرة تمسّ أمننا القومي؛ ما الذي يمكن القيام به؛ التصعيد؛ التراجع؛ التهدئة؛ القبول بالأمر الواقع؛ دعم السلطة الفلسطينية؛ وما هي الأوراق الأردنية في المسألة الفلسطينية؛ ما هي خياراتنا في التعامل مع ملف ما يحدث في الأقصى؛ ماذا لو بدأت إسرائيل بتهجير ناعم؛ الضغط على من يحملون الوثائق الأردنية؛ ممن لديهم أرقام وطنية أو حتى حق الإقامة في الأردن (نتحدث عن مئات الآلاف)؛ ليغادروا تنفيذاً للمخطط الاستراتيجي الإسرائيلي في الحصول على الأرض من دون السكان؟..

هذا غيض من فيض من الأسئلة الاستراتيجية التي من المفترض أن تُطرح في دوائر التفكير والتحليل الاستراتيجي؛ وأن تكون محلاّ لنقاشات معمقة من قبل الخبراء والمعنيين؛ ما يتعلّق بالسياسات الدولية والإقليمية والتحولات الجيو استراتيجية وتأثير ذلك كلّه على الأردن وخياراته؛ هل يمكن اجتراح تصورات ومفاهيم جديدة للتعامل مع هذه التح ولات؛ هل معالم الدور الإقليمي الأردني التي سادت لفترة طويلة بناء على المعطيات الإقليمية، في مرحلة الحرب الباردة والصراع العربي- الإسرائيلي، ثم في مرحلة القطبية الأحادية ومشروعات التسوية والحرب على الإرهاب والمحاور الإقليمية (الممانعة/ الاعتدال)، ثم في مرحلة الربيع العربي لا تزال صالحة للاستعمال الاستراتيجي أم أنّ الوقت قد حان للتفكير في هذه التحولات البنيوية الكبرى حولنا؟!

"الدستور"