القلعة نيوز - محمد مناور العبادي*
لأن الأمن والأستقرار ضرورة اساسية لازدهار الدولة ، فقد اصدر جلالة الملك عبد الله الثاني عام 2012 توجيهاته الساميه بتخصيص الخامس عشر من شباط كل عام ، ليكون يوما وطنيا للوفاء للمتقاعدين العسكريين ، الذين قدموا التضحيات، وعلى مدى اكثر من سبعة عقود، لتكون المملكة، واحة امن وامان واستقرار ،وانموذجا يحتذى في منطقة ملتهبة داميه، تسودها الفوضى والاضطرابات والقلاقل.
لم يكن اختيار جلالة الملك لهذا اليوم عفويا ، بل جاء تقديرا لبطولات الجيش العربي الاردني في مثل هذا اليوم قبل 52 عاما حين تصدى ببسالة في 15 شباط 1968 لاشرس هجوم اسرائيلي على الجبهة الشمالية ( 83 كم ) استغرف ثماني ساعات متواصلة ، استخدمت فيه اسرائيل احدث اسلحتها المتطورة البرية والجوية ، في قصف خمسين مدينه وقرية اردنية، على طول هذه الجبهة مستهدفة العسكريين والمدنيين على حد سواء ، مما ا دى الى استشهاد سبعة جنود أردنيين بينهم ضابط برتبة رائد، وجرح 27 جندياً آخرين بينهم ضابطان.. كما استشهد 46 مواطنا مدنيا وجرح 55اخرين .
واليوم ونحن نستعد للاحتفال السبت القادم بيوم الوفاء للمتقاعدين من قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية، فاننا فخورون بان مانتمتع به الاردن اليوم من امن وامان واستقرار هو في جقيقنه من صنع ابائنا واحدادنا المتقاعدين ، الذين ارسوا وعلى مدى اكثر من سبعة عقود ، و بتوجيهات القياده الهاشميه ، دعائم راسخة للامن والامان والاستقرار والازدهار داخل المملكة، واكسبوا الاردن والاردنتيين، احترام وثقة وتقدير ودعم المجتمع الدولي ، رغم شح الامكانيات، وضخامة التحديات، التي واجهتهم ،والتي تنوء بتحملها دول كبرى.
لم يقف عطاء المتقاعدين من قواتنا المسلحة عند حدو د معينة ، اذ لم يتفرغوا فقط لتسجيل بطولات عسكرية ، بل انهم كانوا روادا في انشاء المدارس الاكاديمية والمهنية والحرفية والمستشفيات والمراكز الطبية في جميع مدن وارياف وبوادي المملكة النائية ونشر العلم والثقافة فيها ، والتي استفاد منها جميع الاردنيين ، دون تمييز بين عسكر ي ومدني، ايمانا من القيادة الهاشمية ، بان جميع الاردنيين جنودا في خدمة الوطن بغض النظر عن طبيعة اعمالهم ، كل يعمل في مجاله ليكون الاردن افضل . .
ولأ القيادة الهاشمية رائدة وطليعية في توجهاتها وسياساتها وممارساتها ، فقد عملت على توسيع مجال عمل المتقاعدين من الجيش والاجهزة الامنية ليشمل العديد من الدول العربية ، وذلك بنقل خبراتهم العسكرية والامنية والعلمية الىها ،فساهموا ايجابيا في تطوير العديد من الجيوش العربية الشقيقة، وشاركوا بفعالية عالية في تطوير العديد من المؤسسات العلمية والتعليمية والاقتصادية والبحثية في هذه الدول .
وهكذا اصبح المتقاعدون العسكريون في الاردن ، بفضل الرعاية الهاشمية ، رسل بناء وانماء ومحبة وسلام وعلم في كل مكان يحلون فيه
ولم تتوقف الرعاية الهاشميه للمتقاعدين في الجيش والاجهزة الامنية عند حدود او مجالات محددة، بل تجاوزت كل الحدود فلم يترك جلالة الملك عبد الله الثاني مجالا يمكن استثماره لدعمهم، الا واستثمره حتى اصبحوا نجوما تضيء سماء الوطن . فقدكرس جلالتة جل اهتمامه للارتقاء بهم وتوفير اقصى مايمكن لدعمهم، ودعم اسرهم ،في جميع جالات الحياه ، حتى اصبحت الرعاية الملكيه والرسميه لهم تفوق مثيلاتها في العديد من الدول العربيه رغم شخ الامكانيات المالية وتردي الاحوال الاقتصادية نتيجة عوامل خارجية .
اذ اكد جلالته اكثرمن مره ان المتقاعدين العسكريين يحتلون أولوية لدى جلالتة، فاصدر عديد من القرارات الخاصة بدعم مؤسسة المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى التي تتبوأ مكانة خاصة في اهتمامات جلالة الملك . ومما يؤكد ذلك توجيهات جلالته بتخصيص يوم الخامس عشر من شباط كل عام كيوم وطني للوفاء للمتقاعدين العسكريين وقدامي المحاربين ،
وبهذه المناسبه غرد جلالته في مناسبة سابقة حول هذا اليوم قائلا : في يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، أحيي عطاءهم الموصول، وجهودهم التي لم تنقطع بعد الخدمة العسكرية كما كانت خلالها. حماكم الله، فأنتم عز للأردن وأهله في كل موقع وكل وقت
-------------------------------------------------------------------------------
* صحفي وباحث