
القلعة نيوز- بقلم الدكتور محمد نصرالله فرج
الدكتور أكرم اطراد الفايز هو قامة وطنية وركن من أركان العطاء العلمي والقيادي في الأردن. دكتور في القانون، محاضر بارع، عميد لكلية الحقوق، وعميد الدراسات المسائية. ورئيس قسم القانون العام ورئيس للجامعة بالوكالة
لعده مرات في جامعة الإسراء، ترك بصمة عميقة في نفوس الطلبة وأبناء الوطن، وكان دائما حاضرا في ميادين المسؤولية والعلم.
ينحدر الدكتور أكرم من بيت وطني عريق، فهو ابن الشيخ طراد المسلط الفايز، الرجل الذي عرف بصلابته وحكمته وبدوره المشرف في الإصلاح والصلح العشائري، "فكاك النشب" وأحد أبرز رجالات الأردن. هذا الإرث الوطني رسخ في شخصيته عشق الأردن حتى الجنون، فشب على قيم الولاء والانتماء، مؤمنا أن خدمة الوطن شرف لا يوازيه شرف.
اليوم، حين نسمع أن الدكتور أكرم الفايز يغادر إلى دولة قطر الشقيقة والعزيزة على قلوبنا ليواصل رسالته العلمية أستاذا في الجامعة الفرنسية، نشعر بالحزن ونطرح أسئلة موجعة كيف لقامة بهذا الوزن أن تترك لتغادر؟
إننا لا نقبل أن تهمل الكفاءات الوطنية المخلصة. فالدكتور أكرم الفايز هو نموذج حي للقيادة، رجل قادر على العطاء، مؤمن بأن الأردن أغلى ما نملك، وأن شباب الوطن هم ذخيرة المستقبل. وخسارة وجوده في الخارج لا تعوض.
إن الحفاظ على الكفاءات الوطنية ليس خيارا ترفيهيا، بل هو واجب وطني واستثمار استراتيجي في مستقبل الدولة. فالأمم التي تدرك قيمة أبنائها المبدعين تحتضنهم وتوفر لهم البيئة الخصبة للإبداع والعمل، كي لا تضطر إلى البحث عن فرص خارج حدود الوطن. رحيل أصحاب الخبرة والعلم، كما هو حال الدكتور أكرم الفايز، يترك فراغا لا يمكن تعويضه بسهولة، ويكشف حاجة الأردن الملحة إلى وضع سياسات عملية تحافظ على هذه الطاقات وتوظفها في مواقع القرار وصناعة المستقبل.
الأردن اليوم بأمس الحاجة إلى أمثال الدكتور أكرم، إلى رجالات يحملون الولاء في قلوبهم والكفاءة في عقولهم، رجال يقدمون الغالي والنفيس من أجل رفعة وطنهم. لا نسمح أن تظل هذه القامات في الظل، بينما البلاد بحاجة إلى سواعدها وعقولها.