شريط الأخبار
ترامب: عقدت اجتماعا بناء للغاية مع ممداني السفير الايراني لدى السعودية يكشف تفاصيل رسالة بزشكيان إلى بن سلمان قبل زيارته واشنطن صورة لافته للوزير الرواشدة مع الطفل الثوابي ترامب يريد من أوكرانيا قبول خطة واشنطن للسلام بحلول الخميس "السفير القضاة ": نجاح كبير للملتقى الأردني-السوري للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بوتين: الخطة الأميركية لأوكرانيا يمكن "أن تشكل أساسا لتسوية نهائية" للنزاع الأمم المتحدة: استشهاد 67 طفلاً في غزة منذ وقف اطلاق النار الحملة الأردنية الإغاثية توزع وجبات أرز ولحم على النازحين جنوب غزة خبراء يحذرون من تداول المعلومات عبر التواصل الاجتماعية دون تحري الدقة ترامب يستقبل ممداني مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يشارك في تشييع جثمان الوزير والعين والنائب الأسبق جمال حديثه الخريشا وزير الخارجية السنغافوري: سنعترف بالدولة الفلسطينية في الوقت المناسب الحاج توفيق: تحسن في سوق سوريا وفرص واعدة للشركات الأردنية الملاحمة والعضيبات نسايب .... " الوزير قفطان المجالي يقود جاهة عشيرة الملاحمة / الطراونة" إلى عشيرة العضيبات في جرش ( صور ) انطلاق الملتقى الأردني - السوري للاتصالات والتكنولوجيا في دمشق خطة السلام الأميركية: تنازلات قاسية لأوكرانيا وتمكين موسّع لروسيا أوامر إسرائيلية بالاستيلاء على أراضٍ جديدة في طوباس والأغوار السفير القضاة : مشاركة مميزة للشركات الأردنية بمعرض تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في دمشق وزير الثقافة : الاستجابة لدعوة "ولي العهد "بتوثيق السردية الأردنية هي التزامٌ بتعزيز الهوية الوطنية وترسيخ ذاكرة الأردن الجامعة رئيس مجلس الأعيان ينعى العين السابق جمال حديثه الخريشا

الحرب على غزة...هل اعتدنا المشهد؟!

الحرب على غزة...هل اعتدنا المشهد؟!
القلعة نيوز..
هيفاء غيث
الحرب على غزة...هل اعتدنا المشهد؟!
في يومٍ جديد من الحرب المستمرة على قطاع غزة — يوم لا يحمل من الاختلاف سوى تاريخٍ جديد على رزنامة الألم — تصحو غزة مجددًا على دخان القصف، على بكاء الناجين، وعلى أسئلة لا تجد إجابات. اليوم هو اليوم الـ675 منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، حيث تخطى الزمن كل تصور، حتى صار الموت حدثًا "يوميًا"، لا يحرّك من ضمير العالم إلا البيانات المكررة: "نشعر بالقلق"، "ندعو لضبط النفس". لكن، هل فعلاً اعتدنا المشهد؟
موت بلا توقف أكثر من 58,000 إنسان استشهدو حتى الآن، بينهم قرابة 18,000 طفل. هؤلاء لم يكونوا مجرد أرقام — كانوا أسماء، ضحكات، أحلامًا صغيرة نامت للأبد تحت الركام، طفلةٌ في الثالثة تموت جوعًا في حضن والدتها... شابٌ في العشرين يُسحب جسده المتفحم من تحت الأنقاض...عائلة كاملة تُباد في دقيقة واحدة لأن خطأً ما في "الإحداثيات" حدث.
هل ما زال هذا "خبرًا" يستحق وقفة، أم أنه مشهد مرّ عليه الناس في عجالة بين تنبيهات هواتفهم؟ جوع يفتك في الوقت الذي يخطط فيه البعض لعشاء فاخر، هناك في غزة من يُقضون نحبهم أمام شاحنات المساعدات، أكثر من 244,000 إنسان في حالة "انعدام تام للأمن الغذائي"، الرضع يموتون في المستشفيات، لا لأنهم ولدوا بمرضٍ ما، بل لأن لا حليب، لا كهرباء، ولا أمل. مستشفيات قصفت، مخازن أدوية دُمّرت، وآخر جهاز أكسجين بات يُستعمل لخمسة مرضى بالتناوب.
نزوح لا ينتهي أكثر من 700,000 إنسان نزحوا مجددًا في الأشهر الأخيرة، نزوح من ركام إلى ركام، من خيمة إلى خيمة، من "منطقة آمنة" قيل إنها كذلك قبل أن تُمسح عن وجه الأرض،الأطفال لا يسألون "متى نرجع بيتنا؟" — فهم لم يعرفوا بيتًا أصلًا، جيلٌ كامل يُربّى في ظلال الحرب، ولا يعرف من الطفولة سوى صوت الطائرات.
عالم صامت.. الصمت اليوم لم يعد مجرد تقاعس، بل تواطؤ، حين لا يتحرك الضمير العالمي أمام مجاعة، وقصف لمرافق صحية، وقتل جماعي أمام كاميرات العالم ، هذا ليس صمتا بل قبولا، ما عاد الإعلام يضع الخبر في صدارة نشراته، ما عادت المجالس تعقد جلساتها الطارئة، وما عادت صرخات الأمهات تخترق الجدران.
ماذا تبقّى؟ تبقى قلب أم، تبكي على حفنة تراب كانت قبل أيامٍ مهداً لطفلها، تبقى طفل يبحث عن شقيقه بين الركام، لا يعرف أن جسده تمزّق في الغارة، تبقّى جيل، تتشوه فيه معاني الأمن، الحياة، والأمل، إذًا، لا... لم نعتد المشهد! نحن نُخدّر أنفسنا، نعم. نغضّ الطرف، نغيّر القناة، ونقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله". لكن غزة لا تملك رفاهية "التغاضي"، هي تحترق كلّ يوم والعالم ينظر. إن كنا قد اعتدنا المشهد، فغزة لم تعتده، هي تقاوم، تبني، تنجب، وتصرخ: "أنا حيّة رغم كل شيء!" فلنتذكر: كل رقم في غزة، هو إنسان، وكل صمت هو خيانة لدمعه.