شريط الأخبار
الأردن يؤكد ضرورة الالتزام باتفاق وقف النار في غزة وإنهاء الحرب ترامب: سأتوجه إلى مصر لحضور توقيع اتفاق غزة 4 شهداء وعشرات المفقودين والجرحى في قصفٍ منزلٍ بغزة وزير الثقافة يرعى حفل تخريج طلبة مركز الفنون بمسرح مركز الحسن الثقافي ترامب: بعض الحاصلين على نوبل للسلام لم ينجزوا شيئًا مقارنة بي وزير خارجية فرنسا: أمن غزة ستحققه شرطة فلسطينية مدربة الرواشدة يزور الباحث في التراث حامد النوايسة ترامب: أنهينا الحرب في غزة وأعتقد أنه سيكون هناك سلام دائم ولي العهد يشيد بموقف فرنسا الداعم لإنهاء حرب غزة والاعتراف بفلسطين ماكرون: توسع الاستيطان في الضفة يتعارض مع خطة ترامب ولي العهد يلتقي مع رئيس أركان الجيش الفرنسي ويزور مقرا للدرك وزراء إسرائيليون يجتمعون لوضع اللمسات الأخيرة على وقف إطلاق النار بغزة رئيس حركة حماس في غزة: الاتفاق يتضمن فتح معبر رفح من كلا الاتجاهين الأمن العام يوضّح ملابسات الفيديو جرى تداوله يظهر إطلاق نار على منزل داخله سيدة في إربد ذوي الطفل محمد الخالدي يناشدون الديوان الملكي الهاشمي العامر الحية: الاتفاق يضمن الإفراج عن جميع النساء والأطفال المعتقلين ولي العهد عبر انستقرام: اليوم الثاني من الزيارة الرسمية إلى فرنسا حمدان: إسرائيل ستفرج عن 250 أسيرًا من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية بوتين: لا حل لملف النووي الإيراني الّا بالدبلوماسية والمفاوضات "السفير القضاة "يواصل حراكه الدبلوماسي في دمشق ويعقد عدة لقاءات

الرواشدة يكتب : هكذا يفهم الأردنيون استقلال بلدهم

الرواشدة يكتب : هكذا يفهم الأردنيون استقلال بلدهم
حسين الرواشدة
على بوابة العام 79 من الاستقلال، يطرق الأردنيون ذاكرتهم المزدحمة بحسابات المواقف والمصاعب والإنجازات، يستذكرون تاريخهم وتضحيات أبائهم وأجدادهم ، لكي تتعزز لديهم الثقة بأنفسهم، والأمل بمستقبلهم، هذا البلد الذي ظل واقفا على حد السيف، انتزع من الجغرافيا بساطة حوران وصلابة البتراء، ومن التاريخ انتصارات اليرموك والكرامة، ودهاء الحُميمة وكُرّار مؤتة، معجون بدماء الشهداء، وكرامات الأنبياء، لم يعقر شقيقا، ولم يخذل مهاجرا التجأ إليه.

يدرك الأردنيون ، تماما ، انه لا معنى للاستقلال بلا حرية وعدالة وكرامة، الحرية التي على أساسها قامت الدولة، وتحررت من الانتداب، وفي فضاءاتها تحرك الآباء والأجداد لصياغة الدستور، وتدشين المسارات، وبناء المؤسسات، والعدالة التي تصهر الجميع في معادلة المواطنة الحقة، وتجعل الجندي والمزارع، والعامل والمعلم ، شركاء في البناء والتضحية، والكرامة التي فك "شيفرتها ” الأردنيون، لتصبح عنوانا لشخصيتهم، كرامة المشروع، وكرامة المعركة، وكرامة النفس، حين ترفض المذلة والهوان. ‏

مهم، بمناسبة يوم الاستقلال، أن يعرف الأردنيون كيف صمدنا ولماذا نجونا من كل العواصف التي واجهتنا، ومهم أن نعترف بهذا الصمود ونعتز به ونقدره، ومهم، أيضا، أن نتوافق على أن وراء هذا الصمود إنجاز اسمه "الدولة " يُسجل باسم الأردنيين الواقفين مع قيادتهم في مواقع العمل والإنتاج، والانتماء والإخلاص، لا في مواقع المتفرجين أو الجاحدين .

لكن الأهم هو أن نعرف كيف نصمد في الأيام القادمة، وهي ربما تكون أصعب من التي مرت، وكيف نحول هذا الصمود إلى حركة بناء وطني، تعيد للأردنيين ثقتهم بمؤسساتهم، وترفع همتهم، وتضمن منعة بلدهم.

‏مهم ، أيضاً، بمناسبة الاستقلال، أن نعيد التذكير بأن لدى الأردنيين ثوابت أشبه ما تكون بالمقدسات، وهي العرش والجيش، ووحدة الجبهة الداخلية الضامنة لاحترام التعددية ومنع الانقسام، ثم المؤسسات والقانون، الأردنيون الذين يؤمنون بالدولة، مهما اختلفت مواقعهم ومواقفهم، لا يسمحون لأحد أن يمس هذه الثوابت التي تشكل، دستوريا وأخلاقيا وتاريخيا، المرجعيات الأساسية والقواسم المشتركة، أو إن شئت، الخيمة التي يستظل بها الجميع، لانهم يعتقدون أنها صمام الأمان للبلد، وسر استقراره واستمراره أيضا.

في هذا الإطار، يفهم الأردنيون معنى الاستقلال، ولأجله يلتفون حول دولتهم، ويغضبون حين يمد العابرون لها ألسنتهم، او يمسوها بسوء، من هنا مر البناة الوطنيون الأوائل الذين كان الأردن، الوطن، قضيتهم الأولى، ومن قلب عمان تفجرت دماء هزاع، كما تفجرت بالقاهرة دماء وصفي، فتحولت إلى أنهار "عزة” تتدفق في شرايين الأردنيين، ومن هنا، أيضا، خرج الشامتون والشطار والعيارون، فأقاموا مزاداتهم باسم البلد، لكنهم خابوا في مراهاناتهم على زواله.

أمام العيون المفتوحة على وطن أراده الأردنيون مشروعا للتحرر، وحاول الآخرون الذين لا يعرفونه أن يكون مجرد ساحة او شركة، تزدحم الأسئلة عن تاريخ لم يكتب كما يجب، وسرديات لم تجد من يصححها، ومحاولات لطمس الذاكرة وجدت من يتاجر بها، وعن حركة سياسية إصابت وأخطأت، اكتشفنا (هل اكتشفنا حقا؟) بعد عقود طويلة أنها بحاجة لمحركات حزبية بروافع وطنية، لا تتسلل اليها التيارات العابرة للحدود ، ولا تختطفها صرخات الذين لا يرون الأردن إلا طلقة في بنادقهم ، او غنيمة يوزعونها على موائدهم .
سلام عليك أيها الأردن العزيز وكل عام والأردنيون بخير .