القلعة نيوز : د.فائق حسن فراج
المعلم يعيش من قهر إلى قهر ومن ظلم إلى ظلم أكبر وقمع مقصود وهناك من يحاربه علناً وبالخفاء لاحتجاجه لنيل مطالبه الحياتية وبالقانون وبما يكفله له الدستور .
المعلم يعطي ويضحي في تقديم العلم والمعرفة لمنهاج يتم تدريسه للطالب في المراحل الدراسية من الأساسي إلى الثانوي ، ويقدم أيضاً النصح والإرشاد للطالب وهو داخل مدرسته وصفه .
البعض من أصحاب القرار ليس فقط يرفضون إعطاء المعلم حقوقه المالية ليناسب راتبه الغلاء وارتفاع الأسعار بل هناك من يعمل على اتخاذ قرارات لعمل حالة من الفوضى وتحميل المعلم المسؤولية تحت ذرائع أن الطالب له حقوق على المعلم الذي أضرب وتوقف عن التدريس لهم .
جسور الثقة اهتزت بين المعلم والنقابة التي تمثله وتحميه وتطالب بحقوقه وما بين المسؤول إن كان وزارة التربية والتعليم أو في أي موقع آخر والمواطن يرى ويسمع بوضوح أن المجتمع قد انقسم والهوة تكبر بين المعلم والمسؤول لا بل حصلت ممارسات مست كرامة المعلم والرفض الرسمي لمطالب المعلم تزداد إصراراً ووصلت بعض القرارات الرسمية إلى إنزال عقوبات بحق المعلم المضرب عن عمله التدريسي رغم تواجده داخل مدرسته .
الذرائع والحجج والتبريرات التي يسوقها المسؤول ليحمل المعلم بإلحاق أضرار بحق الطالب في حصوله على التعليم وتلقي الدروس أزعجت الكثير من أولياء الأمور .
كان ومازال المعلم قدوة ومثالاً حسناً وجيداً ومحترماً أمام الطلاب وأفراد المجتمع الأردني ،ونال سمعة طيبة لخبراته وكفاءته داخل وخارج الوطن ومازالت بعض الدول تفضل التعاقد مع المعلم الأردني لتدريس وتعليم ابنائها .
أما الحجج والتبريرات والأعذار التي تأتي بتصريحات على لسان وزير هنا أو هناك أن المال الرسمي غير متوفر لإعطاء المعلم زيادة مالية بينما إذا أراد صاحب القرار أن يوفر هذه المبالغ لمشروع آخر أو لمؤسسة أو وزارة أو هيئة ليس المواطن بحاجة إليها وتشكل عبئاً على الخزينة وتوفر وظيفة لمحاسيب فهو يتدبر أمره ويحقق ذلك بإيجاد مصادر التمويل المالي .
كرامة المعلم واحترامه يكون أساسه بتوفير الدخل المالي المناسب لتغطية مصاريفه ونفقاته المعيشية ليستمر عطائه وتضحياته لخدمة المجتمع الأردني والطلاب ، ومهما عارض ورفض المسؤول أن يقترب من المعلم وتحميله المسؤولية وجعله المذنب ولن يتم تحقيق مطالبه أبداً فهو المسبب الخسارة للوطن .
عشرات الآلاف من المعلمين والمعلمات العاملين في القطاع الحكومي يعيلون أسراً وعائلات ولهم الأولوية في تحسين أوضاعهم الحياتية والمعيشية اليومية وهم يمكن وصفهم بالنخب الفكرية والثقافية والتربوية والتعليمية .