القلعة نيوز - كتب ووثق تحسين أحمد التل:
بدأت علاقة القائد عبد الله اليوسف التل مع مندوب الصليب الأحمر الدولي في فلسطين جون كروفوزية من خلال موقفين، كانا في غاية الأهمية، الموقف العدائي الأول؛ جاء عندما قامت الكتيبة السادسة بتدمير مستوطنات كفار عصيون بعد اعتداءات اليهود على الفلسطينيين، والقوات الأردنية.
وكان التل رفض الهدنة لإخلاء الجرحى، لذلك هدده مندوب الصليب الأحمر بتقديمه للمحاكمة كمجرم حرب، لكن القائد عبد الله التل لم يكترث للتهديدات التي أطلقها كروفوزية.
- الموقف العدائي الثاني، بعد تدمير الحي القديم في القدس الشرقية، ورفض التل الهدنة التي طالب بها اليهود لإخلاء الجرحى والعائلات اليهودية في الحي القديم، وقال لكروفوزية مندوب الصليب الأحمر؛ إن أنا وافقت على الهدنة ستقوم العصابات اليهودية باستغلالها للتزود بالسلاح وبالمقاتلين، ويتعقد الموقف، ولهذا رفض وقف القتال الى أن يستسلم الحي اليهودي بالكامل.
هدده مرة ثانية بتقديم شكوى ضده لمجلس الأمن واتهامه بأنه مجرم حرب.
بعد الحرب بسنوات أصبح هناك علاقات على مستوى عائلي بين جون كروفوزية وعبد الله التل، استمرت حتى بعد وفاته كما أخبرني وأكد لي الكابتن صلاح عبد الله التل، عندما زار السويسري بيت التل في عمان هو وزوجته، وطلب الى الكابتن صلاح زيارة قبر القائد عبد الله اليوسف في إربد.
عام (1977)، زار السويسري كروفوزية مدينة إربد، وأحضر معه (بوكيه) ورد، وضعه على قبر القائد عبد الله التل، وراح يبكي على قبره، وقال للكابتن صلاح، والدك كان قائد عسكري عظيم لن تنجب النساء مثله ولو بعد مئة عام، لقد كنت على خلاف معه، لكنني اكتشفت فيما بعد أن والدك كان على حق.