كابتن أسامه شقمان
في عالمٍ يعاني فيه الأداء الحكومي من تكرار الوجوه وتكرار النهج، يبرز اسم صبيح المصري كأحد أكثر الشخصيات المؤهلة لقيادة مرحلة اقتصادية-إدارية جديدة في الأردن. فهو ليس مجرد رجل أعمال ناجح، بل نموذج لرجل دولة غير التقليدي: عملي، نظيف اليد، واسع الخبرة، ومتشابك مع مصالح الناس اليومية لا من باب الشعارات، بل من باب الفعل والعمل والتأثير الحقيقي.
رجل صنع نفسه… وصنع أثراً مستداماً
ولد صبيح المصري في نابلس قبل أن يشق طريقه في السعودية، حيث بدأ من الصفر في تأسيس أعماله، معتمداً على العمل الشاق والذكاء التجاري والانضباط المالي. ومع توسع نشاطه عاد بثقله إلى الأردن ليصبح أحد أهم المستثمرين في القطاعات السياحية والمصرفية والعقارية.
لم يأتِ نجاحه عبر إرث مالي، ولا عبر نفوذ سياسي، بل عبر قصة كفاح طويلة صنعت منه رمزاً اقتصادياً يحظى باحترام الداخل والخارج.
إسهاماته في الأردن… دولة داخل دولة من الإنجاز
حين نتحدث عن استثمارات المصري في الأردن، فنحن لا نتحدث عن مشاريع عابرة، بل عن ركائز اقتصادية قائمة:
مجموعة زارا للاستثمار السياحي التي أدارت وتملك سلسلة من أهم الفنادق والمنشآت السياحية في المملكة، ما جعلها لاعباً أساسياً في قطاع السياحة.
مساهماته في العقبة عبر مشروع آيلة الذي أعاد تعريف الشريط الساحلي للمدينة، وخلق فرص عمل، ورفع قيمة المكان الاقتصادية.
البنك العربي الذي تولى فيه رئاسة مجلس الإدارة، وهو واحد من أكبر المؤسسات المصرفية في الشرق الأوسط، ما يعكس حجم الثقة الدولية بشخصه وخبرته.
هذه الإنجازات لم تكن أعمالاً خاصة فقط، بل كانت مشاريع دعمت الاقتصاد الوطني، ورفعت من حجم الاستثمار وتنافسية الأردن.
الجانب الإنساني… ما يميّز رجل الدولة عن رجل الأعمال
من يعرف صبيح المصري عن قرب يعرف أنه إنسان قبل أن يكون رجل مال. ساعد عائلات بصمت، دعم طلبة، وقف مع محتاجين، وقدم الكثير دون ضجيج إعلامي. تواضعه وابتعاده عن الأضواء، رغم حجم حضوره الاقتصادي، يجعلان منه شخصية قريبة من الناس، وهو ما يفتقده الأردن اليوم في قيادته التنفيذية.
لماذا يجب أن يكون صبيح المصري رئيس وزراء؟
1. إدارة الدولة تحتاج إلى مدير ناجح وليس إلى خطيب سياسي
الأردن في مرحلته الحالية يحتاج إلى قائد يفهم الأرقام، يستطيع قراءة الأسواق، ويمتلك القدرة على تحويل الخطط إلى نتائج. والمصري يمتلك هذه الصفات كلها.
2. شبكة علاقاته الدولية رصيد للدولة
علاقاته الاقتصادية في الخليج والعالم العربي والغربي يمكن أن تعيد فتح أبواب استثمار وتمويل تحتاجها البلاد.
3. رجل بلا أجندة سياسية ولا أطماع سلطوية
وجود شخصية مستقلة ذات نفوذ غير قائم على السياسة يجعلها مرشحاً نزيهاً وصادقاً لمرحلة تحتاج الشفافية الحقيقية.
4. فهمه العميق لبيئة الأعمال الأردنية
خبرته داخل الأردن تجعله يعرف أين تكمن العوائق، وما هي الإصلاحات المطلوبة لتحسين بيئة الاستثمار وخلق فرص عمل.
5. نموذج يوحّد ولا يفرّق
المصري شخصية تحظى بتقدير كبار الاقتصاديين ورجال الأعمال، وكذلك احترام الشارع. وهذا مزيج نادر.
ختاماً… رجل بحجم وطن
لا يحتاج صبيح المصري إلى منصب كي يثبت نفسه، فقد أثبتها منذ عقود. لكن الأردن، بكل التحديات التي يواجهها، يحتاج إلى شخصيته القيادية، إلى خبرته العملية، وإلى قدرته على بناء بيئة اقتصادية قوية ومستقرة.
إن المطالبة بصعود شخصيات مثل صبيح المصري إلى رئاسة الوزراء ليست ترفاً فكرياً، بل ضرورة وطنية تُعبّر عن رغبة حقيقية في التغيير والإصلاح. فهو الرجل الذي صنع نفسه، وصنع أثراً، وبوسعه أن يصنع نهضةً أردنية-حديثة لو أُتيحت له فرصة القيادة.




