سارة طالب السهيل
يُعتبر الدكتور عبدالفتاح البستاني أحد أبرز الشخصيات في مجال طب الأسنان في الأردن، حيث يجمع بين الاحترافية الطبية والاهتمام المتنوع بالثقافة والرياضة. من خلال مسيرته المهنية الحافلة، استطاع أن يترك بصمة واضحة في مجاله، ويكون قدوة حسنة للعديد من الشباب. في هذا المقال، نستعرض مسيرة حياته، إنجازاته، واهتماماته المتعددة التي تجعله نموذجًا يُحتذى به.
ولنلقي الضوء على سيرة حياته بشكل سريع وبسيط فرغم أن حياته زاخرة، ولا يسعنا ذكر كل ما مر به من مراحل وعطاء ونشاطات ومشاركات، إلا أنني سأذكر القليل منها لتكون بذرة نبني عليها قيم مهمة أولها الاهتمام بالمبدعين وتقديرهم وإعطاؤهم الأولوية بالاهتمام ليكونوا ميزان عدل في المجتمع الذي انغمس في التفاهات والتافهين
وُلد الدكتور عبدالفتاح البستاني في مدينة عمان، حيث بدأ تعليمه في المرحلة الابتدائية في مدرسة العلوم الإسلامية، ثم أكمل دراسته الثانوية في مدرسة كلية الحسين. بعد حصوله على الشهادة الثانوية في عام 1955، انتقل إلى دمشق لدراسة طب الأسنان. تخرج من جامعة دمشق عام 1960 كطبيب وجراح أسنان (D.D.S)، ثم تابع دراسته في تخصص جراحة الفم والفكين في جامعة لندن، حيث حصل على شهادته في عام 1964.
تتوجت مسيرته الأكاديمية بالحصول على عضوية جمعية جراحي الفم والفكين البريطانية (M.B.A.O.S) عام 1967، وزمالة كلية أطباء الأسنان العالمية (F.I.C.D) من الولايات المتحدة عام 1980. منذ عام 1979، يمثل الدكتور البستاني الأردن في الاتحاد الدولي لأطباء الأسنان (FDI) ومقره لندن، ولا يزال يشغل هذا المنصب حتى الآن.
تجلى شغف الدكتور البستاني بالرياضة منذ صغره، حيث مارس مجموعة متنوعة من الرياضات. بدأ اهتمامه برياضتي السكواش والتنس في أثناء دراسته للماجستير في بريطانيا في أوائل الستينيات، وعند عودته إلى عمان، انضم إلى النادي الأرثوذكسي، وشارك مع لاعبين بارزين. كما أسس نادي الفروسية الملكي في ماركا، حيث شغل منصب نائب الرئيس لمدة عشر سنوات، وحقق العديد من البطولات.
في عام 1966، اكتشف رياضة التزلج على الماء في العقبة، وأصبح شغوفًا بها، بالإضافة إلى انضمامه إلى مجموعة "تحت الماء”. يُظهر هذا التنوع في الأنشطة الرياضية كيف يمكن للفرد أن يجمع بين الاحترافية في مجاله الطبي واهتمامات أخرى تعزز من صحته البدنية ونشاطه العقلي.
إلى جانب اهتماماته الطبية والرياضية، يتمتع الدكتور البستاني بشغف كبير بالأدب والشعر. يحفظ العديد من القصائد، ويشارك في الفعاليات الثقافية، مما يعكس عمق شخصيته وتنوع اهتماماتها. يعتبر الشعر وسيلة للتعبير عن مشاعره، ويشجع الآخرين على استكشاف هذا الجانب من الثقافة.
كما يهتم أيضًا بثقافة الآثار والفن التشكيلي، مما يُظهر كيف يمكن للفرد أن يكون مبدعًا في مجالات متعددة. يسعى الدكتور البستاني دائمًا لبناء جسور من التواصل مع الآخرين، مما يسهم في إثراء المجتمع من حوله.
يعتبر الدكتور عبدالفتاح البستاني مثالًا حيًا على كيفية تحقيق التوازن بين مختلف جوانب الحياة. من خلال نشاطاته المتنوعة، سواء كانت طبية، ثقافية، أو رياضية، يقدم نموذجًا يُحتذى به للأجيال القادمة. يسعى دائمًا لتحفيز الشباب على تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، مما يعكس التزامه بالتعليم المستمر والابتكار في مجاله.
يُعد الدكتور عبدالفتاح البستاني شخصية فريدة تجمع بين الاحترافية في مجال الطب واهتمامات متعددة في الثقافة والرياضة. إن إنجازاته ونشاطاته المتنوعة تُبرز كيف يمكن للفرد أن يكون نشطًا ومؤثرًا في مجتمعه، مما يلهم الآخرين لتوسيع آفاقهم وتحقيق تطلعاتهم في جميع مجالات الحياة.
يُعتبر الدكتور عبدالفتاح البستاني نموذجًا يُحتذى به في المجتمع، حيث يمكن الاستفادة من تجاربه ومعرفته في تعزيز الثقافة العلمية والإنسانية بين الأجيال الجديدة. إن الشخصيات الوطنية العلمية والثقافية تؤدي دورًا حيويًا في تشكيل وعي الشباب وتوجيههم نحو مسارات إيجابية. من خلال تنظيم الفعاليات والمحاضرات، يمكن لهذه الشخصيات أن تُسهم في بناء جيل واعٍ ومؤهل، قادر على مواجهة التحديات وتحقيق الإنجازات.
تكريم هذه الشخصيات يُعد خطوة مهمة لتعزيز قيم العمل الجاد والإبداع في المجتمع. من خلال الاحتفاء بإنجازاتهم، يُقَدَّمُون كنماذج يُحتذى بها، مما يساهم في ترسيخ قيم الإلهام والطموح في نفوس الشباب. يمكن أن تُسجل هذه الشخصيات في ذاكرة الأجيال من خلال إقامة حفلات تكريم، وإصدار كتب تسلط الضوء على إنجازاتهم، وتنظيم فعاليات ثقافية تبرز مساهماتهم في المجتمع.
زيادة على ذلك، يمكن للدكتور البستاني أن يلبي هذه الحاجة عبر تقديم محاضرات وورش عمل للأطفال والشباب. في هذه الفعاليات، يمكنه تعليمهم كيفية إدارة عقولهم ووقتهم بشكل فعال، مما يساعدهم على توزيع اهتماماتهم بين الأمور النافعة بدلا من الانغماس في اللهو. يُعتبر تنمية المهارات الذهنية وإدارة الوقت من العوامل الأساسية لتحقيق النجاح في الحياة.
من خلال تشجيع القراءة والبحث والكتابة، يمكن أن يُدرك الشباب أن هذه الأنشطة تُعتبر رصيدًا في حياتهم العملية. إن كل ما يُسْتَثْمَر من وقت وجهد في التعلم يُعزز من قدراتهم، ويُعدّهم لمواجهة تحديات المستقبل. كما أن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والإنسانية تُضيف بُعدًا روحيًا، وتعزز من قيم التعاون والعطاء.
زيادة على ذلك، فإن بناء العلاقات والمعارف يُعتبر من أهم جوانب الحياة. فكل علاقة تُعقد تُعد فرصة لتبادل المعرفة والحكمة، مما يُثري التجارب الحياتية، ويُعزز من الفهم العميق للعالم من حولنا.
أما بالنسبة للرياضة، فهي ليست مجرد نشاط بدني، بل تُعتبر غذاءً للجسد والروح. من خلال ممارسة الرياضات المختلفة، يُمكن للشباب أن يحققوا توازنًا صحيًا، مما يُسهم في تعزيز صحتهم النفسية والجسدية.
في نهاية الأمر، أن تضافر جهود الشخصيات الوطنية مثل الدكتور عبدالفتاح البستاني مع المجتمع يُمكن أن يُحدث تغييرًا إيجابيًا في حياة الأجيال القادمة. من خلال التعليم، التكريم، والمشاركة الفعالة، يمكن أن نُسهم جميعًا في بناء مجتمع واعٍ ومزدهر، يُعزز من القيم الإنسانية والعلمية.