
القلعة نيوز- التقت لجنة فلسطين في مجلس الأعيان، برئاسة العين مازن دروزة، اليوم الثلاثاء، رؤساء مجالس الكنائس في المملكة.
وقال العين دروزة: إن اللقاء يعكس عمق الشراكة الوطنية، ووحدة المصير بين أبناء هذا الوطن بجميع أطيافه، تحت راية القيادة الهاشمية الحكيمة، التي ظلت على الدوام حامية للإرث الوطني والديني، ورمزًا للوصاية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
وأشار إلى أن الحضور المسيحي في الأردن والمنطقة يعد جزءًا أصيلًا من النسيج العربي، ليس فقط سكانًا، وإنما مساهمة حضارية وثقافية وروحية، وأن الحفاظ على الوجود المسيحي في الأردن والمشرق واجب شرعي وتاريخي.
وبيّن العين دروزة أن المسؤولية التشريعية في ذلك جاءت بتشريع قانون مجالس الطوائف المسيحية رقم (28) لسنة 2014، الذي شُكّل أساسًا لحماية الإرث الكنسي والاجتماعي للمسيحيين في الأردن، ويضمن دورهم الريادي في بناء الدولة وتثبيت التنوع.
ولفت إلى أن ما يتعرض له الوجود المسيحي في فلسطين من تضييق، وما تواجهه المقدسات المسيحية من محاولات تهويد وطمس للهوية، يتطلب منا جميعًا موقفًا واضحًا، نابعًا من الإيمان بعدالة القضية، ومن وعي سياسي وروحي بأبعاد ما يحدث.
وتطرّق إلى أهمية المساهمة في جذب الاستثمارات إلى المملكة، في مختلف المحافظات، لدعم المجتمعات المحلية وتعزيز التنمية، وتطلّع اللجنة إلى الترويج لموقع المغطس كوجهة للحج المسيحي، مقترحًا بحث "إمكانية تسهيل منح تأشيرات حج مسيحي للمسيحيين حول العالم بالتنسيق مع الجهات المختصة".
وحضر اللقاء رؤساء مجالس الكنائس في الأردن: المطران خريستوفوروس، مطران الروم الأرثوذكس، والخوري جوزيف سويد، الوكيل البطريركي للكنيسة اللبنانية المارونية، والأب أنطونيوس صبحي عبد الملك، رئيس طائفة الأقباط الأرثوذكس، وقدس الأب بنيامين شمعون، مندوب مطران السريان الأرثوذكس، إلى جانب الأب نبيل حداد، القيم العام لكنيسة الروم الكاثوليك، والأرشديكن فائق حداد، نائب المطران في الكنيسة الأسقفية في القدس والشرق الأوسط، وأفيديس أبراجيان، نائب بطريرك الأرمن الأرشمندريت، والدكتور عماد العلمات، الأمين العام لنيابة البطريركية اللاتينية، والأب الدكتور إبراهيم دبور، الأمين العام لمجلس رؤساء الكنائس في الأردن.
وتحدثوا حول أبرز التحديات التي يواجهها الوجود المسيحي في المشرق، نتيجة النزاعات والتهجير، ما أدى إلى تراجع أعدادهم في المنطقة، لافتين إلى أهمية حماية الوجود المسيحي في المنطقة، الذي يُعد جزءًا أساسيًا من النسيج المجتمعي والتاريخي للمشرق العربي.
وأكدوا أن الكنائس مستمرة في أداء رسالتها، التي لا تقتصر على خدمة أبنائها فقط، بل تشمل تقديم الخير والخدمات للمسلمين والمسيحيين على حد سواء، مشددين على أن الجبهة الداخلية في الأردن "عصية" على جميع الفتن والدسائس، أياً كان مصدرها.
وأشاروا إلى مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وحمل ملفها في المحافل الدولية والإقليمية، ودفاعه المستمر عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني والعيش بسلام.
وشددوا على أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وأنها صمام الأمان للمنطقة، محذرين من خطر المساس بالوضع القائم في الأماكن المقدسة، خاصة في المسجد الأقصى، وكنيسة القيامة، وكافة الكنائس، والمزارات، والأديرة.
واستنكروا العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، الذي دمّر كل البُنى التحتية، والمساجد، والكنائس، والمدارس، والمستشفيات، فضلًا عن استهدافه للمدنيين بطريقة همجية ووحشية، وهي ممارسات ترفضها وتدينها القوانين والمواثيق والأعراف الدولية.
من جانبهم، أكد الأعيان الحضور دور رجال الدين المسيحي في الأردن في أن يكونوا صوتًا للحق، ورافعين للوعي، من خلال التوعية بخطر تهويد الآثار والمقدسات المسيحية، وكشف جرائم الاحتلال وانعكاساتها الخطيرة على الأوضاع السياسية والاقتصادية في فلسطين والمنطقة.
وأشاروا إلى أهمية الإرشاد والتوجيه المعنوي، من خلال منابر الكنائس، في تعزيز القيم الوطنية، والهوية الجامعة، والإرث المشترك الغني بالحضارات، الذي يشكّل أساس وحدتنا واستقرارنا، في ظل الشراكة في حماية الأرض، والكرامة، والرسالة.