
اسعد بني عطا
خلال مراسم تسليم مهام ( قائد المنطقة الجنوبية / ليانيف عاسور ) خلفًا ل( يارون فينكلمان ) قبل أيام أقر ( رئيس الأركان الإسرائيلي / إيال زامير ) بتكبّد تل أبيب خسائر بشرية كبيرة في غزة دون التمكن من إعادة جميع الأسرى من القطاع ، وأشارت المصادر الإعلامية الإسرائيلية ان عدد قتلى الجيش الإسرائيلي تجاوز ( ١٢ ) ألفا والمصابين ( ١٠ ) آلاف اي ما يعادل ( ٢٠-٢٥٪ ) من حجم الجيش ، كما نشرت صحيفة ( يديعوت أحرونوت ) نقلا عن ( الجنرال السابق غيورا آيلاند / صاحب خطة الجنرالات ) أن هناك ثلاثة احتمالات أمام إسرائيل الان ، وهي :
صفقة شاملة وانهاء الحرب وسحب القوات الإسرائيلية من القطاع .
العودة للحرب ، ومن يؤيد هذا التوجه عليه أن يجيب قبلها على عدد من الأسئلة من بينها ما الذي ستحققه هذه الحرب ولم يتحقق قبل ذلك ؟ ماذا عن المحتجزين المتبقين ؟ ماذا عن تأثير نقل الجنود إلى غزة في سائر الجبهات .
تمديد المرحلة الاولى من الصفقة ، ويخلص الى القول بأنه لو كان في موقع اتخاذ القرار لاختار الاحتمال الأول لأن هزيمة حماس باتت ممكنة من خلال سيناريوهات أخرى تشمل الضغوط العربية على الحركة في إطار المبادرة العربية .
-خلال ذلك يخوض ( نتنياهو ) حروبا مع كل شيء يتحرك للبقاء في السلطة ؛ حيث اتهم ( رئيس جهاز الشاباك / رونين بار ) بقيادة حملة لمنعه من اتخاذ القرارات اللازمة لإصلاح الجهاز ، والسعي لإقرار قانون يستثني الحريديم من التجنيد بضغط من ( بن غفير ) للحفاظ على استقرار الحكومة ،ومواجهة مطالب عائلات الأسرى بالإفراج عن ذويهم ، ونزع الثقة ب( المستشارة القضائية / غالي بهاراف ميارا ) ، ودفع ( رون ديرمر / مبعوث إسرائيل للولايات ) للاختلاف مع ( المبعوث الأمريكي للرهائن / آدم بولر ) بشأن المفاوضات السرية لإدارة ترامب مع حماس ، والتصادم مع الأمم المتحدة لإلغاء وكالة ( الأونروا ) وبحثه عن دعم وكالات بديلة تابعة تابعة للمنظمة الدولية لتولي ملف المساعدات ، وتحت عنوان دفاع إسرائيل عن نفسها ضد أي تهديد من سوريا يصر على إبقاء قواته على جبل الشيخ والجولان والحفاظ على جنوب سوريا خالياً من السلاح ، وشن حملة إعلامية على مصر بحجة التحشيد واحضار عدد كبير من دبابات الجيش المصري إلى سيناء وتخوفه من حدوث طارئ مع القاهرة ، ضرباته العسكرية لجنوب لبنان واصراره على البقاء في ( ٥ ) نقاط إلى أجل غير مسمى ، وتحريض اليمين المتطرف على الأردن بحجة تهريب الأسلحة إلى الضفة الغربية ، إضافة إلى معارك اخرى لا تنتهي .
-من الواضح أن ( نتنياهو ) يفتعل حروبه الشخصية للحفاظ على موقعه في السلطة وتلافي الملاحقات القضائية له بتهم الفساد ، مدفوعا بزواج كاثوليكي مع اليمين المتطرف الذي ابقاه في منصبه ( ١٦ ) عاما ، والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل ستستمر الإدارة الأمريكية بتمويل حروب ( نتنياهو ) الشخصية من جيوب دافعي الضرائب رغم الأزمة الاقتصادية التي تعيشها ؟ أم انها ستنعطف باتجاه حلفائها لإيجاد حلول واقعية لشرق اوسطي أكثر هدوءا واستقرارا يلبي مصالح الجميع ؟