شريط الأخبار
أمسية ثقافية سياسية تضيء سماء الزرقاء: فسيفساء الهوية الأردنية الأردن.. الجيش يحبط محاولة تسلل على الواجهة الشمالية عودة طيران "ويز إير" و"راين إير" منخفض التكاليف إلى الأردن "الخيرية الهاشمية" تستمر بإيصال المساعدات للأسر المتضررة رئيس لجنة بلدية جبل بني حميدة : لا ديون على البلدية اجواء صيفية معتدلة في اغلب المناطق حتى الأربعاء "انقطاع الأكسجين" يقتل 3 عمّال داخل مصرف مجاري الأردن يستورد 268 ألف جهاز لوحي بـ 26 مليون دينار خلال النصف الأول من العام الحالي "لم تعجبني".. تعليق مثير لهانز فليك بعد فوز برشلونة على ماريوكا استخدامات لا تعرفها لزيت السمسم طبيبة تكشف أسباب تساقط الشعر وتحذر من العلاج الذاتي طفلي يسأل كثيرًا .. طرق للاستيعاب زيوت سحرية لرموش أطول وأكثر كثافة... بطريقة طبيعية وآمنة طريقة عمل سلطة الحمص بالطحينة طرق احترافية لتطبيق ظلال العيون طريقة عمل البطاطس المقلية مثل المطاعم براونيز الفول السوداني السهل يوم مصيري .. هذا ما كشفه إعلامي شهير عن حالة أنغام الصحية منع تناول قضية بدرية طلبة إعلاميا في مصر أصالة عن مايا دياب: وراس أبي فكرت ردها ذكاء اصطناعي

الخصاونة يكتب: الحكومة والبرلمان

الخصاونة يكتب: الحكومة والبرلمان
د. أنيس خصاونة تمثل السلطة التشريعية حسب أراء المفكرين والباحثين في العلوم السياسية أداة للرقابة على أعمال الحكومة.


وقد أكد معظم المنظرين الأوائل أمثال أرسطو وابن خلدون ومونتسكيو وجاكوربيه وودرو ولسون والعلماء المحدثين أمثال جبرائيل ألموند وسدني فيربا وغيرهم أن السلطة المطلقة هي مفسدة مطلقة لا محالة.

من هنا فقد اعتبر أن الفصل بين السلطات قضية جوهرية وضرورية للتأكد من عدم تمكن أي جهة سياسية من احتكار السلطة وممارسة الطغيان والفساد.

إن توزع السلطة بين عدة جهات ممثلة بالبرلمان والحكومة والقضاء تكاد تكون صفة مميزة لمعظم الأنظمة الديمقراطية أو الأنظمة التي تسعى للوصول لممارسات تضمن الحريات والمساءلة والرقابة.

لعلنا نتساءل هنا عن مدى اتساق ممارسات كل من الحكومة والبرلمان وانسجامها مع الأفكار والمقاصد التي تضمنها الدستور الأردني وما انبثق عنه من منظومة قانونية ضخمة في شتى مناحي الحياة.

تصريحات متعددة تصدر من رؤساء مجالس النواب والأعيان ومن رئيس الحكومة تؤكد جميعها على ما ورد في الدستور الأردني من ضرورة الفصل بين السلطات حتى يتاح لكل سلطة مراقبة السلطة الأخرى ومساءلتها.

ولا يخفى على أي متابع لعمل وأداء مجلس الأعيان أن أداءه أكثر تناغما مع الحكومة، وقلما تتعرض الحكومة لأوقات صعبة ومساءلة عسيرة في مجلس الأعيان مقارنة بمجلس النواب المنتخب.

وجود النواب في البرلمان وشرعيتهم لا تستند لوظائفهم السابقة أو لولاءاتهم السياسية، ولكن هذا الوجود منبثق من شرعية جماهيرية وبالتالي فإنه من المتوقع أن نقدهم للحكومة أكثر، وشجاعتهم في طرح الموضوعات والمساءلة والرقابة أكبر.

يا ترى لماذا يلاحظ بعض الموطنين أن دور البرلمان ،وتحديدا مجلس النواب، في ممارسة الرقابة ضعيف لدرجة يشعر البعض أنه يتم تطويع هذا المجلس ليكون أداة بيد الحكومة بدلا من أن يكون أداة للرقابة عليها؟ لماذا يصاب المرء بالصدمة والامتعاض وهو يشاهد النواب يتراكضون ويتزاحمون ليصافحوا رئيس الوزراء أو حتى الوزراء سواء تحت القبة أو حتى في المناسبات الاجتماعية؟ لماذا يشعر النواب أنهم أقل درجة ومنزلة وموقعا من الوزراء مع أنهم يمثلون الجهة التي تراقب الحكومة وبيدها حجب الثقة عنها وبالتالي حلها ،وبيدها رفض الموازنة وبيدها عدم الموافقة على اتفاقية الغاز وغيرها من الاتفاقيات؟

أما ارتياح الحكومات للتعامل مع النواب فمرده تركيبة المجلس، والخلل في قانون الانتخاب الذي أفرز هؤلاء النواب، بحيث لا يوجد أي روابط سياسية أو تنظيمية أو حزبية تجمعهم، ناهيك عن قانون الأحزاب الذي لا يمكن أن يعزز حياة حزبية نشطة، ولا ينمي ميولا لدى الأردنيين للانضمام للأحزاب.

وعليه فلا غرابة أن نجد مجلس نواب غير قادر على حجب الثقة لا عن الحكومة ولا عن شخص وزير واحد ،ولا غرابة أن نجد أن جميع الموازنات يتم إقرارها رغم الكلام القاسي والنقد اللاذع تحت القبة وأمام الكاميرات، ولا غرابة أن يلهث النواب ويتزاحموا للسلام على رئيس الحكومة أو أحد وزرائها، ولا غرابة أن يلعب بعض النواب أدواراً حكومية.

لا يمكن للفصل بين السلطات كما أراده المنظرين الأوائل ومشرعين الدستور أن يؤتي أكله ويحقق مقاصده وأهدافه إلا إذا انخرطنا في إصلاحات سياسية عميقة تتيح ممارسة هذا الفصل وجعله واقعا على الأرض.

الفصل بين السلطات يحتاج إلى أدوات وجملة من القوانين لتفعيل الأحزاب وتشجيعها وقوانين انتخاب حقيقية لا تستعدي الأحزاب، لا بل تجد فيها حواضن للديمقراطية ،ومنصات وأكاديميات تدريب على الثقافة الحزبية والحوار والمشاركة السياسية الحقة.

بلدنا رغم التقدم الملموس الذي حققه في العقود الماضية فإنه يستحق مزيدا من الإصلاح السياسي.

فالإصلاح السياسي ضروري لنتمكن من تجاوز الأزمات والتحديات ونعيد توزيع الأدوار بين السلطات .




د. أنيس خصاونة