شريط الأخبار
تشكيلات في المجلس القضائي و قرارات هامة في الساعات القليلة القادمة.. في ظل تعقيدات صحية متزايدة في شرق المتوسط... تقرير جديد يطرح الحلول المحلية كمسار للمضي قدمًا كندا تعلن عزمها الاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر 2025 المومني يرد بحزم على الحيه : لا يخاطب الشعب الأردني سوى دولته وليس أي جهة أخرى أبو طير: الأردن يُرجَم بالحجارة من أطراف معروفة وأخرى خفية الخارجية: إجلاء 112 أردنيا ورعايا من دول صديقة من السويداء بسوريا القوات المسلحة: إجلاء دفعة جديدة من أطفال غزة المرضى للعلاج في الأردن المعايطة يفتتح سرية الهجّانة الرابعة في مغفر أم القطين التاريخي بعد إعادة ترميمه وتأهيله عنان دادر يستقبل عامه السابع والعشرون وهو يشعر بفراغ والم شديد بعد فقدان والده الراحل عدنان دادر النقيب معاذ محمود أحمد إنجادات… حضور أمني يبعث الطمأنينة في آرتيمس إيقاف بطل الملاكمة الأولمبي مولوغونوف سوريا توقع عقدا استثماريا مع شركة إماراتية حماس: غزة تواجه مجاعة كارثية وإبادة جماعية بلغت أوجها الفرنسي مارشان يحطم الرقم القياسي العالمي لسباق 200 م سباحة متنوعة بعد بيانات اقتصادية إيجابية.. ترامب يعيد المطالبة بخفض أسعار الفائدة وزير الخارجية الروسي ونظيره السوري يجريان محادثات في موسكو في 31 يوليو بـ7 دقائق و37 ثانية.. التونسي أحمد الجوادي يعتلي عرش العالم في سباق 800 متر سباحة حرة إرادة والوطني الإسلامي النيابية تطالب توضيحات من وزير التربية والتعليم انطلاق معسكر التغير المناخي (الاقتصاد الأخضر) في مركز شباب وشابات الرصيفة الرواشدة : بيت عرار يمثل محطة وعنوانا ثقافيا بتراث أدبي وشعري

ابو طير يكتب : حملات غاضبة ضد السوريين والسودانيين

ابو طير يكتب : حملات غاضبة ضد السوريين والسودانيين
ماهر ابو طير
تضج الدول العربية والإسلامية قبل غيرها ضد اللاجئين على أراضيها، وشعارات العروبة والإسلام، والاخوة والجيرة، يمكن الاستماع إليها في قصائد الشعر، لكن ليس على أرض الواقع.

هذه أكثر فترة منذ بدء الحرب السورية، يتعرض فيها الشعب السوري في المهجر إلى موجات تحريض غير مسبوقة ومتزامنة في كل مكان، فالكل يتمرجل على السوريين، بذرائع مختلفة، من بينها ضيق أحوال الشعوب المستضيفة، وهدوء سورية النسبي، ولا يغيب الحسد أحيانا حين يتم الكلام عن شطارة السوريين، وقدرتهم على النجاح تجاريا في الدول المستضيفة التي كانت شعوبها تسترخي، ولم تتذكر أن هناك رزقا في بلادها إلا حين جاء السوريون.

موجة التحريض ضد السوريين في كل مكان من تركيا إلى لبنان، مرورا بالعراق ومصر، وصولا إلى المانيا وأوروبا، وقبل شهرين فقط دعا مؤتمر للهجرة بالعاصمة القبرصية نيقوسيا، شارك به ممثلون من 8 دول في الاتحاد الأوروبي إلى إعادة تقييم الوضع في سورية، وأن هذه الدول تريد إعلان مناطق آمنة في أجزاء من سورية للسماح بإعادة اللاجئين من الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد من الزمن، وهذا يعني إعادة السوريين إلى بلادهم في الوقت الذي تتراجع فيه المساعدات الممنوحة للسوريين في الدول المستضيفة، المباشرة وغير المباشرة.
القصة لا تقف عند حدود السوريين، والذي يتتبع وسائل التواصل الاجتماعي، بما فيها تيكتوك المحظور في الاردن، يكتشف حجم التراشق في العزيزة مصر، على خلفية وجود لاجئين سوريين وسودانيين ويمنيين، وإذا كانت السلطات المصرية قد أعلنت عن ضوابط جديدة لتواجد العرب والأجانب على أراضيها، وهذا حقها، فإن التعبيرات الشعبية حادة جدا، خصوصا، ضد السودانيين، كونهم شكلوا ظاهرة مختلفة، من حيث التكتل في أحياء، وفتح مدارس سودانية، إضافة إلى ارتفاع أسعار الشقق التي يستأجرونها، وهذا ارتفاع مرده بالمناسبة السماسرة الذين يرفعون الإيجارات على السودانيين ويفضلونهم على المصريين.
واللافت للانتباه في العزيزة مصر، ان التراشق بات متبادلا، فيخرج سوداني من بلد ما، ويقدح سمعة مصر، التي كان يعيش بها 4 ملايين سوداني بكل احترام قبل الحرب الأخيرة، ، فيخرج مصريون ويقومون بالرد بغضب أيضا أمام الاساءات التي تطال تاريخهم القومي، ووسط هذه التراشقات تخرج أصوات مصرية وسودانية عاقلة، تريد عقلنة المشهد، خصوصا، ان تصنيع أزمة في مصر، ليس أمرا حكيما، في ظل عبور مصر لتوقيت حساس يتعلق بالوضع الاقتصادي، ووضع الكهرباء، والدولار، والغلاء، وغير ذلك من أزمات صعبة ومستدامة.
موجة الغضب في مصر، يراها البعض خطيرة لانها قد تقود إلى مآلات غير محسوبة، ويخرج معارضون ويقولون إن الغضب يتم تصنيعه للتغطية على الأزمات الأصلية واتهام اللاجئين بكونهم السبب وراء كل شيء، بل وصل الأمر بالبعض إلى الإساءة للمصريين أيضا، بالقول إن ملايين المصريين يعيشون في العالم العربي، ولا يضايقهم أحد، برغم أن بعضهم مخالف في الاقامة أصلا، فلماذا يحتملكم العرب، وانتم لا تحتملونهم، فيما يرد آخرون أن جميع المصريين دخلوا إلى هذه الدول أصلا، بعقود عمل وبشكل شرعي وقانوني، حتى لو خالفوا لاحقا، ولم يدخل أحد منهم بالتهريب، ولا تجاوز أيضا على البلد المضيف، ولا وجه أي إساءات.
وللمفارقة فإن تحرك هذا الملف في مصر، يأتي في تواقيت تتمنى فيه إسرائيل لو هجرت أهل غزة اليها، ولنا ان نتخيل تعقيدات المشهد هنا، مع ادراكنا حساسية المصريين التاريخية تجاه أي محاولة لانتقاص تاريخهم، أو قدرهم، أو مكانة مصر كدولة وازنة وام عربية حاضنة للكل.
ما يراد قوله هنا، ليس الاساءة إلى أحد، ولا التشكيك في دوافع أحد، لكننا أمام "موجة يمين عربي واسلامي" نادرة الحدوث على طريقة اليمين الأوروبي، ربما بسبب الاختناق الاقتصادي، أو تراكم الازمات في كل مكان، وربما استباقا لاستحقاقات معينة في بعض الدول على صعيد تفويج موجات هجرة جديدة اليها، لتدميرها داخليا، تحت عناوين إنسانية وأخلاقية وعاطفية.

الغد