يدور الآن جدل واسع تتراوح حدته بين الشديد والمتوسط بأوساط قيادات نقابية حالية وسابقة في نقابتي المهندسين والاطباء ونشطاء في النقابات حول من يتحمل المسؤولية عن الأوضاع الصعبة التي وصل اليها صندوقا التقاعد في النقابتين.
لاتنحصر الأوضاع الصعبة لصناديق التقاعد النقابية بصندوقي نقابتي الأطباء والمهندسين، فهناك صناديق تقاعد أخرى تعاني، أو قد تعاني في المستقبل القريب لعدم قدرتها الآن أو بعد حين على تأمين الرواتب التقاعدية للمنتسبين اليها من المتقاعدين، ولضعف وارداتها مقارنة بمصاريفها.
الجدل حاد في نقابة المهندسين بين المسؤولين عن قائمة "نمو” التي تسيطر الآن على مجلس نقابة المهندسين بعد فوزها بالانتخابات، وقائمة "انجاز” التي سيطر ممثلوها لنحو 30 عاما على النقابة حول من يتحمل المسؤولية، فقائمة "نمو” أو ما يسمى بالقائمة الخضراء وحلفاؤها تحمل المسؤولية للمجالس السابقة والتي كانت تسيطر عليها دائما وبشكل كامل تقريبا "انجاز” او ما يسمى بالقائمة البيضاء، وترى وتتهم أن بعض المجالس بسياساتها أو قراراتها التي تشوبها شبهة فساد أوصل الصندوق لوضع صعب لايحسد عليه.
، فيما تؤكد "انجاز”، أنها كانت مسؤولة عن تطور ونمو الصندوق، وأن الظروف الموضوعية وصعوبة الاستثمار وخصوصا بالاسهم في السنوات الأخيرة، وعدم عدالة الاشتراكات التي يدفعها المنتسب للصندوق هي ما أوصل الصندوق لما وصل إليه من وضع صعب، وتشير إلى أن ممثلي قائمة "انجاز” خلال سنوات رفعوا العديد من القضايا بخصوص الصندوق أو شبهات فساد بحق اعضاء ومجالس نقابية سابقة، وبرأ القضاء المتهمين، ما يوجب اغلاق هذه الصفحة.
وفي نقابة الاطباء يدور حوار حول وضع الصندوق، ولكن حدته لم تصل لحدة الحوار الدائر بنقابة المهندسين، ولكنه مع ذلك حاد، وهناك اتهامات من قبل أطباء ونشطاء للمجالس السابقة بأن قراراتها واجراءاتها ما أوصل الصندوق لهذا الوضع الكارثي، حيث لايستطيع دفع رواتب الاطباء المتقاعدين بانتظام.
ومع أهمية هذا الجدل الدائر في نقابة المهندسين والأطباء، إلا أن الأهم البحث عن حلول جذرية تستطيع انقاذ الصندوقين وغيرهما من الصناديق التقاعدية في النقابات المهنية من مصيرهما المحتوم، في حال لم تكن هناك قرارات وخطوات انقاذية.
صندوقا التقاعد في نقابتي المهندسين والأطباء ترتب عليهما خلال السنوات الماضية التزامات كرواتب تقاعدية تقدر بملايين الدنانير ، وعدم القدرة على تأمينها، أو حل الصندوقين لا سمح الله، سيتسبب بأوضاع كارثية لهؤلاء المتقاعدين.
وقد يكون هناك آثار سلبية على الاقتصاد، لاستثمار هذين الصندوقين بأسهم شركات، وببيع وشراء الأرضي.
لايجوز ترك الصندوقين يعانيان، يجب وبالضرورة البحث عن حلول منطقية قادرة على اخراجهما مما آلا اليه من وضع مأساوي. كما يجب أيضا ايجاد الحلول الايجابية لباقي صناديق التقاعد النقابية التي تعاني من أوضاع صعبة وخطرة.
اعتقد، أن هناك حاجة لحوار نقابي جاد ومسؤول، على مستوى كل نقابة، ويمكن على مستوى النقابات، لايجاد حلول لإنقاذ صناديق التقاعد.
وبهذا السياق، أعتقد أن نقابة الصحفيين كانت حكيمة عندما حلت صندوق تقاعدها، قبل أن تفرض عليه التزامات للاعضاء ولغيرهم. فلو انتظرت حتى يترتب عليه التزامات للمتقاعدين من اعضائها، لما تمكنت من حله، وكانت هناك مشكلة حقيقية، سيما أن تغذية هذا الصندوق ستكون صعبة، ولن تتمكن ادارته من توفير ايرادات مناسبة تغطي مصاريفه ونفقاته.