
الذكاء الإصطناعي..وظائف ستتساقط كأوراق الشجر.
القلعة نيوز -
هناك لحظة تاريخية فارقة تُصنع فيها العجلة، او الثورة الصناعية، او الطابعة، او الحاسب الألى، او الرقمنة والذكاء الإصطناعي، هنا تسقط أوراق الشجر، هنا فصل الخريف، للكثير من المهن والعمالة والموظفين، هنا حرفيا تبدأ دورة جديدة من دورات الحياة، تدور الأرض والتاريخ، ويبدو ان هناك قفزات إنسانية تحدث، وهنا تأخذ الأرض شكلا جديدا بدورة جديدة.
هنا يُحكم الخوف قبضته، على صانع القرار ومتلقيه معا، هل سيمضى في إتجاه العجلة، او السيارة، او الحاسوب، او الرقمنة برغم ما تحمله هذه الخطوة من نتائج، وظائف ستتساقط كأوراق الشجر، هنا مقاربة تاريخية، اقتصادية، انسانية، وربما هناك بعد إنساني أخر يجب الإلتفات إليه.
وهو كيف سيكون اثر كل ذلك على العلاقات الإجتماعية، وعلى تلك الحاجات النفسية، المرتبطة بالحضور الإجتماعي، والتقدير للنفس والأخر، وحاجة الأخر لك وحاجتك له، الإنتماء، دورك في هذه الحياة، إذا كان كل شيء يتم من خلال الالة، هل ما يحدث اليوم من إنسحاب البعض من الحياة العامة، والإنعزال في مناطق بعيدة عن الحضارة، وكل ما يتعلق بها مرشح لأن يزداد، إين سيذهب التعاطف، والحدس، وروح الدعابة، والحضور الروحي، والتفاعل الإنساني المباشر، في ظل الإزدياد الكبير للتفاعل مع الآلة، واللجوء إليها في النصح والمحادثات وحتى الشكوى والمشاعر.
ستربح الآلة في الإنجاز والكفاءة والأداء، ولكنها ستخسر في القيمة والحضور والإلهام والدفء، ومن هنا نبدأ، قد تعطينا الرقمنة حلول سحرية للكثير من المشاكل اليومية والروتينية، والضعف في الإنتاج والإنجاز والكفاءة، وقد تحقق وفرا هائلا لكل من الحكومات والقطاع الخاص.
ولكننا لن ننجح بدون خطة توظف الإبتكار والإبداع، وتراعي الأثر المجتمعي والإستدامة، اليوم نجد أن الغرب يراعي تلك الجوانب، التي تستخدم الإنسان في الإنتاج، ويدفع لها بسخاء، فكم نقف تأخذنا الدهشة، فهذا يأخذ ألافا مقابل لوحة فنية، وهناك حفلة موسيقية تحتاج إلى مبلغ ضخم لحضورها، ومن هنا تدرك أن هناك جوانب في الحياة، قائمة على خلق تلك القيم والتواصل، واحترام الفن الهادف، والإبداع اليدوي الإنساني، فقد تدخل مطعما وتدفع ثمنا وجبة عادية مبلغا كبيرا.
نستطيع المضي قدما بقوة في الرقمنة والإعتماد على الذكاء الإصطناعي، ولكن يجب أن نعطي قدرا كبيرا، لمعاناة الإنسان وحاجاته اليومية، والحياتية، والنفسية، والعاطفية حتى ننجح.
إبراهيم ابو حويله...