شريط الأخبار
العين داودية: الأردن قادر على تجاوز التحديات بوحدته ووعي مواطنه النائب عياش: هل غاب التشاور عن التعديل الحكومي المرتقب بين أركان السلطتين التشريعية والتنفيذية بمشاركة الجراح، حوارية في بلدية المزار الشمالي لدعم المرأة اقتصادياً والمشاركة في سوق العمل كلية عجلون الجامعية تشارك في الحملة الوطنية للنظافة بمحافظة عجلون برشلونة يعتزم اتخاذ إجراءات تأديبية ضد تير شتيغن بيان سوري تركي مشترك حول دعم الاقتصاد وتعزيز التعاون بين البلدين زيلينسكي: ناقشت مع ترامب العقوبات المفروضة ضد روسيا واتفاقا محتملا لإنتاج المسيرات وفاة أسطورة بورتو بشكل مفاجئ في مقر التدريب عجز الموازنة الفرنسية بلغ 100.4 مليار يورو في النصف الأول من 2025 إرنا: تعيين علي لاريجاني أمينا للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني جماهير دوسلدورف تجبر النادي على التخلي عن التعاقد مع لاعب إسرائيلي بسبب دعوته لمحو غزة ولي العهد يعزي بوفاة شقيقة مدير دائرة المخابرات العامة العودات: الأردن دولة متماسكة تستمد قوتها من وعي شعبها وحكمة قيادتها وزير الخارجية يبحث مع نظيره التشيكي العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة الملك يتسلم نسخة من تقرير حالة حقوق الإنسان في الأردن محافظون يؤدون اليمين القانونية أمام الملك (أسماء) المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب كمية من المواد المخدرة بواسطة طائرتين مسيّرتين مسؤول سوري: نتواصل مع الإنتربول لتسليم بشار الأسد الأردن مستمر بقيادة الجهود الدولية لإرسال المساعدات الجوية إلى غزة منذ تأسيسها.. 556 مليون دولار مجموع مساعدات الخيرية الهاشمية لفلسطين

الدهيسات تكتب : "خُبراء بلا خبرة وأُدباء بلا حروف: هل يسقط الجوهر في زمن السّرعة؟!"

الدهيسات تكتب : خُبراء بلا خبرة وأُدباء بلا حروف: هل يسقط الجوهر في زمن السّرعة؟!
إسراء امضيان الدهيسات
في عصر السّرعة الذي نعيشه اليوم، يبدو أن كلّ شيء قابل للتحقيق بكبسة زر، من شراء الطّعام إلى الحصول على شهادات "الخبير"، "الأديب"، "القائد"، و"الناشط" خلال أسابيع أو حتى أيام، لم يَعُد غريبًا أن نرى شخصًا في العشرين من عمره يُلقّب بـ"المفكر"، أو آخر يدّعي القيادة وهو لم يدُر يومًا سوى حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، هذه الظّاهرة تثير الاستهجان، ليس لأنها تحدّ من الطموح؛ بلْ لأنها تتجاوز حدود المنطق في تقييم الخبرة والمعرفة والموهبة.

لا نُنكر أنّ الإنسان قادر على اكتشاف نفسه وتطوير قدراته، لكنّ الاكتشاف الحقيقي ينبع من تراكماتٍ معرفيةٍ وتجاربٍ متراكمة، لا من الشهرة اللّحظية أو المتابعة الرّقمية، فالأديب لا يُصنَع بمنشورٍ لطيف أو اقتباس مأخوذ من الإنترنت؛ بل من معاناة مع اللغة، ومعايشة التفاصيل، والتدرّب على الحرف حتى يُصبح صوته الخاص، والقائد لا يظهر من العدم، بل يتكوّن على مدار سنوات من الفشل، والتعلّم، والتّفاعل مع النّاس، وتحمّل المسؤولية، والخبرة لا تُمنح بل تُكْتَسب، والجدارة لا تُعلّق كوسام، بل تُخْتَبر على أرض الواقع.

فهلْ ما نراه اليوم مشروع وجائز في زمن السرعة؟! وهل يصبح اللّقب بديلاً عن العمل الحقيقي؟ أم أنّنا سنشهد في النهاية ارتدادًا نحو العمق والأصالة، حين يفتضح السّطح وتذوب الألقاب أمام الامتحان الحقيقيّ للزّمن؟!

التّحدي الكبير الآن هو بقاء أصحاب المُسمّيات الحقيقية في مواقعهم، أولئك الذين تعبوا وتدرّبوا وتشكّلت أسماؤهم من تعب السنين لا من ضوء الشاشات، وبين أروقة الكتب، وعلى مقاعد طلب العلم، هؤلاء إمّا أن يصمدوا في وجه هذا التغيير المُريب، أو ينسحبوا، فتفرغ السّاحة لمن لا يملك من المعرفة سوى عنوانها.

علينا أن نجزم، أنه لا يمكن للسّرعة أن تُنبِتَ شجرة ذات جذور، ولا للشّهرة أن تُخرِج مُبدعًا من فراغ، فمن يتسرّع في الوصول، غالبًا ما يتعثّر في الطريق، ويبقى أصحاب الخبرة والمعرفة والموهبة الحقيقية هُم من يصمدون، لأنهم لم يكتفوا بالصعود، بلْ عرفوا كيف يَثبتون في القِمّة.