شريط الأخبار
ولي العهد والأميرة رجوة يقيمان مأدبة إفطار لأيتام من مختلف المحافظات أستراليا تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة إيران تكشف عن مدينة صاروخية بأعماق الأرض 100 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في الأقصى الأمن: فيديو القبض على أشخاص شرقي عمان قديم الملك يعود إلى أرض الوطن "خدمات الأعيان" تناقش آليات دعم قطاع النقل الأمير فيصل يفتتح بطولة آسيا للمصارعة للكبار الملك يلتقي رئيس دولة الإمارات في أبوظبي الحنيطي يتفقد المركز الطبي المتخصص للمعالجة السنيّة في خلدا الامن : إحالة مديري 4 حسابات تُثير الفتنة والنّعرات العنصرية للقضاء مباراة على "صفيح ساخن" بين العراق وفلسطين اليوم.. الموعد والقنوات الناقلة وتذاكر مجانية "بلومبرغ": تهديد ترامب بـ"الرسوم الجمركية الثانوية" يخلق سلاحا تجاريا جديدا الأمم المتحدة ترحب بالاتفاق الروسي الأمريكي الأوكراني حول أمن الملاحة في البحر الأسود قيرغيزستان تقضي على أحلام قطر في بلوغ مونديال 2026 مباشرة وفاة مفاجئة للشريك المؤسس لشركة "سامسونغ" للإلكترونيات الكرملين يكشف عن شروطه لدخول مبادرة البحر الأسود حيز التنفيذ إندونيسيا تفاجئ البحرين في تصفيات كأس العالم 2026 مدير الأمن يترأس اجتماعاً أمنيًا ويوعز بتفعيل خطّة العيد حسان: نحيي أبطال المنتخب

الطويل تكتب : الحرب الحقيقية: الإعلام ومعركة الهوية

الطويل تكتب : الحرب الحقيقية: الإعلام ومعركة الهوية
نسرين الطويل
في خلفية حياتنا اليومية، تُخاض حرب صامتة—حرب أخطر من أي صراع مسلح. هذه الحرب لا تُخاض بالبنادق أو القنابل، بل بالشاشات والنصوص والقصص المصممة بعناية. إنها حرب **الإعلام**، ولديها القدرة على تفكيك الثقافات، ومحو الهويات، وإعادة تشكيل المجتمعات بأكملها. إذا لم نكن يقظين، لن تهزمنا هذه الحرب فحسب—بل ستمحو العالم كما نعرفه.

السلاح: التلفزيون والإعلام الرقمي
كل يوم، نتعرض لقصف من المسلسلات والأفلام والمحتوى الرقمي الذي يُقدَّم على أنه "ترفيه". ولكن تحت السطح، هذه البرامج هي أدوات تأثير. تروج لقيم وسلوكيات وأيديولوجيات غالبًا ما تكون غريبة عن تقاليدنا ومعتقداتنا. ببطء، تعيد كتابة وعينا الجمعي، وتستبدل هوياتنا الأصيلة بمُثُل مستوردة. هذا ليس مجرد ترفيه—إنه **حرب نفسية**.

الهدف: هويتنا
الهدف النهائي للإعلام هو هويتنا. من خلال التعرض المتكرر للقصص الأجنبية، نبدأ في التشكيك في تقاليدنا وقيمنا وحتى إيماننا. شبابنا، مستقبل مجتمعنا، هم الأكثر عرضة للخطر. يكبرون وهم يعشقون شخصيات وأنماط حياة لا علاقة لها بجذورهم. مع مرور الوقت، يُحدث هذا انقسامًا بين الأجيال وفقدانًا للاستمرارية الثقافية. إذا فقدنا هويتنا، فقدنا كل شيء.

العواقب: عالم يُمحى
هذه الحرب ليست ضد الأفراد فحسب—بل هي حرب ضد الحضارات بأكملها. عندما تفقد مجتمعًا أساسه الثقافي، يصبح قشرة فارغة، يسهل التلاعب بها والسيطرة عليها. لقد علمنا التاريخ أن سقوط الحضارات العظيمة يبدأ غالبًا بتآكل قيمها. إذا لم نتحرك الآن، فإننا نخاطر بفقدان ليس فقط حاضرنا، بل مستقبلنا أيضًا. هذه حرب يمكن أن **تمحو عالمًا بأكمله**.

دعوة للعمل: الوعي والمقاومة
الخطوة الأولى لكسب هذه الحرب هي **الوعي**. يجب أن نعترف بأن الإعلام ليس محايدًا—بل هو أداة قوية يمكن أن تبني أو تدمر. يجب أن نقيم المحتوى الذي نستهلكه بشكل نقدي، ونتساءل عن الرسائل الكامنة وراءه. والأهم من ذلك، يجب أن نخلق وندعم إعلامًا يعكس قيمنا، ويحتفل بتراثنا، ويعزز هويتنا.

هذه ليست معركة من أجل أنفسنا فحسب—بل هي معركة من أجل أطفالنا ومجتمعاتنا وإرثنا. إذا بقينا ضعفاء أو غير مبالين، سنخسر. ولكن إذا وقفنا بقوة، إذا حافظنا على هويتنا وقيمنا، فيمكننا أن نغير مجرى الأمور. الحرب الحقيقية هنا، والمخاطر لا يمكن أن تكون أكبر. حرب الإعلام ليست تهديدًا بعيدًا—بل هي تحدث الآن، في منازلنا، على شاشاتنا، وفي عقولنا. إنها حرب ستحدد مصير عالمنا. هل سنقف مكتوفي الأيدي ونسمح لمحو هويتنا، أم سنقاتل من أجل الحفاظ عليها؟ الخيار لنا، ولكن يجب أن نتحرك بسرعة. هذه هي **الحرب الحقيقية**، والخسارة فيها ليست خيارًا.