
الباديه الجنوبيه الامل و الالم...خطوات للمستقبل
م رنا
الحجايا
رئيسة بلدية
الحسا سابقا
نتابع بكثير
من الحزن و الالم قضية البحث عن الشاب الصغير هيثم المصبحيين احد ابناء الحسا
مدينتي , الذي سحبته الفيضانات المفاجئة اثناء قيامه بالرعي للاغنام و الابل لمساعدة
والده العاطل عن العمل كما المئات من ابناء اللواء , وهو لم يتجاوز بعد 17 عشر من
عمره حيث غرق في حفريات عميقه جدا لاستخراج الفوسفات , علينا ان نتمتع بالشجاعه و
الكثير من الصدق لكي نستطيع ان نشخص الحاله التي تمر بها الباديه الجنوبيه وهو
تشخيص يهدف الى ايجاد حلول حقيقيه.
تحتوي
البادية الاردنيه على موطن لنظم بيئية فريدة ومجتمعات محلية مرنة، إلا أنها تواجه تحديات
كبيرة ناجمة عن تغير المناخ وندرة المياه والتهميش الاقتصاده حيث انها محرومه من
الاستفاده من الفرص الاقتصادية ، مما دفع بارتفاع معدلات البطالة في كثير من الأحيان
20% ، كما أن ندرة المياه تُفاقم انعدام الأمن الغذائي. ومع ذلك، توفر المراعي الشاسعة
للبادية وتراثها الثقافي إمكانات غير مستغلة لمشاريع السياحة البيئية، والطاقة المتجددة،
والتكيف القائم على النظم الإيكولوجية.بالرغم من تأكيد رؤية الأردن 2025 والمساهمات
الوطنية المحددة بموجب اتفاقية باريس على التنمية المستدامة في البادية، بما يتماشى
مع خطة العمل الوطنية للنمو الأخضر 2021-2025 الا ان الخطوات لا زالت محدوده.
وتعدّ منطقة البادية الجنوبية في الأردن،
عنصرًا أساسيًا، بالرغم من اغفاله ، في المشهد السياسي والاستقرار الإقليمي في الأردن.
وتواجه المنطقة، تحديات سياسية فريدة تتقاطع مع ديناميكيات اجتماعية واقتصادية وبيئية
وجيوسياسية. ولا تقتصر هذه التحديات على تأثيرها على الحوكمة المحلية والتماسك المجتمعي
فحسب، بل لها أيضًا تداعيات على دور الأردن كقوة استقرار في منطقة الشرق الأوسط المتقلبة..
التحديات الاساسيه في البادية الجنوبية
التهميش الاقتصادي:
تُعدّ البادية الجنوبية من أكثر مناطق
الأردن فقرًا، حيث ترتفع فيها معدلات البطالة وتعاني من محدودية البنية التحتية، و
تشتت الاداره المحليه و غياب التخطيط .مما يُفاقم الصعوبات الاقتصادية حيث ادى غياب
المشاريع الاقتصاديه الحقيقيه لدفع ابناء المنطقه لاعتمادهم على سبل العيش التقليدية،
مثل رعي الماشية، و التي أصبحت غير مُجدٍيه بشكل متزايد بسبب التدهور البيئي، غلاء
الاعلاف غياب سياسات الحصاد المائي الفعاله ,وغيرها مما دفع المجتمعات المحلية نحو
بدائل اقتصادية هشة مثل مصانع الملابس الجاهزة للتصدير و التي تشكل بحد ذاتها
مشكله من حيث تدني الرواتب و طول ساعات العمل وغياب التدريب و بل عدم توطين اي
مهاره يمكن ان تكون قوة اقتصاديه.
علينا ان نملك الشجاعه لنشير ان هذة
الظروف تؤجج السخط الاجتماعي، والتي تعكس مظالم أوسع نطاقًا ضد التفاوت الاقتصادي والإهمال
الحكومي.
فأن حجم السخط سيزيد من ارهاق الحكومات
في الأردن والتي اعتادت الى التعامل مع هذا الملف غالبًا من خلال تدابير
أمنية أو تنازلات مؤقتة لصالح افراد و ليس للمجتمع ككل , في حين لا حلول شامله او
حقيقيه يتم طرحها وهذا الاسلوب يُخاطر بإمكانية
ظهور احتجاجات في حال استمرار فشل الإصلاحات الاقتصادية، مما يُشكّل تحديًا لصورة الأردن
كـ"منارة للاستقرار".
اضعاف القيادات في الباديه الجنوبيه :
لقد همّشت معظم الحكومات ابناء
الباديه الجنوبيه الفاعلين تحديدا ، حيث
استعانت بمسؤولين غير مدركين لاهمية العمل الشمولي نحو تطوير الباديه الجنوبيه وسط
تجاهل واضح و كامل من طرفهم لواقع المنطقه ضمن منهجيه ادت الى اتساع فجوه العمل
التنموي و غياب الصوت الحقيقي لابناء المنطقه والذي ادى الى وجود انفصال بين سياسات
الدولة والاحتياجات المحلية.
فمن الناحيه السياسية فالمشاركه
محدودة و لاول مره تظهر جانب اللامبالاة والاستياء
في الانتخابات البرلمانيه و قبلها البلديه مما انعكس بضعف المخرجات ، بل ادى إلى تبني
الشباب في البادية الجنوبية لاحزاب المعارضه، حيث تشتد البطالة وانعدام الآفاق.
حيث ظهر ذلك دليا في التصويت الكبير لحزب جبهة العمل الاسلامي باعتباره ممثلا
لجناح المعارضه بالدرجه الاولى، او هذة الاحزاب اعتادت على استخدام المظالم الاقتصادية
لحشد الدعم محليا اما إقليميًا، ومستقبلا سيكون هناك انخفاض في المشاركه السياسيه مما سينعكس سلبا على جهود التحديث السياسي.
المخدرات بين التجار و صغار المروجين
:
يعتقد الكثيرين من ابناء الباديه
الجنوبيه ان الدوله أهملت مكافحة المخدرات في مناطق الباديه الجنوبيه و خاصه
الحشيش المخلوط بمواد مهلوسه حيث اصبح من الواضح ان التجار تطور دورهم وحصلوا على تغطية اوسع و التركيز فقط على المروجين الصغار و الذي ادى
الى انتشار واسع لهذه المادة حيث هناك حاجه الى اجراء فحوصات كشف لتقدير الموقف من
حالات الادمان و تطورها في ظل غياب ارقام تتعلق بعدد و حالات الادمان و مدى
انتشارها بين الاطفال القصر , هذة المشكله زادت من حالة الغضب لدى ابناء الباديه و
الذين يشاهدوا ارتفاع معدلات الجريمه و الحوادث تحت تاثير هذة المواد.
الاردن قوة الاستقرار في المنطقه :
تُعدّ قدرة الأردن على إدارة التحديات
السياسيه جزءًا لا يتجزأ من دوره ك "ركيزة للاستقرار" في منطقة تشهد صراعات
في سوريا والعراق والساحة الإسرائيلية الفلسطينية. إن السياسة الخارجية المعتدلة للمملكة،
والتزامها بالسلام مع إسرائيل، وتعاونها في مكافحة الإرهاب مع الولايات المتحدة وحلفاء
الناتو، تجعلها محورًا مهما للاستقرار و
تبادل المصالح الغربية..
في المقابل، يُمكن لمعالجة قضايا البادية
الجنوبية أن تُعزز دور الأردن الإقليمي. فالاستثمار في التنمية الاقتصادية،التي
تتبنى حاجات الباديه الجنوبيه وخاصه التدريب المهني الحقيقي و الفاعل في مجال صيانة الاليات الثقيله من خلال انشاء مركز مهني متقدم في منطقة
الباديه واستغلا المباني الفارغه الموجوده في لواء الحسا و تتبع لشركة الفوسفات
لجعلها مركزا اقليميا للتدريب المهني (الحقيقي و الفعال) وانشاء محطات التدريب الرقمي للشباب و
المهتمين و انشاء مصانع تحويليه للفوسفات
وخاصه الاسمده وفق اعلى مستويات الحمايه البيئيه و الاجتماعيه و تطوير تعدين
النحاس و استغلال السياحة البيئية و تعزيز سياسات الحصاد المائي لاستصلاح المراعي
(مثل مشروع النظام البيئي وسبل العيش في البادية)، يُمكن أن يُسهم في استقرار المنطقة،
مما يُعزز صورة الأردن كدولة مرنة قادرة على إدارة الضغوط الداخلية والخارجية.
كما أن تعزيز القيادات المجتمعيه الحقيقيه في
الباديه ووقف العبث في منظومة الامن المجتمعي , و تعزيز المنطقه بحكام اداريين
اكفاء ومتمكنين , لبناء علاقه شامله مع المجتمع المحلي في الباديه الجنوبيه عوضا
عن حالة الانتقائيه في التعامل مع المجتمع المحلي مجتمعاتها المحليه من شأنه أن يُعزز
الامن و الازدهار مما سينعكس على جهود الوساطة الأردنية الاقليميه ودورها ضمن محور مكافحة الارهاب و المخدرات ، وهي
جهود بالغة الأهمية لعمليات السلام الإقليمية.
اقليما هناك ضرورة لدور اردني فاعل و
متقدم لذلك من المهم معالجه القضايا
الهيكليه في الباديه واهمها الحوكمه وهي دعوة إلى حماية المستقبل و تحصين المخرجات
السياسيه في الاردن.
للتواصل:
م رنا خلف الحجايا
البريد الإلكتروني:
الهاتف: 00962797274707