شريط الأخبار
الأمير تميم يشارك في عرضة هل قطر احتفالا بـ "اليوم الوطني للدولة" أرقام فلكية.. الفيفا يعلن عن الجوائز المالية لكأس العالم 2026 بوتين: لم نبدأ أي حرب بل فرضت علينا واستعدنا سيادتنا أبو الغيط : لن يتم تهجير الفلسطينيين من أرضهم و الدبلوماسية الأردنية نشطة للغاية نتنياهو: إسرائيل تقر اتفاقا بشأن الغاز الطبيعي مع مصر العدوان يوجه ببث مباراة النشامى في جميع المراكز الشبابية النشامى يختتم تحضيراته لمواجهة المغرب في نهائي كأس العرب الرواشدة يُعلن موعد انطلاق منصة "تراثي" إحالة تقرير فحوصات مدافئ الغاز إلى القضاء لاستكمال الإجراءات القانونية الكاردينال بيتسابالا يشيد بجهود الملك لحماية القدس وغزة تأخير دوام الخميس في مناطق بجنوب المملكة بسبب الأحوال الجوية "الشيوخ الأميركي" يصوت لإلغاء عقوبات "قانون قيصر" ضد سوريا حسان يوجه بإنفاذ القانون وتطبيقه بحق المخالفين الذين يلقون النفايات عشوائيا الأرصاد الجوية تحذّر: انجماد ودرجات الحرارة دون الصفر الليلة الصناعة والتجارة: أخذنا بمجمل التوصيات للتعامل مع مدافىء الغاز الملك يهنئ بالعيد الوطني لدولة قطر وزراء عرب ومسؤولون أمميون يناقشون تنفيذ إعلان الدوحة للتنمية الاجتماعية الأميرة وجدان ترعى افتتاح معرض الخزف الفني المكسيكي الأمير الحسن يزور معهد السياسة والمجتمع وزير الاستثمار يبحث وشركة هندية فرص الاستثمار

العلميات يكتب : قيس زيادين .. ضحية الخيانة السياسية

العلميات يكتب : قيس زيادين .. ضحية الخيانة السياسية
عبدالحميد العليمات
ليس هناك ظلم أقسى من أن يُحاكم الشخص على ما قدّمه من تضحيات، وأن يُعاقب على إخلاصه لنهجٍ كان أحد أبرز صانعيه. اليوم، ونحن نشهد الإحالة التعسفية لقيس زيادين إلى المحكمة الحزبية، نجد أنفسنا أمام مشهد سياسي يختزل كل معاني الجحود والانقلاب على المبادئ.

قيس لم يكن مجرد عضو في الحزب المدني الديمقراطي، بل كان أحد أعمدته الأساسية، مناضلًا منذ اللحظة الأولى لخلق حالة سياسية جديدة في الأردن، حالة تستند إلى الانفتاح الوطني، والتعددية، والحضور الشعبي الفعّال. وهو، الشاب الأردني الذي دخل مجلس النواب وهو في مقتبل العمر، واحدًا من أصغر النواب في تاريخ الحياة النيابية الأردنية، ونجح في أن يكون صوتًا قويًا يعبر عن قضايا الشباب والمجتمع بكل شجاعة ووضوح.

اليوم، نجد الحزب الذي ساهم قيس في بنائه وتثبيت حضوره، يوجه له طعنة غادرة. لا لشيء، إلا لأنه رفض أن يكون مجرد أداة، وأصرّ على أن يبقى صاحب قرار ورؤية. الحديث عن "خروجه عن الأطر التنظيمية" و"الإضرار بالحزب" ليس سوى ستار لمحاولة تصفية حسابات داخلية، تقودها مجموعة لم تقدم للحزب ولا للانتخابات جزءًا مما قدمه قيس.

في الانتخابات الأخيرة، كان قيس الوحيد الذي جاب كل محافظات المملكة، حمل رسالته إلى كل بيت، تحدث مع الجميع، واستطاع أن يبني تأييدًا سياسيًا وشعبيًا لم يقتصر على فئة أو منطقة محددة. بينما الذين يحاكمونه اليوم، لم يغادروا عمان، ولم يكونوا سوى متفرجين على جهوده، ليخرجوا الآن بقرارات تعسفية تهدد ما تبقى من مصداقية الحزب.

الحزب المدني الديمقراطي، بهذا القرار، يعلن نهايته قبل أن يعلن قراره. فلا حزب يمكن أن يستمر بعد أن يخذل رموزه، ولا تنظيم سياسي يمكن أن يحافظ على مصداقيته وهو يدير خلافاته بهذه الطريقة الفوقية والفردية. لقد كانت رسالة قيس دائمًا هي البناء والعمل والانفتاح، واليوم يُحاكم لأنه كان وحده من يحمل هذه الرسالة بجدية وإخلاص.

إنني كمراقب سياسي، وكأردني حريص على حالة سياسية متماسكة، أشعر بالحزن العميق على ما يتعرض له قيس من خيانات متكررة. لقد رأيناه يقاتل بشرف، يتحمل الطعنات بابتسامة، لكنه لم يتراجع يومًا عن خطه الوطني والقومي، ولم يفرّط في مبادئه لحسابات ضيقة أو مكاسب آنية.

التاريخ لن يرحم، والذاكرة السياسية الأردنية لن تغفر لأولئك الذين دمروا مشروعًا سياسيًا كان يمكن أن يشكل إضافة حقيقية للمشهد الحزبي في الأردن. أما

قيس، فسيبقى رغم كل شيء، رمزًا لشاب أردني وطني لم يساوم على مواقفه، حتى لو وجد نفسه وحيدًا في المواجهة.