القلعة نيوز :
كلنا سمعنا وقرأنا وتابعنا قصة عطاء مميزه لعامل الوطن عوض باكير الذي تبرع بنصف بيته لسيده فقيره مع اولادها في اربد . عوض لا يملك الا بيته المثقل بالاقساط وراتبه بالكاد يكفي لاعالة اطفاله الاربعه , عوض حالة عطاء سخي لم ولن تتكرر في مجتمع ماتت فيه النخوه وسمة الأخذ باتت هي السمة السائده فيه , لقد هزمت يا عوض كل عبدة جمع المال , لقد قزمتهم ايها العملاق السخي , لقد علمتنا ان القلوب هي التي تعطي وليس الجيوب , في عام 2009 في احدى الجامعات الحكوميه الاردنيه وفي اجتماع للهيئات الاكاديميه للكليات , اثار دكتور من كلية الشريعه قضية انسانيه امام العمداء والهيئه ان هناك ظاهرة فقدان وانسحاب الطلبه من الجامعه لعدم القدره الماديه وتركهم الدراسه دون عوده , واقترح انشاء صندوق خاص لجمع جزء من زكاة الهيئه التدريسيه لدعم الطلبه الفقراء وكان اقتراح الزميل يرتكز على فكرة ان هناك عدد كبير من الهيئه ومنهم رئيس الجامعه مقتدرين واغنياء جدا ومنهم وزراء سابقين فما كان من معالي الوزير السابق الدكتور رئيس الجامعه دون ذكر اسمه ان رفض هذه الفكره وطلب بشده من الزميل سحب اقتراحه وعدم العوده الى طرحه في اي اجتماع اخر, عوض عامل الوطن الفقير هزم معالي الرئيس الثري في درس العطاء والزكاة , ولو قدر لي لنصبتك يا عوض مكان هذا الرئيس لتخرج اجيالا تعطي وتساند وتدعم وتبني وطنا اشبه بوطن المهاجرين و الانصار وطن يتقاسم فيه الناس الرغيف والقنطار, وطن يسوده الحب ويحيطه العطاء وتسيجه القوة , عطاء عوض حالة فريده انقرضت منذ زمن بعيد , للعلم عوض انسان بسيط لا يملك شهادة في الشريعه ولا يعرف مقدار الزكاة ولا يحاضر الطلبه في الجامعات عن الفقه والسيره النبويه , عوض لا يملك هاتف خلوي حديث ولا يملك حساب فيسبوك ليصور وينشر مسلسل العطاء مثل مسلسلا ت العطاء الزائف للمرشح فلان ولجمعية فلانه , ما قدمه عوض من درس لنا يغنينا عن الاستماع لكل الخطباء والمهرجين على المنابر وخلف الميكروفونات والشاشات , عوض كتاب وموسوعه في التكافل والتكامل الاجتماعي الحقيقي , الاغنياء لم يدركوا ولن يعلموا ما ادركه عوض بعد , عوض يعلم ان السعاده الحقيقه في العطاء والجنة اشجارها الصدقه , الاغنياء اغلبهم ما زالوا يجهلون ان طعم السعاده الحقيقه من العطاء بل ويفتقرون الى جرأة عوض في العطاء , قال لي يوما احد الاغنياء المحتالين عندما سالته لماذا لا تعيد لفلان ماله ودينه قال :عندما يدخل المال الى حسابي لا املك القوة لاعادته لاصحابه واشعر بالارتجاف والضيق اذا حاولت اعادة دينار واحد , حتى رد الحقوق عندهم معجزه مستحيله استغفر الله العظيم , اذا كان هناك مثل هؤلاء في مجتمعنا فكيف نتحدث عن تكافل اجتماعي وعن واحة امن مجتمعي يا خساره , ولكن جاء عوض واطلق الامل فينا واعلن ان من بين ظهرانينا بشر ما زالوا يخافون الله ويقدمون ويساعدون حتى وان كانوا فقراء , قال عوض لا يشعر بالفقير الا من ذاق الفقر , صدق عوض فكيف لغني ولد بملعقه من ذهب ليفقهه معنى العوز والحاجه والفقر والجوع . لم ارى من اغلب الاغنياء في وطني الا بذخهم و زيفهم وحبهم للمال, لم ارى منهم الا عمق ثقافة الانا في نفوسهم , انهم عبدة مال وطعام وشراب وشهوات , قال تعالى – سورة الفجر – 20 ( ويحبون المال حبا جما ) وهنا المعنى انهم يحبون المال فاحشا كثيرا , لا اشبعهم الله الا من نار جهنم بقدر ما نهبوا وجمعوا ولم يتصدقوا , اشكرك يا حاتم العصر يا كريم يا نشمي اشكرك يا عوض لانك بعطائك هذا اشعلت فينا الامل بان الخير باق في امتي الى يوم الدين ,اشكرك ايضا لانك بصقت في وجوه الفاسدين السارقين اصحاب الحسابات اللامتناهية الاصفار ارقامها من الشمال الى اليمين , اللهم اعطهم كتابهم يوم الحساب في الشمال لا في اليمين , لقد علمتهم يا عوض ان العطاء من الفقراء الى الفقراء , وادعوا الله ان يقابل كل عطاء بجزاء افضل منه واجزل, واسأله تعالى الله ان يعوض عليك يا عوض سعادة ومال وراحة بال وجنة لا تخطر على عقل وبال .