بلال حسن التل
بعض الذين يكتبون أو يحاضرون أو يحاورن بل و يخططون للأردن، يفعلون ذلك دون أن يعرفوا الأردن لأنهم لم يقرؤوا تاريخه قراءة متكاملة بهدف البناء عليها وضمان استمرار مسيرته و تعظيم إنجازاته، لأنهم لو فعلوا ذلك لما انساقوا وراء دعوات منظمات مشبوهة تعتمد على التمويل الأجنبي وتتعمد تجاهل تاريخنا وانجازاتنا الوطنية، من ذلك ان هؤلاء لا يعرفون ان الأردن قام على أكتاف شبابه وفي طليعتهم ملوكهم فجلالة الملك عبدالله الاول أسس الدولة الأردنية الهاشمية، وهو دون الأربعين من عمره، أما الملك الباني جلالة المغفور له بإذن الله فقد تولى مسؤولياته الدستورية وهو في الثامنة عشرة من عمره، وفي ظل ملوك بني هاشم كان الشباب الأردني يتولى المسؤوليات الجسام في مواقع الدولة بعد ان مكنهم مجتمعهم الأردني مبكرا وأعدهم إعدادا متميزا من خلال التجربة العملية وليس من خلال التنظير المستورد الذي يدل على ان هؤلاء الذين يثرثرون عن الشباب الأردني وتمكينه، متناسين ان الملك الباني المغفور له الحسين بن طلال تولى مسؤولية الحكم وهو في الثامنة عشرة من عمره فقاد سفينة الوطن بمهارة أوصلته الى شواطئ الأمان رغم كل العواصف التي واجهته، وينسون ان هزاع المجالي استشهد وعمره اثنان واربعون عاما بعد ان كان رئيسا للوزراء ورئيسا للتشريفات الملكية ورئيسا لبلدية عمان عاصمة الأردن ونائبا في البرلمان ومحاميا وحزبيا. كل هذه الانجازات وغيرها حققها الشهيد هزاع المجالي وهو في شرخ شبابه.
ومثل هزاع كان الشهيد وصفي التل الذي فارق الحياة ولم يتجاوز عمره الواحد والخمسين عاما شكل خلالها ثلاثة حكومات بعد ان كان دبلوماسيا وسفيرا ومديرا عاما للتوجيه الوطني ثم لاذاعة المملكة الاردنية الهاشمية وبعد ان قاتل قبل ذلك في فلسطين كأحد قادة جيش الإنقاذ، وكان رحمه الله متسلحا بتجربة حزبية عريضة
أما الشريف عبد الحميد شرف الذي صار وزيرا وهو في الخامسة والعشرين عاما من عمره وتوفي رئيسا للوزراء وهو في الاربعين عاما من عمره رحمه الله. بعد أن شغل العديد من المواقع القيادية في الدولة الأردنية وكان هو الآخر صاحب تجربة حزبية حقيقية.
هذه مجرد نماذج مشرقة للشباب الأردني تؤكد كم هو الشباب الاردني ممكن ومفتوحة امامه الابواب إن أخذ هو بالأسباب فأهّل نفسه علميا، وخاض تجارب الحياة العامة كما كانت تفعل الأجيال السابقة من شباب الأردن الذين بنوا وطنا نعتز به فكيف سيصير الأمر لو كان هؤلاء الذين ينظرون للشباب الأردني يعرفون الأردن
حق المعرفة؟.
الراي




