
ياسمين شهاب
في قلب كلّ أزمة، ينبض الأردن بحكايات من الصبر والإرادة التي لا تلين. هنا، في كل زاوية من هذا الوطن، تنبثق قوة لا تقهر، ينبض بها أهل كل منطقة، حاملين في صدورهم إيمانًا عميقًا بالله، وثقة لا تتزعزع بأن الفجر آتٍ مهما طال ليل المحن.
من جبال عجلون الخضراء، حيث يزهر الأمل في أرواح أبنائها، إلى سهول الجنوب التي تعلمت كيف تصنع من الصبر درعًا يحمي الوطن، يُشهد لأهل كل منطقة بقصص لا تُنسى من العطاء والتكاتف. في كل بيت، في كل شارع، تجد من يشعرك بأن الأردن ليس مجرد مكان، بل حالة أمل، إرادة صلبة، وعزيمة حديدية.
لم تكن الظروف الراهنة لتقهر النفوس القوية، بل كانت منبراً لتجديد العهود، وتذكير الجميع بأن الله مع الصابرين، وأن الثقة به هي الوقود الذي يحرك كل خطوة نحو المستقبل. هذه القلوب التي عرفت معنى الكفاح، تعلمت كيف تجعل من الألم وقودًا للنهضة، ومن التحديات منطلقًا للتميز.
وسط هذا الصمود، يبقى دعم القيادة الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، مصدر قوة لا ينضب، يبعث الطمأنينة في النفوس ويُشعل شعلة الأمل في القلوب. الملك الحكيم، الذي يسير مع شعبه بثقة، يجعل من الأمن والاستقرار قلاعًا حصينة لا تهزها الأزمات.
وجهاز الأمن العام الأردني، بأبطاله من الرجال والنساء، يثبت يوميًا أن الأمن هو عماد الوطن، وأن الجهد المبذول لحماية الناس وأراضيهم هو عنوان للعزة والكرامة. هم الدرع الحصين والسند الموثوق في كل لحظة، وقلوبهم تنبض بحب الوطن كما ينبض قلب كل مواطن.
اليوم، ونحن نواجه كل الصعاب، نُعيد اكتشاف جمال وطننا من خلال عدسات أهلنا الصامدين الذين لا يكلّون من بناء غد أفضل. إنها قصة كل مدرسة تعود للعمل بحماس، وكل يد تمتد للمساعدة، وكل قلب ينبض بحب الوطن.
هنا، في الأردن، ليس هناك مكان للانهزامية، فقلوب الناس كبيرة كما السماء، وأرواحهم تحلق فوق كل محنة بثقة لا تعرف الهزيمة. الأمل هنا لا يموت، بل يتجدد كل يوم مع شمس تُشرق على وطن يُكتب له أن يبقى قويًا، مزدهرًا، وآمنًا، بفضل إيمان أهله وتمسكهم بقلوبهم النابضة بالإيجابية والحياة.
________________________________________
أقسمتُ أن لا أنحني
أقسمتُ ألا أنحني
ما دامت في قلبي حدودُ وطنٍ حيٍّ
ما دامت يداي تحملان
طبشورةَ أملٍ لا سيفَ فتنةٍ ومِحنْ
أنا التي حين يضيقُ ظلك يا بلادي
أزرعُ فوقَ دروبِ الخوفِ أمانًا متينْ
أنا المعلمة التي لا تعرف اليأس
ترسمُ في جدران الظلام شعلةَ اليقينْ
أنا القصيدةُ التي رغم جفاف الحبر
ما زالت تسكبُ من وجعها نورًا رزينْ
أنا البنفسجُ لا تنحني أمام رياح القتل
بل تصمدُ وتبقى في وجهِ الطغيانِ شجينْ
أنا التي تحت الردى
أروي حكايات الأطفال بصبر لا ينتهي
وأعلنُ بصوت لا ينكسر
ما دام فينا لهبُ طفلٍ لا يموتُ ولا يُفنى
وطني…
حين يجفُ المطر وتشتدُّ العواصفُ
تبقى عيني مصدرًا لمطرٍ لا ينضبُ، وعزمٍ لا يُنكسرْ
وإذا استقرَّ الخوف في القلب،
فالحروفُ جنودنا، لا تفرُّ ولا تهربْ
أنا الأديبةُ التي تزيحُ الغشاوة عن عيونِ الحربِ
تضيء دروب الرجاءِ بقناديلِ الأملِ
وأهمسُ للغدِ: لا تخفْ،
فالأرضُ فينا حُبلى بألف امرأةٍ
تولدُ كلَّ فجرٍ عهدًا جديدًا لا يُقهرْ
نساءٌ مثلي… حين يبكي الوطن في الظلامِ
ينهضنَ عند الفجر ليرسمنَ النجاةَ على صفحاتِ الزمنِ
يبنينَ ممالكَ من كتبِ اليتامى
ويزرعنَ من حكايات الجدِّ أملًا لا يُهزَمُ ولا يُدانْ