القلعه نيوز - لارا احمد*
*
بعد مرور زهاء السنتين على فضيحة الخلية الحمساوية في ليبيا والتي ألقت قوات الجيش الوطني الليبي التابعة للمشير حفتر القبض عليها، تلقى الفلسطينيون في الوطن والشتات صدمة جديدة مع تواتر الحديث عن استغلال المزيد من الفلسطينيين في إطار سياسة الحرب بالوكالة التي ينتهزها النظام التركي في المنطقة.
اذ منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي إبان موجة الربيع العربي، فقد التراب الليبي وحدته، حيث تحولت ليبيا إلى ما يشبه الإمارات الواقعة تحت سيطرة المجموعات المسلحة والقبائل والتي يحكمها منطق اللادولة.
ورغم المحاولات الخارجية من قوى الشرق والغرب، لم تنجح القيادات الليبية في التوحد على كلمة سواء، فإلى جانب الميليشيات المسلحة التي تسيطر على مساحة واسعة من البلاد، يوجد في ليبيا أكثر من حكومة تدعي لنفسها الشرعية ..حيث تعمل الحكومة في المنطقة الشرقية والتي يدعمها الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على إخضاع بقية المناطق لسيطرتها ما تعتبره حكومة الوفاق بقيادة السراج تمرداً عن الشرعية وخيانة عظمى.
الأخبار التي تصلنا من ليبيا تتحدث عن إرسال تركيا حليفة السراج لعدد كبير من الفلسطينيين للقتال إلى جانب قوات حكومة الوفاق بعد أن تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإرسال قوات بلده إلى ليبيا لمنع حفتر من التقدم إلى طرابلس، ما لم يستسغه العديد من الفلسطينيين الذين اعتبروا الزج بالفلسطينيين في شؤون بقية الدول العربية مضيعة للوقت والحال أن فلسطين تحتضر.
هذا وقد نشر الجيش الوطني الليبي على صفحته الرسمية في تويتر M.LNAوثائق هويات لفلسطين ينتمي أغلبهم لحركة حماس الإسلامية يشتبه ضلوعهم في أعمال قتالية على الأراضي الليبية.
تجدر الإشارة أن تجنب قيادات حماس الخوض إعلامياً في الشأن الليبي لا يعني عدم اصطفافهم المسبق إلى جانب طرف دون آخر، فالجميع يعلم أن العلاقة التي تجمع الحركة بأنقرة تفرض عليها اتخاذ موقف متناغم مع سياسات أردوغان في ما يخص قضايا المنطقة.
تراهن حركة حماس الفلسطينية بإرسالها لمقاتلينا على الأراضي الليبية على زيادة حجم الدعم التركي لها، إلا أنها في الوقت ذاته لا ترغب في خلق عدواة جديدة مع دول محورية في المنطقة كإيران ومصر والسعودية لهذا تتجنب القيادات الحمساوية الحديث ولو عرضا على الملف الليبي.
* كاتبه لبنانيه
lara-ahmad85@hotmail.com