
آيات أبو طعيمة
مهما كبرنا، ومهما تقدّم بنا العمر، وجرت بِنا السنين حاملة في طياتها أحاسيس ومشاعر مضت، ضحكات ودفاتر مملوءة برسومات طفولتنا، ذكريات حُفرت داخل أعماقنا، وصور حفظناها في عيوننا لا نستطيع نسيانها.
أشواق وحنين تأخذنا لعالم الخيال، نظرات تُميز كلمات لا يُمكن نُطقها، ذكريات تُثير فينا الشوق، وذكريات قد تُثير فينا الحزن والآلم.
مواقف نمر بها تعود بنا إلى الماضي الذي لا نستطيع نسيانه أو بالأحرى لا نريد نسيانه.
أماكن نمر منها نستذكر جميع كلانا وضحكاتنا وآهاتنا من خلالها.
أشخاص ما زالت صوَّرهم باقية في عقولنا وقلوبنا رغم فناءها وبُعدها إلا أنهم تركوا بقايا ماضي( عطر لايُنسى، صوت نتمناه، حب يكبر وينمو ويتغير ويقتل، صور صامتة معلَّقة في أذهاننا، شوقٌ كبيرٌ يزيد ويشتعل لا يبرد، منزلٍ خالٍ تمامًا مليء بالذكريات الجميلة).
الذكريات الجميلة هي قمرٌ يُضيء سماءنا وجوهرة ألماس تتلألأ في كلامنا، وسفينةٌ نركبها ونُبحر بها بعيدًا عبر الأيام الحاضرة على أمل استعادتها في أيامنا القادمة.
فهل ينتهي الماضي حقًا؟
مهما تقدمنا بالعمر ومهما كبرنا ومهما مررنا بظروفٍ صعبةٍ وظروفٍ جميلةٍ، تبقى هذه الذكريات محفورة في كل ما فينا .
ولكن....
لا تجعل الماضي يتفوق على آمالك وطموحاتك في المستقبل.
سِرْ وافعل ما تريد؛ فالحياة ممرٌ طويلٌ لا يمكن الوقوف عند ذكرى مهما كانت، سواء ( شخص، بيت، مكان، عمل).
سِرْ فالماضي هو قوةٌ تستدرج من خلاله الأحداث الحاضرة، وإكمال الحياة حتى تستطيع العيش بسلام.
فمنْ لا يُجيد ويُحسن قراءة ماضيه، فلن يُجيد ويُحسن إيجاد حاضره ومستقبله.
أعلم حين يأخذنا الحنين للذكريات خاصة الذكريات الجميلة نبتسم؛ لأننا عِشنا أجمل لحظات، ونبكي لأننا لا نستطيع العودة إليها.
فلا فرحةٍ كاملةٍ ولا حُزن مستمر ولا جميل يبقى ولا ماضي يعود.
فلا تاريخ ولا وقت ولا زمن ولا أشخاص قادرين على مسح هذه الذكريات.
أقسى شعور قد يمر به الإنسان هي الذكريات وقد تتجدد مع مرور السنوات، صورة تلو الصورة وذكرى تلو الذكرى.
وتبقى لبعض الذكريات صوت يهمس في أذاننا بصوتٍ هادئ قائلة:
أنا طيفك، أنا معك، أنا بجانبك، أنا حاضرك.