شريط الأخبار
عاجل : الجيش : الطائرة المسيرة التي سقطت في منطقة الأزرق محملة بالمتفجرات ( بيان ) قائد سابق في الحرس الثوري الإيراني :لم نستخدم التقنيات الصاروخية الحديثة " الأميرة غيداء طلال " تستقبل لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم في مركز الحسين للسرطان نعيم قاسم: لسنا على الحياد وحقوق إيران مشروعة إسرائيل تهاجم مواقع نووية إيرانية مع تصاعد الحرب إيران: "كل الخيارات مطروحة" في حال حصول تدخل أميركي الأمن العام يحذّر من خطورة الاقتراب من الأجسام والمسيّرات، تحت طائلة المساءلة القانونية البيت الأبيض: ترمب سيتخذ قراراً بشأن التدخل في حرب إسرائيل وإيران خلال أسبوعين الرواشده يترأس اجتماع اللجنة العليا لمهرجان الأغنية الأردنية واشنطن: خطط طوارئ لإجلاء الأمريكيين في إسرائيل إلى أين يقود اليمين المتطرف المنطقة.. نتنياهو: نحن بالمرحلة النهائية من القضاء على تهديد إيران النووي والصاروخي إيران تطلق موجة صواريخ جديدة باتجاه الأراضي المحتلة وزير الخارجية يبحث ونظيره الفرنسي جهود إنهاء التصعيد في المنطقة الجراح تشكر توجيهات جلالة الملك لحل مشكلة الأردنيين العالقين في مطار طرابزون الرواشده يرعى احتفالات منتدى البقعة الثقافي برباعية الأعياد الوطنية ( صور ) إطلاق صافرات الإنذار بعد رصد أجسام طائرة في سماء المملكة ارتفاع الإصابات الناتجة عن المسيّرة في الأزرق إلى إصابتين مراد ابو نواس مدير أحوال وجوا زات منطقه حي نزال الاحتلال يزعم إحباط محاولة تسلل أشخاص من الأردن لتهريب أسلحة

الرواشدة يكتب : هكذا يفهم الأردنيون استقلال بلدهم

الرواشدة يكتب : هكذا يفهم الأردنيون استقلال بلدهم
حسين الرواشدة
على بوابة العام 79 من الاستقلال، يطرق الأردنيون ذاكرتهم المزدحمة بحسابات المواقف والمصاعب والإنجازات، يستذكرون تاريخهم وتضحيات أبائهم وأجدادهم ، لكي تتعزز لديهم الثقة بأنفسهم، والأمل بمستقبلهم، هذا البلد الذي ظل واقفا على حد السيف، انتزع من الجغرافيا بساطة حوران وصلابة البتراء، ومن التاريخ انتصارات اليرموك والكرامة، ودهاء الحُميمة وكُرّار مؤتة، معجون بدماء الشهداء، وكرامات الأنبياء، لم يعقر شقيقا، ولم يخذل مهاجرا التجأ إليه.

يدرك الأردنيون ، تماما ، انه لا معنى للاستقلال بلا حرية وعدالة وكرامة، الحرية التي على أساسها قامت الدولة، وتحررت من الانتداب، وفي فضاءاتها تحرك الآباء والأجداد لصياغة الدستور، وتدشين المسارات، وبناء المؤسسات، والعدالة التي تصهر الجميع في معادلة المواطنة الحقة، وتجعل الجندي والمزارع، والعامل والمعلم ، شركاء في البناء والتضحية، والكرامة التي فك "شيفرتها ” الأردنيون، لتصبح عنوانا لشخصيتهم، كرامة المشروع، وكرامة المعركة، وكرامة النفس، حين ترفض المذلة والهوان. ‏

مهم، بمناسبة يوم الاستقلال، أن يعرف الأردنيون كيف صمدنا ولماذا نجونا من كل العواصف التي واجهتنا، ومهم أن نعترف بهذا الصمود ونعتز به ونقدره، ومهم، أيضا، أن نتوافق على أن وراء هذا الصمود إنجاز اسمه "الدولة " يُسجل باسم الأردنيين الواقفين مع قيادتهم في مواقع العمل والإنتاج، والانتماء والإخلاص، لا في مواقع المتفرجين أو الجاحدين .

لكن الأهم هو أن نعرف كيف نصمد في الأيام القادمة، وهي ربما تكون أصعب من التي مرت، وكيف نحول هذا الصمود إلى حركة بناء وطني، تعيد للأردنيين ثقتهم بمؤسساتهم، وترفع همتهم، وتضمن منعة بلدهم.

‏مهم ، أيضاً، بمناسبة الاستقلال، أن نعيد التذكير بأن لدى الأردنيين ثوابت أشبه ما تكون بالمقدسات، وهي العرش والجيش، ووحدة الجبهة الداخلية الضامنة لاحترام التعددية ومنع الانقسام، ثم المؤسسات والقانون، الأردنيون الذين يؤمنون بالدولة، مهما اختلفت مواقعهم ومواقفهم، لا يسمحون لأحد أن يمس هذه الثوابت التي تشكل، دستوريا وأخلاقيا وتاريخيا، المرجعيات الأساسية والقواسم المشتركة، أو إن شئت، الخيمة التي يستظل بها الجميع، لانهم يعتقدون أنها صمام الأمان للبلد، وسر استقراره واستمراره أيضا.

في هذا الإطار، يفهم الأردنيون معنى الاستقلال، ولأجله يلتفون حول دولتهم، ويغضبون حين يمد العابرون لها ألسنتهم، او يمسوها بسوء، من هنا مر البناة الوطنيون الأوائل الذين كان الأردن، الوطن، قضيتهم الأولى، ومن قلب عمان تفجرت دماء هزاع، كما تفجرت بالقاهرة دماء وصفي، فتحولت إلى أنهار "عزة” تتدفق في شرايين الأردنيين، ومن هنا، أيضا، خرج الشامتون والشطار والعيارون، فأقاموا مزاداتهم باسم البلد، لكنهم خابوا في مراهاناتهم على زواله.

أمام العيون المفتوحة على وطن أراده الأردنيون مشروعا للتحرر، وحاول الآخرون الذين لا يعرفونه أن يكون مجرد ساحة او شركة، تزدحم الأسئلة عن تاريخ لم يكتب كما يجب، وسرديات لم تجد من يصححها، ومحاولات لطمس الذاكرة وجدت من يتاجر بها، وعن حركة سياسية إصابت وأخطأت، اكتشفنا (هل اكتشفنا حقا؟) بعد عقود طويلة أنها بحاجة لمحركات حزبية بروافع وطنية، لا تتسلل اليها التيارات العابرة للحدود ، ولا تختطفها صرخات الذين لا يرون الأردن إلا طلقة في بنادقهم ، او غنيمة يوزعونها على موائدهم .
سلام عليك أيها الأردن العزيز وكل عام والأردنيون بخير .