شريط الأخبار
بلدية الوسطية: صيانة وتعبيد مدخل كفر اسد وإنشاء حديقة بكفرعان “الاستهلاكية العسكرية” تعقد ورشة عمل لدعم تكنولوجيا الروبوتات الذكية في المبيعات والتسويق الوحش :الحكومة قدمت أرقاماً غير واقعية ومضللة وصول قافلة المساعدات الأردنية الثالثة إلى معبر جابر اسعار القهوة والهيل صارت تهد الحيل ..! شركات توزيع سجائر تمتنع عن تزويد المحال بالسجائر بعد الاشتباه بارتكابه جرائم حرب في غزة... إسرائيل تساعد جندياً سابقاً على مغادرة البرازيل العرموطي: تعديلات تشريعية تزيد عدد الشركات المسجلة استمرار حالة عدم الاستقرار الجوي شرقي المملكة أكثر من 100 قتيل في اشتباكات بين فصائل موالية لتركيا و قسد البطاطس المبشورة: الحل الطبيعي الفعّال للبشرة الجافة الحياري: المصفاة تعتمد أعلى معايير الأمان والجودة في جميع مراحل تعبئة أسطوانات الغاز قافلة مساعدات إنسانية أردنية جديدة تدخل إلى سوريا الاثنين بسبب ارتفاع الطلب على "شوكولا دبي".. تركيا تستعد لاستيراد الفستق الحلبي من سوريا قرارات لتنظيم القبول الموحد في الجامعات والكليات تحويلات المغتربين تتجاوز ملياري دينار خلال 10 أشهر استقرار أسعار الذهب في السوق المحلية مؤسسات رسمية تعلن عن حاجتها لتعبئة وظائف شاغرة العربي يرفض انتقال يزن النعيمات للدوري السعودي وفيات الاثنين 6-1-2025

العجارمة يكتب : من وحيِ قلمِك إلى مرأى ناظريْك

العجامة يكتب : من وحيِ قلمِك إلى مرأى ناظريْك
الدكتور نواف العجارمة
سطورٌ منقوصةٌ يُتمّمها صادقُ الهوى؛ إذ حظيتُ بزيارة "الكركيّ" ..
حينَ يقفُ الطّالبُ بين يدي معلّمِه وشيخِهِ وأستاذِهِ وقدوتِهِ تعتريه رعشةُ الهيبةِ والتعظيمِ والتوقيرِ، فكيفَ إنْ كانَ الشيخُ المعلّمُ الأستاذُ أنتَ، وكانَ الطالبُ المرتبكُ المتهيّبُ المغمورُ بنورِ الحضرةِ أنا؟!.

من دفءِ صوتِكَ تعلّمْنا نسجَ الكلماتِ الطبيبةِ التي تفعلُ فعلَ الترياقِ في نفسِ كلِّ من أنهكَتْه أوجاعُ القسوةِ والوحدةِ والاغترابِ. وغزلْنا منها أوشحةً للقلوبِ كلّما ارتجفَت متأرجحة بين الـ "لا" و الـ "نعم".

من طيبِ قسماتِك الأردنيّةِ السّمحةِ وضعْنا مقاييسَ الجمالِ التي تقودها الرّوحُ في ثورةٍ تجتاحُ الجسدَ والملبسَ والمنصبَ، وتُنصّبُ الجوهرَ ملكًا على عرشِ الجمال.

من كلماتِك صنعْنا دروعًا، وشيّدنا أسوارًا وقلاعًا منيعةً حولَ أرواحِنا وضمائرِنا؛ كي نبقى كما ربّيْتنا، وكما عهدتَنا الأردنيّينَ اليعربيّينَ الذين يجدون أنفاسَهم "صاعدةً مع القسّامِ في أحراشِ يعبد"، يقاسمونَهُ "سنواتِ الصّبر والرّضا"، ويوثقّون معه "حماسةَ الشّهداء" في "أوراقِك العربيّة". ومع أهلِ "بغدادَ"، نواسيهم بأنْ "لا غالبَ إلّا الله"، وإن طال بهم الشقاء، "فالوردُ رفيقُ الرّماح". ومع أهلِ الشامِ إذ "يعبرون النهر إلى الحريّةِ"، ويردّدون "مقام الياسمين"، بعد أن "صحبناهم حين بكى الصحب" وبكينا معهم؛ إذ ارتقى الأحبّة إلى "منازل الأرجوان".

عرفناك صغارًا، وأنت الكبير دائمًا، وكنّا نظنُّ أنّ الزمنَ كفيلٌ بأنْ يجعلَنا نكبرُ، لكنّنا كلّما التقيناكَ عدْنا صغارًا في رحابِ حضرتِك، وما استشعرْنا يومًا عظمةً في ذواتِنا إلّا ونحنُ ننتسبُ إلى حلقاتِ علمِك ودوائرِ محبّتِك.

نتتبّعُ خطاكَ الأنيسةَ، نقتدي بتعابيرِ يديْك، ونتأسّى بملامحِك، ولا نُلام في حبٍّ كنتَ مَن غرسَهُ ونمّاهُ ورعاهُ بأهدابِ العينِ الرفيقةِ التي كانت في كثيرٍ من الأحيانِ بوّابتَنا إلى معالمِ قلبِك الكبيرِ الذي احتضنَ العروبةَ والإنسانيّةَ والحياةَ.

حين نلتقيكَ يحدثُ ما لا يحدثُ في الحكاياتِ، ولا يُنظمُ في دواوين الشعرِ، ولا حتّى في "رونقِ المتنبّي العجيبِ"، كأنّما يعودُ كلُّ شيءٍ فينا إلى نصابِه، تعاودُ نظمَنا من غير أن تصدحَ بأيّ أمرٍ، تضعُ نقاطَنا فوقَ الحروفِ المُهملة، تُصوّبُ حواراتِنا مع أنفسِنا كمَن يُرجع نهرًا خارجًا إلى مجراهُ، وتُولّدُ فينا ألفَ "قصيدةٍ" مضمّخةٍ "بدماءِ المدائن" كنّا نظنُّها قد وئدَتْ منذُ زمنٍ بعيدٍ.

عرفناك أستاذًا وعميدًا ووزيرًا ورئيسًا، و...، و...، لكنّكَ في كلّ ذلكَ كنْتَ أنتَ، الرجلَ الذي لا يقايضُ بالأوطانِ، ولا يساومُ في المبادئِ، عملةً نادرةً فريدةً بوجهٍ واحدٍ أنّى دارَت بها الأيّامُ وتقلّبَتْ عليها الظروفُ.

يا سيّدي، أيّها الكركيّ الجميل دائمًا، كلماتي هذهِ "رجعُ صهيلٍ" موثّقٍ في ورقةٍ من "دفاترِ الوطنِ" وأنا فيها محضُ "رجلٍ يمانيٍّ لم يتحوّلْ" بقيَ على عهدِ المحبّةِ لروحِك وبوحِك، لا يزالُ متعطّشًا لوهجِ هالتِك، يلتمسُ منها النورَ والدّفءَ ومؤونةَ الحياةِ.

"الرأي"